لفت نظر

جمال الشناوي يكتب.. بلاغ إلى النائب العام.. إسرائيل سرقتنا

الكاتب الصحفي جمال الشناوي
الكاتب الصحفي جمال الشناوي

لا اعرف هل هذه القصة بها مخالفة لنصوص القانون الجنائى الذى يستوجب سحب أطرافها المجهولين إلى ساحات المحاكم ..لتتلوا عليهم النيابة ما قد تراه جرما في حق مصر .

لكن المؤكد أن هناك ضررا كبيرا لحق ببلادى جراء اهمال بات سمة مجتمعنا ..اهمال اخطر من الإرهاب على أجيالنا القادمة .

 القصة إن كان هناك من يهتم أو يبالى ..أن ثلاثة من أبناء هذا الوطن توصلوا إلى ابتكار يحمى هذا البلد من حروب محتمله ..ويؤمن حاجتها من المياة خاصة للمناطق الصحراوية البعيدة عن مجرى النيل والتي لم ترصد الأقمار الصناعية بها مياة جوفيه .

هناك من أهمل في مراكز الدولة العملية قبل اكثر من ثمانية سنوات ..ورغم النشر في الصحف وقتها عن اللإختراع الثورى الذى يولد المياة من الهواء ..لحظتها تعامل المختصون الذين حصلوا على وظائفهم بالواسطة او كارت توصية من فاسد لايبالى ب مستقبل وطن كان شبه دولة .

القصة بدأت بانتشار كثيف لأخبار عن نجاح شركة إسرائيلية في استخدام مكثفات لإنتاج المياة من رطوبة الهواء ..وأن الإختراع حول شركة صغيره إلى إحدى اكبر الشركات في إسرائيل ...وقالت مواقع إسرائيلية أن وحدات إنتاج الماء من الهواء تنتشر في عشرات الدول بداية من الهند حتى قطاع غزة ومناطق في سوريا .. وتحولت الشركة إلى نقطة قوة للدولة العبرية .

شركة "ووتر جين" لإنتاج المياة من الهواء باتت قادرة على فرض نفوذ إسرائيل حتى في بلداننا العربية ..ويكفى كتابة اسمها على أيا من محركات البحث لتجد آلاف التقارير عن هذا الإختراع .

تذكرت  تقريرا صحفيا قبل سنوات وربما بعد ثورة ٣٠ يونيو بقليل نشره الزميل أحمد أبو حجر في  اليوم السابع  تناول فيه قصة إختراع مصري لإنتاج المياة من الهواء .

وبدأ زميلنا القصة عن سرقة فكرة مصرية لثلاثة من كبار المهندسين لإنتاج المياة من رطوبة الهواء ..وقال في العنوان نصا "سىإنإن: شركة إسرائيلية تسرق اختراعا مصريا لتوليد المياه من الهواء "

رحت ابحث وأنا أتابع احتفالات إسرائيلية بقوتها العلمية  الجديدة ..والطلبات المتلاحقة على الشركة التي  باتت على تنتشر وتتلقى طلبات من اكثر من ٦٠ دولة .

سيدى النائب العام :

هذه الفكرة وهذا الإبتكار سبق إسرائيل فيه ثلاثة من كبار أساتذة الهندسة   المصريين .. وهم الدكتور مهندس أحمد صديق واللواء دكتور مهندس محسن خليل والدكتور مهندس حسين الشافعى .. وأجرى معهم الزميل أحمد أبو حجر حوار صحفيا .

«مكثفو دائرة كهربائية ومجموعة فلاتر ولمبة تعقيم» هوكل ما احتاجه ثلاثة مصريين هم اللواء دكتور مهندس أحمد صديق محمد واللواء دكتور مهندس محسن خليل، والدكتور المهندس حسين الشافعى ليبتكروا جهاز التوليد المياه من الهواء عن طريق تكثيف البخار وتحويل الرطوبة النسبية الموجودة فيه إلى مياه نقية صالحة للشرب لينتج
يوميا نحو 70 لتراً من المياه عالية النقاء والمطابقة للشروط والمواصفات القياسية الأوروبية والأمريكية وكود المياه المصرى وهو أمر فى غاية الأهمية خاصة إذاعلمنا أن تكلفة تصنيعه لا تتجاوزأكثرمن 12 ألف جنيه.

هذا ملخص ما قاله الدكتور مهندس حسين الشافعى لزميلنا ..وتم نشره في مارس 2014 أي قبل اكثر من ٨ سنوات .

والمثير أن العلماء المصريين الثلاثة استغرقوا عامين كاملين قبلها في البحث وتصنيع نموذج  ..أى أنهم بدأوا في العام ٢٠١٢ ..وذهبوا بعينات المياة إلى مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر ..واصدرت تقريرا عن درجة نقاء المياه وكانت ١٠٠ ٪  ..وأن المياة المنتجة خالية من أي معالجة كيماوية ..وارسل العلماء الثلاثة إلى منظمة الأغذية الأمريكية ..وجاءهم الرد أن المياة المنتجة عن طريق جهازهم الجديد ..مطابقة للمواصفات المتبعة في الولايات المتحدة الأمريكية .

القصة أشبه بالملهاه ..ولا أعرف على وجه اليقين لماذا غابت أجهزة البحث العلمى عن دعم الفكرة التي بالتأكيد تم تسجيلها في أكاديمية البحث العلمى .

سيدى النائب العام 

 هذه جريمة متكاملة الأركان في حق الوقت ..سواء بفعل مؤثم مثل الإهمال في أداء مهام العمل لكل من تماس معهم ..أو حتى من مسئول علم ولم يتحرك بفعل مسئوليته ..و تجاهل الابتكار التي تحتاجه بلادنا في حرب التنمية التي تغطى كل صحارى مصر الآن .

هي جريمة ضد المستقبل  ورغم مرور قرابة ١٠ سنوات علي العمل الدؤوب للعلماء الثلاثة إلا ان شركة إسرائيلية تبنت الفكرة .. وسارعت ونفذت المشروع وتضخمت أعمالها ..وتكدست خزائنها .

الغريب أن زميلنا كاتب التقرير ..عاد لينقل عن منصة تابعه لقناة سي ان ان  ..عن سرقة إسرائيل للفكرة المصرية التي تاهت في بلادنا بفعل مسئول أو موظف ارتكب الجرم المؤثم على كل معايير الوطنية .

رحم الله مصر من كل من يعمل و"كأنه" ..على كل من ينصب اهتمامه على تستيف الأوراق .."وتظبيط الشغل" دونما إنتاج .

القضية الآن بين يدى سيادتك ..بصفتكم المسئول عن تحريك الدعوى الجنائية باسم الشعب والمجتمع .

وتفضلوا بقبول فائق الإحترام .