فى الصميم

السلاح يكسب.. والجوعى يصرخون!!

جلال عارف
جلال عارف

أقوى إنذار لمن يتلاعبون بمستقبل العالم وجّهه أمين الأمم المتحدة "جوتيريش" أمس وهو يتحدث عن الأزمة الغذائية التى يواجهها العالم بسبب الحرب فى أوكرانيا.

قال المسئول الدولى إن العام القادم (٢٠٢٣) قد يتحول إلى أسوأ الأعوام إذا استمرت الحرب واستمرت أزمة الغذاء، وإن خطر المجاعة يهدد مئات الملايين فى أكثر من ٣٤ دولة هى الآن على شفا المجاعة! وأكد أن العالم لا يمكن أن يقبل الجوع الجماعى فى القرن الواحد والعشرين مهما كانت الأسباب، مطالباً بمؤتمر دولى عاجل يضع الحلول السريعة قبل الكارثة!

فى نفس الوقت كان مدير برنامج الأغذية العالمى "مارتن فريك" يؤكد أن العالم يعيش على قنبلة موقوتة بسبب أزمة الغذاء. ويقول إن البرنامج الذى يحاول مواجهة مخاطر الجوع فى الدول الفقيرة لا يتوقع الحصول إلا على أقل من نصف ما يحتاجه من أموال هذا العام وهو ٢١ مليار دولار، مطالباً الدول الصناعية السبع الكبرى التى تجتمع اليوم بتحمل مسئولياتها تفادياً لموجة من عدم الاستقرار لن تكون بعيدة عنها!!

يحدث هذا بينما أطراف الحرب فى أوكرانيا تواصل تبادل الاتهامات عن المسئولية فى أزمة القمح التى تضرب العالم. أمريكا وحلفاؤها يتهمون روسيا بالتسبب فى منع تصدير القمح الأوكرانى، بينما روسيا تؤكد أن السبب هو الألغام التى زرعتها أوكرانيا، والحصار الذى تفرضه أمريكا على صادرات روسيا.. علماً بأن أوكرانيا تصدر ٢ مليون طن من القمح، بينما تزيد صادرات روسيا على ثلاثين مليون طن سنوياً!

هذا المشهد العبثى كله ينبغى أن يتوقف، العالم ينبغى أن يتحرك لمنع الكارثة. طرفا الصراع الرئيسيان (روسيا وأمريكا) لديهما ما يكفى من الغذاء ومن الطاقة، باقى العالم ليس كذلك. أوروبا سينهار اقتصادها إذا استمرت الحرب، استمر نقص الغاز والوقود.. ودول العالم تدفع فواتير باهظة مع ارتفاع أسعار الغاز والغذاء، بينما فقراء العالم يهددهم شبح المجاعة!

ليس مطلوباً من العالم أن يدفع ثمن صراع الكبار.. وليس منطقياً أن تتحدث الدول الغنية عن استمرار الحرب ثم تترك الأمم المتحدة تبحث عن عشرة مليارات دولار لمواجهة خطر الجوع فى العالم بينما عشرات أو مئات المليارات تنفق على سلاح لن يغير شيئاً فى الحرب، وإن غير الكثير عند تجار السلاح!!
أعتقد أن صناعة السلاح قد حصلت على أكثر من طاقتها على الإنتاج لسنوات، وأن فقراء العالم قد وصلت معاناتهم لنقطة الخطر وحافة الانفجار.. فهل حان الوقت لكى يتوقف هذا العبث بمصير العالم؟!