بدون تردد

التصعيد للحرب «٢/٢»

محمد بركات
محمد بركات

ذكرنا بالأمس أن على العالم كله بدوله وشعوبه أن يرتب أموره وينظم حياته، على أن الحرب الدائرة فى أوكرانيا حاليًا ستطول لعدة أشهر وربما لعدة سنوات، وأن آثارها وتداعياتها السلبية ستستمر فى التأثير على كل الدول والشعوب طوال هذه المدة.

وقلنا إنه بات واضحًا إن هناك تصعيدًا متعمدًا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول حلف الأطلنطى «الناتو» فى هذا الاتجاه، وإنهم يركزون فى تصريحات متكررة على التأكيد باستمرار الحرب وعدم توقف القتال فى القريب.

ودللنا على ذلك بتصريحات معلنة ومتكررة للرئيس الأمريكى «بايدن» ورئيس الوزراء البريطانى «جونسون»، وكذلك الأمين العام لحلف الاطلنطى، وأيضًا للقائد الجديد للجيش البريطانى، التى أكدوا فيها على ضرورة استمرار الدعم العسكرى والمالى واللوجستى  لأوكرانيا، حتى يتم الانتصار فى الحرب وهزيمة الجيش الروسى،  وتوقعوا أن تستمر الحرب عدة شهور وربما سنوات.

وللوقوف على حقيقة الأوضاع وما يمكن أن تسفر عنه خلال المرحلة المقبلة، يحتاج الأمر إلى قراءة متأنية للتطورات الجارية طبقا لواقع الحال على الأرض، ومواقف الأطراف والدول المنخرطة فى الحرب والمتورطة فيها، فى ضوء ما تكشف مؤخرًا وأصبح معلنًا وواضحًا الآن.

وفى ذلك هناك عدة نقاط تستحق الرصد والتسجيل، نظرًا لأهميتها وما لها من آثار متوقعة وممتدة،..، وفى المقدمة منها ما ثبت من أنباء مؤكدة عن سعى أمريكى مسبق لاستدراج ودفع روسيا للإقدام على الحرب.

وذلك لتوريطها والعمل على إغراقها فى المستنقع الأوكرانى واستنزاف وإنهاك قوتها الى أقصى درجة، ووصولا إلى إضعافها وإبعادها عن الصراع الجارى على قيادة النظام الدولى الجديد، الذى تجرى الآن ومنذ فترة عمليات الإعداد والترتيب له، وسط صراع الديناصورات الأمريكى الروسى الصينى المحتدم حاليًا.