التصعيد للحرب (1)

محمد بركات
محمد بركات

أعتقد أنه بات واضحا الآن بل ومنذ فترة ليست بالوجيزة، أن الولايات المتحدة الأمريكية لاترغب ولا تسعى للوصول بالحرب الروسية الأوكرانية إلى منتهاها الآن، وأنها لا تريد لهذه الحرب أن تضع أوزارها أو أن يتوقف القتال فى القريب أو المنظور العاجل .

ذلك يعنى أن على العالم كله بدوله وشعوبه أن يرتب أموره وينظم حياته على أن الحرب ستطول لعدة أشهر وربما سنوات، وأن آثارها وتداعياتها السلبية ستستمر فى التأثير على الكل، سواء كانت هذه الدول وتلك الشعوب فى أوروبا أو آسيا  أو أفريقيا أو أمريكا الجنوبية أو الشمالية أيضا، وكذلك فى الشرق الأوسط الذى نحن وبقية الدول العربية جزء منه.

وأحسب أن النوايا الأمريكية أصبحت مؤكدة، فى ظل التصريحات المتكررة التى دأب على إطلاقها الرئيس بايدن، والتى أكد فيها استمرار أمريكا فى الدعم المكثف وغير المحدود ماليا وعسكريا لأوكرانيا فى الحرب، وحتى تحقق النصر وتلحق الهزيمة بالجيش الروسى كما يأمل.. وفى ذات السياق تسير بريطانيا على نفس النهج الأمريكى وتسلك نفس الطريق، حيث دعا رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون إلى ضرورة الاستعداد لحرب طويلة الأمد فى أوكرانيا، وطالب الدول الأوروبية بالاستمرار فى دعم «كييف» دعما قويا وغير محدود حتى تستطيع الانتصار فى الحرب.

ولم يتأخر الأمين العام لحلف الأطلنطى «الناتو» «بنس ستولتنبرج» عن الانضمام  لمجموعة المبشرين باستمرار الحرب والمطالبين بدعم أوروبى وأمريكى لها، وطالب دول الحلف بعدم تخفيض الدعم لأوكرانيا عسكريا وماليا، حتى لو كانت تكلفة هذا الدعم مرتفعة.
«وللحديث بقية»..