زيارة ولي العهد السعودي

كرم جبر
كرم جبر

جاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية لمصر في وقتها تماماً، لتبادل الرؤى والأفكار مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في فترة من أخطر مراحل العمل العربي المشترك.

ففي غضون أسابيع قليلة نشهد حدثين مهمين، يتطلبان التشاور المستمر بين القاهرة والرياض.
الأول هو القمة العربية - الأمريكية في الرياض، بحضور دول مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق، لبلورة موقف عربي موحد تجاه الأجندة التي يحملها الرئيس الأمريكي، وهي لن تخرج عن إطار مطالبته بتدابير عربية لمواجهة تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية.
والحدث الثاني هو قرب انعقاد القمة العربية في الجزائر، ومن قراءة التحركات والتصريحات، يمكن استنتاج موقف مصري - سعودي تجاه التحديات التي تواجه الأمة العربية.

وأهمها ضرورة التوصل إلى حلول عاجلة لأمن واستقرار اليمن وسوريا والعراق وليبيا، والحفاظ على وحدة هذه الدول وأمن وسلامة شعوبها، وتسليم أسلحة الميليشيات المسلحة، والاحتكام إلى إرادة الشعوب في اختيار نظم حكمها.
وأهمها التعاون الاقتصادي العربي لمواجهة تداعيات الأزمات المُصدرة للدول العربية في توفير متطلبات الأمن الغذائي ومواجهة التداعيات الاقتصادية السلبية.

وأهمها بث الروح من جديد في جسد القضية الفلسطينية التي دخلت ثلاجة التجميد، وضرورة رأب الصدع بين فتح وحماس لإعادة إحياء القضية، وتحقيق السلام العادل الذي أصبح بعيداً جداً.

***

جاء ولي العهد السعودي إلى مصر يصاحبه وفد إعلامي كبير، وعقد في مقر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، منتدى إعلامي هو الأكبر على الإطلاق في العلاقات الإعلامية بين البلدين، بحضور 25 من كبار القيادات الصحفية والإعلامية في المملكة، ومثلهم من الجانب المصري.
وتم توقيع بروتوكول بين المجلس ووزارة الإعلام السعودية ممثلة في ماجد بن عبد الله القصبي وزير الإعلام، وأهم بنوده تنسيق المواكبة الإعلامية لأبرز المناسبات التي تقام في البلدين، وتطوير التعاون الإعلامي بين البلدين.
ومن أهم بنود البروتوكول تكوين لجنة عليا للتنسيق الإعلامي من كبار الإعلاميين والصحفيين في البلدين، ومهمتها العمل المستمر على دفع وتطوير العلاقات الإعلامية، والتدخل الفوري إذا طرأت أي مشكلة.

***

العلاقات الاقتصادية كان لها نصيب الأسد، ويكفي أن أشير إلى أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها عددها 17 بمجموع تقريبي 29.2 مليار ريال، في مجالات الطاقة والدواء والغذاء ومشاريع البنية التحتية وإنتاج الهيدروجين الأخضر والكهرباء ومشروعات تقنية المعلومات والأمن السيبراني.