سيظل سيد درويش هو الفنان الذى عبر عن هموم الفئات المختلفة للشعب المصرى ، وهو من اسس الموسيقى المصرية كنوع مميز عن الموسيقى الشرقية بطابعها التركى والفارسى والاندلسى . غنى سيد درويش لكل طوائف الشعب وكل الحرف فمثلا غنى للعربجية وقال "مين زينا احنا العربجية ياهوه مين .. بنشوف غلب وتلطيم عقبى للايمين .. كل الناس في إشغالها يا افندي رايحين جايين .. الا احنا نفضل بالعشر ساعات قاعدين"
سيد درويش تميز بقدرته على حشد الشارع المصرى باغانيه وبث روح الانتماء للهوية المصرية ، لذلك كان مصدر خطر على المحتل العثمانى والمحتل الانجليزى فى ذلك الوقت ، فقد كان اثر اغانيه اقوى من اثر المنشورات السياسية فى ذلك الوقت ، ولا يخفى على احد كيف ساهمت اغانيه مثل اغانى "قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك" و"انا المصرى كريم العنصرى" و"يا بلح زغلول" والتى غناها لسعد زغلول عندما نفى فى اشعال نار الثورة ضد المحتل الانجليزى واغنية "بلادى بلادى" التى ارتبطت بثورة ١٩ واهميتها التى دفعت السادات فيما بعد بتكليف الموسيقار محمد عبد الوهاب لاعادة توزيعها واصداره قرار بجعلها النشيد الوطنى لمصر.
رغم ان العمر الفنى لسيد درويش كان قصير جدا الا انه حدوتة كبيرة سيظل يحكيها تاريخ الموسيقى المصرية ، فانتاج سيد درويش لم يتوقف على تطوير الموسيقى والاغنية المصرية بل امتد للمسرح حيث ساهم فى تطوير المسرح الغنائى فادخل فن الاوبريت الوطنى والعاطفى والكوميدى ، واصبح فن الاوبريت الذى توراثته اجيال متتالية من الفنانين من الفنون الهامة التى اضافت الى التراث الفنى المصرى اضافة مميزة . لفت الاوبريت اهتمام الفنانين المصريين فيما بعد سيد درويش فتطور من الاوبريت المسرحى الى اوبريت السينمائى ، وكان اشهر الفنانين اللى قدموا الاوبريت السينمائى محمد عبد الوهاب اوبريت "مجنون ليلى" وفريد الاطرش مثل "بساط الريح" ومحمد فوزى قدم الكثير من الاوبريتات منها "السندباد بيلف بلاد" .
سيد درويش ليس فناناً بسيطاً فما قدمه فى عمره الفنى القصير يعد ثروة ضخمة فى مجال الموسيقى والغناء والمسرح الغنائى بمصر.
