افتح النافذة

خاطر عبادة يكتب: الحياء

خاطر عبادة
خاطر عبادة

لو سألنا حواء.. لو كنتى رجلا يوما ما !! .. ما أكثر شيء كنتى تودين فعله أو ستقدمينه للبشرية؟! .. لكانت الإجابة الطبيعية لأغلب النساء.. لا نود أن نكون رجالا.. لأن كل إنسان "متطبع" على الفطرة التى خلقه الله عليها.. لذا سنظل نتحلى ونحتفظ بصفات الحب والرحمة والعطاء ونعشق الأمومة والتضحية والحنان مهما كان !

هذه طبيعة الاختلاف والفوارق ليكمل بعضه بعضا.. المرأة لا تريد أدوار قيادية لكنها تكمل الرجل وتساعده ليواجها معا مهام الحياة؛ فهى ملاذ الرجل ومنتهى أمانيه فى الدنيا.. تساعد زوجها وأسرتها 

الحياء والرقة أيضا من طبيعة الإناث.. لو تبدلت الموازين ورأى الناس -مثلا- امرأة شديدة الجرأة تتبجح و تتقدم صفوف الرجال .. لن يقولوا عنها شجاعة وقوية و بطلة! .. لكن سينظرون إليها على أن ذلك شيء غريب ومستحدث أو مستهجن! .. لكن الوقار والحياء هو الذى يمنح المرأة هيبة مثل الرجل العظيم الذى يشار إليه بالهيبة وعلو الشأن.. يلمحها الناس من بعيد كنجوم السماء

فيما عدا لسانها والنميمة !.. إلا أن الصفات الجميلة الطيبة فى المرأة تؤهلها لتكون مدرسة للحب والجمال.. إذا كانت عاقلة ومتحفظة .. لكن أغلب النساء مندفعات بحكم العاطفة ولن تهتم بأمور أكبر من حجمها ولن تأبه بأمر تغيير العالم .. لكن ذلك لا يحد من رغبتها فى طلب العلم وإثبات ذاتها أو إعلاء شانها مثلها مثل أى إنسان.. طبيعة مشتركة 

أشياء قد تفقد المرأة عقلها !

اهتمام المرأة بالزينة وبجمالها.. حتى لو كان يبدو من الظاهر أن ذلك شيء طبيعى من حسن مظهر ونظافة.. هناك حدود للتباهى بالجمال؛ فلا تعتقد إحداهن أن ذلك الجمال والجاذبية سر من أسرار القوة يعوضهن عن تفوق الرجل و قوامته فى المجتمع.. ربما.. لكن الإهتمام المبالغ فيه بالزينة حتى لو فاق الحد؛ فهذا لغز كبير.. الغيرة مشكلة كبيرة قد تفقد المرأة عقلها والحكمة.. بعضهن لا تريد أن تكون هناك امرأة على ظهر الأرض أجمل و أشيك منها.. فتضطر هى الأخرى للمبالغة فى الزينة أو تصل لحد التبرج الذى يرفضه الشرع ويفتن الناس.

لكن فى المقابل.. معرفة ووعى المرأة بتميزها وثقتها فى نفسها وتدينها يقيها من كل مداخل الشيطان فى زمن يتغير سريعا كل يوم و تتبدل فيه موازين الحكمة والأخلاق 

خلقت المرأة لتكون كائنا رقيقا وملاذا ورفيقا ليكون جمالها من الداخل أعظم وأسمى بكثير من جمال الشكل.. لأنه جمال فى باطنه الرحمة، بدلا من أن ينخدع الناس وراء نزوة عابرة رخيصة تورث العذاب؛ لتكون أنثى مكرمة وليست أفعى متلونة

حتى لو كان جمالا بسيط ومعتدل وقبول وسماحة نفس وخلق.. ليس كل الناس ملوك فى الجمال.. لكن أغلب الناس المحبوبين هيئتهم عادية أو شكلهم "عادى" جدا.. مسألة روح وحسن العشرة وليس مجرد نزوة.

المرأة غالية كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم.. ومن أهم سمات أعظم و أرقى النساء و أعلاهن درجات هى الوقار؛
قد يقال إن كل شيء يبدو من الخارج رائعا حتى تقترب منه و تعرفه.. إلا صاحبات الوقار والحياء فهن لآلئ وجواهر على الدوام .. لا تجربهن

الوقار هو الذى يصنع الفارق دائما.. هناك امرأة عادية وأخرى ذات قيمة عالية..  وهناك نساء راقيات و ملكات تشعرك كأنها قطعة من الفردوس .. هن خير النساء..  لكن المبالغة فى الجرأة مكروه فى النساء

للجمال مقاييس كثيرة.. لكن.. ميزة المرأة فى الوقار وأكبر نعمة ولن تعرف معنى للمرأة وقيمة إلا لملكة الوقار.. بخلاف ذلك كأنك لم تعرف نساء بعد ولم تبلغ عنقك السماء أو تشم رائحة الجنة بعد!

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا