قضايا وأفكار

مستقبل مصر

محمد الهوارى
محمد الهوارى

مشروع الدلتا الجديدة فى إطار المشروع القومى مستقبل مصر للإنتاج الزراعى يعكس اهتمام الدولة بالتوسع الزراعى فى كل الأراضى المتاح زراعتها من أجل زيادة الإنتاج الزراعى لتوفير الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتى بما يبعدنا عن اضطرابات الأسواق العالمية فى الغذاء مثلما حدث بعد الحرب الروسية الأوكرانية.


لقد نجحت مصر فى استصلاح أكثر من مليون فدان فى الدلتا الجديدة وإقامة آلاف الصوب الزراعية للتوسع فى إنتاج المحاصيل الزراعية والتقاوى المحسنة التى يتم استيرادها من الخارج بما يسمح لنا بزيادة الانتاج الزراعى والتوسع فى التصنيع الزراعى لإقامة مجمعات زراعية متكاملة مع إنشاء مساكن للعاملين فى القطاع الزراعى فى الأراضى غير القابلة للاستصلاح وإقامة محطات لتنقية المياه بالنظام الثلاثى الذى يسمح بإعادة استخدام مياه الصرف فى الزراعة إضافة إلى إقامة محطات لتسمين الماشية وزيادة انتاج الألبان من السلالات المحسنة.


مصر أضافت للرقعة الزراعية أكثر من ٢٥٪ على الأراضى القديمة فى مدة قياسية من ٤ إلى ٥ سنوات ومازالت جهود الاستصلاح مستمرة لإضافة المزيد من الأراضى الجديدة إلى الرقعة الزراعية بما يسمح بالتوسع فى انتاج المحاصيل الاستراتيجية خاصة القمح والاذرة وباقى المحاصيل الزراعية التى تتطلبها الاحتياجات سواء الغذائية أو الصناعية يتم ذلك بالتوازى مع ما يحدث من تطوير فى الريف المصرى من خلال حياة كريمة التى تنطلق فى آلاف القرى والمراكز إضافة إلى تبطين آلاف الكيلو مترات من الترع فى الوجهين البحرى والقبلى بما يحافظ على مياه الرى من الهدر وإقامة العديد من المشروعات الصناعية الزراعية مثل إنتاج السكر والأسمدة وتوفير مستلزمات الإنتاج لهذه الصناعات لقد ساهمت البحوث الزراعية فى زيادة متوسط الإنتاج عن العديد من المحاصيل أبرزها القمح الذى وصلت انتاجية الفدان إلى ١٩ أردبا بعد أن كانت ٨ أرادب فقط من سنوات إضافة إلى تكثيف جهود البحوث الزراعية للتوصل إلى استنباط أصناف جديدة عالية الانتاجية.


بالتأكيد مشروع مستقبل مصر فى الإنتاج الزراعى بعد إحياء مشروع توشكى وشرق العوينات واستصلاح الأراضى الجديدة فى المنيا وبنى سويف وجهود وزارة الزراعة فى توفير التقاوى المحسنة بمعدلات مرتفعة كل ذلك يساهم دون شك مع توفير مياه الرى والأسمدة اللازمة والتخفيف عن المزارعين وحل مشاكلهم أولا بأول والتوسع فى إقامة الصوامع الجديدة فى مختلف المحافظات واستمرار جهود حماية الأراضى الزراعية القديمة من الاعتداء عليها بالبناء المخالف.


مصر الآن تدفع ثمن أخطاء عشرات السنوات الماضية التى أهملت فى الحفاظ على الأراضى الزراعية القديمة ولم تكن هناك إرادة حقيقية فى استصلاح أراض جديدة بديلة للأراضى المعتدى عليها حتى تحولت شواطئ النيل إلى كتل خرسانية رغم وجود ٩٠٪ من أراضى مصر صحراوية.