عمال محاجر المنيا: «رزقنا اليوم بيومه وننتظر الموت أو الإصابة في أي لحظة»

المحاجر
المحاجر

العمال لو حد فينا اتصاب ممكن يقعد بالشهر من غير أكل وشرب والتأمينات كابوس يهدد الجميع

ماهر مندي
وسط أشعة الشمس الحارقة تعيش عمال المحاجر بمحافظة المنيا مأساة حقيقية من أجل البقاء فى توفير لقمة العيش، حيث يدفعون أرواحهم ثمناً في سبيل الحصول على الرزق الحلال مما دفعهم  للعمل في مواجهة الموت..


عدسة «بوابة أخبار اليوم» انتقلت إلى أحد المحاجر لتنقل عن قرب معاناة أصحاب "الإيد الشقيانة" التى لا تتجاوز أعمارهم السنية   17 عاماً حتى أصبحوا في هذا السن العائل الوحيد للأسرة.

وعند وصولك لمنطقة المحاجر تستقبلك أصوات ماكينات قص الحجر والآلات المستخدمة للحفر داخل الجبل حتى أصبحت  لغة الإشارة في الحديث بينهم هى لغة التواصل أثناء العمل حتى أصبح لكل آلة وأداة تستخدم في قص وقطع الحجر.

فى البداية أشار محمد فتحي 19 سنة، أنه يعمل منذ ما يقرب من 3 سنوات فى البلوك أو ما يطلق عليه اسم عمال المحاجر موضحاً أنه كان يعمل من أجل مساعدة والدة بسبب بتر ساقة أثناء العمل في أحد المحاجر.

وأوضح فتحي أن مهنة المحاجر تقابلها مخاطر كثيرة وتجلب العديد من الأمراض، أهمها الربو والحساسية فضلاً عن تعرض جميع العمال لبتر الساق أو القدم أو الذراع أثناء العمل على مكينة تقطيع الحجر.

ويتابع علي خلف أنه يعمل بالمحاجر بعد أن تحطم حلمه في الحصول على وظيفة حكومية حتى أصبح العمل داخل المحاجر لقمة العيش الوحيدة في توفير حياة كريمة، قائلاً "إن العمل في المحاجر جبلنا المرض واحنا صغيرين".

أما محمد عواد فيقول: "إحنا بنموت ومحدش حاسس بينا والأمراض بتحاصرنا من كل حتة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية وحساسية الصدر فنحن نعمل في ظروف بيئية صعبة ونواجه البرد القاسي ليلاً ونهاراً فالجبل مكشوف ليس هناك أي مكان يحمينا، بالإضافة إلى غياب وسائل الأمن الصناعي فالآلات بدائية ومتهالكة التروس وأسلاك كهرباء مكشوفة ومتآكلة تمتد لمسافات طويلة قد يصعق أحد العاملين جراء لمسه سلكا كهربائيا عاريا".

أما أبو يوسف ويبلغ من العمر 48 عام عند الحديث معه لا ترى منه أى شىء غير نظارة يرتديها أثناء العمل على مكينة تقطيع الحجر الجيري المنشار.

وأضاف أبو يوسف أنه يعمل منذ 20 عاما في قص الحجر وتحويله إلى حجر يستخدم في عملية البناء، مشيرًا إلى أن هناك أنواعا كثيرة للحجر، منها الحجر الأحمر والأبيض، وعن الأنواع التى تستخدم هو الحجر الأبيض، مؤكداً أن البلوك يتم نقلة داخل محافظات الجمهورية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وعبر أحمد سلطان عن المخاطر التى تواجه عمال المحاجر أهمها عدم التأمين على العمال مما يتسبب في ضياع حقوقهم بسبب تعرضهم للإصابات بشكل يومي.

فيما طالب سلطان من الأجهزة التنفيذية في الدولة بفتح ملفات تأمينية لجميع العاملين بسبب ضمان حياة كريمة لهم، مؤكداً أن هناك الكثير من العاملين حدث لهم إصابات بالغة وضاعت حقوقهم.

"لو حد منا أصيب أثناء العمل بيقعد بالشهر من غير أكل وشرب بسبب الإصابة وكل يوم بدعي ربنا يرجع لأولاده سليم بدون إصابات"، بتلك الكلمات عبر مصطفى محمود عبر عن المشاكل التي تواجه عمال المحاجر أثناء العمل على ماكينة البلوك.

وتابع إن ماكينة قطع البلوك تحتوي على اثنين سلاح إسطواني صلد ويخرج منها سكاكين حادة وهي المسؤولة عن قطع الطوب بالمقاسات المحددة التي يتحكم فيها العامل ويتبادل مع زميله الآخر العمل على الماكينة واستخراج الطوب بعد أن تحدده الأمواس الحادة والتي قد تعرضهم للإصابات البالغة قد تصل لبتر أطرافهم وأقل إصابة تجعلهم يتوقفون عن العمل لعدة أسابيع حتى تلتئم جروحهم.

وعن أهم المخاطر التي تواجه العمل هي السنارة وهي عبارة عن لوح خشب مثبت على قائمتين من الحديد يتم توصيلهما بمولد كهرباء للمحجر ويقوم العامل بتوصيل هلب يشبه السنارة بأسلاك الماكينات في المسامير المثبتة على اللوح الخشبي وأي خطأ لو كان بسيطًا يعرض العامل للصعق بالكهرباء وخصوصا في أيام الشتاء بسبب الندى الذي يتساقط في الصباح الباكر.

وأكدوا أن أسرهم يودعونهم كل شهرين أثناء سفرهم للعمل وكأنهم لن يعودوا مرة أخرى لأن العمل في هذا المجال يجعل الشخص أمام الخطر كل لحظة في حياته.

 

 

 

هكذا يقضي عمال المحاجر يومهم بين الرعب وصراع الموت دون أي تأمين من صاحب المحجر رغم  إصدار قانون تشغيل العاملين بالمناجم والمحاجر، حيث نصت المادة (21) على إلزام المنشأة على توفير العلاج والإسعافات الأولية بالمجان للعامل ولأسرته حال وقوع إصابة والزمت المادة (9) بمنح العاملين الموجودين في مواقع العمل الخاضعين لأحكام هذا القانون بدل ظروف ومخاطر الوظيفة بنسبة تتراوح بين 30 إلى 60% من الأجر الأصلي وذلك تبعا لظروف العمل والمخاطر التي يتعرض لها العامل في كل وظيفة أو مهنة.

 

اقرأ أيضا: محافظ أسيوط يلتقي مدير مشروع المحاجر لمناقشة خطة التطوير وتنمية الموارد الذاتية 


 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا