في الصميم

الحرب في أوكرانيا و«البوصلة» نحو الصين!!

جلال عارف
جلال عارف

الحرب فى أوكرانيا لن تنتهى قريبا، وإذا انتهت فستبقى آثارها على العالم طويلا. الرئيس الأمريكى بايدن فى جولته الآسيوية الهامة أوضح سياسة أمريكا من الصراع العالمى الذى بدأت مرحلته الحاسمة بحرب أوكرانيا، ليكون العالم كله مسرحها.

قال بايدن إن روسيا يجب أن تدفع ثمنا طويل الأمد لما أسماه وحشيتها فى أوكرانيا. لكن بايدن لم يخف الهدف الآخر «وربما الأساسى» لإبقاء العقوبات على روسيا من وجهة نظره.. حيث إن الأمر لا يقتصر على أوكرانيا فقط.. وإذا لم تبق هذه العقوبات فأى إشارة ستصل إلى الصين بشأن عواقب أى محاولة للسيطرة على تايوان بالقوة؟!.. هكذا أوضح بايدن الموقف وكأنه يقول إن المعركة الأساسية ستكون مع التنين الصيني، وأن ما بدأ فى أوكرانيا سيتم استكماله فى آسيا حيث المنافس الأكبر على زعامة العالم!

يمضى «بايدن» فى المخطط الاستراتيجى الأمريكى لمواجهة الصين. يقول بوضوح إن الحرب فى أوكرانيا لن تشغل أمريكا عن الجبهة التى تعتبرها الجبهة الأساسية منذ بداية القرن وهى جبهة المواجهة مع الصين. جولة بايدن فى اليابان وكوريا ثم القمة الرباعية مع أستراليا والهند واليابان هى تأكيد على أن أمريكا تجدد التزامها بأمن حلفائها. وأنها تمضى فى محاولة بناء «ناتو أسيوي»، وفى محاولة الدفع بالهند بعيدا عن الصين لآخر مدي.

الجديد هو اقتحام «الملعب» الذى تتفوق فيه الصين وهو الملعب الاقتصادى بإطلاق إطار عمل اقتصادى فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ يضم ١٣ دولة بهدف زيادة القدرة التنافسية لاقتصاداتها وهو ما اعتبرته الصين فورا محاولة لاحتواء الصين ترى أنها محكوم عليها بالفشل كما قال وزير خارجيتها.

التوجه واضح، لكن العقبات كثيرة، والاسئلة الصعبة أكثر.. فهل حسمت أمريكا أمرها بأن عليها أن تواجه الصين وروسيا معا؟ وهل ستتحمل عبء مثل هذه المواجهة؟ وهل تتحمل تكلفة المواجهة مع العملاق الاقتصادى الصيني؟.. وهل تتصور أن العالم قادر على تحمل المزيد من فواتير الحرب والعقوبات؟!
تتعدد الأسئلة ولا إجابات إلا أن الحرب فى بدايتها، والعالم إلى مزيد من «العسكرة» والإنفاق على السلاح بدلا من الغذاء.. وربنا يستر!