إنها مصر

ليس هناك بديل !

كرم جبر
كرم جبر

كان الرئيس حاسماً خلال افتتاح مشروع مستقبل مصر، فى ضرورة الانتهاء من المشروعات عام 2023 وليس نهاية 2024، لتحقيق الأمن الغذائى فى ظروف عالمية مضطربة لا يعلم تداعياتها إلا المولى عز وجل، ومصر فى دائرة القلق مثل سائر دول العالم.

ليس هناك بديل آخر سوى الصحراء، بعد أن تعددت جرائم الاعتداء على الأراضى الزراعية منذ مئات السنين، وبدلاً من أن نبنى فى الصحراء ونزرع بجوار النيل حدث العكس، فى ظل تراخى الحكومات السابقة عن وقف مذبحة الأراضى الزراعية.

ليس هناك بديل حتى الاستيراد من الخارج، وفى ظل أزمات كورونا والحرب الأوكرانية لم يعد ذلك آمناً، بجانب ارتفاع أسعار كافة السلع والخدمات ونولون النقل بنسب تتجاوز الضعف.

ليس هناك بديل سوى اقتحام الصحراء، فى بلد كان يعيش على 7% فقط من مساحته، ويتزايد 2.5 مليون نسمة فى السنة، يحتاجون لرعاية صحية وتعليم وفصول وفرص عمل، ومهما بلغت معدلات النمو فلن يشعر الناس بالتحسن المعقول، إلا إذا تم التحكم فى معدلات الإنجاب العالية، التى لا تتحملها أعتى الدول فى العالم.

ورغم الجهود الجبارة لمواجهة التحديات والمشاكل والأزمات، تخرج بعض الآراء دون فهم أو دراسة وبقصد أو بدون قصد بالهجوم والتجريح، دون أن تكون الانتقادات مبنية على معلومات أساسية.

على سبيل المثال سمعنا من يقول أن المشروعات القومية الكبرى هى سبب الغلاء وارتفاع الأسعار، ولابد من وقفها وتوجيه ميزانياتها لقطاعات أخرى مثل التعليم والصحة والمواد الغذائية.
ولو توقفت هذه المشروعات فلن نجد تعليماً ولا صحة ولا غذاء، فالمشروعات الكبرى لم تكن رفاهية أو وجاهة، ولكن ضرورة حتمية لإنقاذ الدولة من الانهيار، مثل التخلص من العشوائيات والمناطق الخطرة فى أكبر مشروع فى تاريخ البلاد، ولو لم يحدث ذلك لاختفت القاهرة والمدن الكبرى أمام زحف العشوائيات.

ومشروعات الطرق والكبارى لم تكن للمباهاة، وإنما لإنقاذ القاهرة وعواصم المدن من الانهيار، بعد أن أشارت تقارير دولية إلى أن شوارع القاهرة سوف تصبح جراجاً كبيراً للسيارات، ولن تتجاوز سرعتها 8 كيلومترات.

والطرق هى المستقبل، وعلى جانبيها تنشأ مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة السكانية الرهيبة، وتمنع الاختناق، لأن المدن القديمة ضاقت بمن فيها ولم تعد تتحمل المزيد.

ما هو الوضع إذا لم تنشأ المدن الجديدة التى يتجاوز عددها 20 مدينة، بجانب القاهرة الجديدة وأكتوبر والرحاب وغيرها من المدن التى تساوى عدد ما تم إنشاؤه خلال المائة سنة الأخيرة، وأين كان الناس يذهبون؟

هل كنا نتحمل الحياة فى الظلام وانقطاع الكهرباء، والمياه وانفجار الصرف الصحي، وازدحام الشوارع والأوتوبيسات، وسوء حال التليفونات والإنترنت، وتدهور أحوال المستشفيات، وغيرها من الأزمات الكبيرة ؟