نبض السطور

مستقبل مصر.. يبدأ من هنا

خالد ميري
خالد ميري

من طريق الضبعة رأينا المستقبل يشرق بالأمن الغذائى وفرص العمل

الدولة ملتزمة بالسيطرة على الأسعار حتى نهاية العام وتجاوز الأزمة

المشروعات القومية وَفَّرت ٧ ملايين فرصة عمل وأنقذتنا من الخوف والجوع

الحوار الوطنى.. تسمعنا ونسمعك.. نتناقش ونختلف.. بس «مانهدش بلدنا»

الدلتا الجديدة مستقبل مصر.. استصلاح وزراعة  ٢٫٥ مليون فدان فى الصحراء الغربية وتوشكى وسيناء، يضيف للمساحة الزراعية ٢٥٪ من مساحة الأرض الزراعية على مدار تاريخ مصر، لكن الأهم أن الدلتا الجديدة تضمن الأمن الغذائى للشعب وتضمن سد الفجوة الواسعة فى استيراد السلع الاستراتيجية وعلى رأسها القمح، وتوفر ملايين فرص العمل فى الزراعة والانشطة المرتبطة بها من الصناعة والثروة الحيوانية والدواجن.
ضربت أزمة كورونا العالم كما لم يحدث منذ الحروب العالمية، الدول أغلقت أبوابها وتوقف السفر والتبادل التجارى وتراكمت الخسائر بمئات المليارات من الدولارات، وشهد العالم موجة صاخبة من البطالة والكساد والتضخم، لكن الدولة المصرية تمكنت من تجاوز الأزمة بأقل أضرار مُمكنة، برؤية واضحة لزعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى تجاوزنا الأزمة بأقل خسائر صحية فى الأرواح والإصابات.. وساعدنا الإصلاح الاقتصادى الناجح على تحمل الضربة الاقتصادية التى وجهتها كورونا للجميع بلا استثناء.
وما أن تجاوزنا أزمة كورونا حتى فوجئنا بتضاعف تكاليف الشحن والنقل وندرة المعروض من السلع واستمرار زيادة الأسعار لكل السلع بشكل غير مسبوق.. فالانتقال من مرحلة الجمود أيام كورونا إلى الحركة والإنتاج بعدها كانت تكلفته هائلة.
وقبل أن نستوعب ومعنا كل دول العالم ما يحدث فوجئنا بالحرب الروسية- الاوكرانية تضرب العالم بقوة وقسوة.. التزمت مصر بالحياد منذ اللحظة الأولى ومازالت، لكن فواتير الحرب على العالم كله كانت قاسية.. فالمواجهة بدا أنها بين روسيا والغرب بقيادة أمريكا، والنظام العالمى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا بدا أنه يتشكل من جديد كما لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.. أزمة تفوق بمراحل خطورة أيام الحرب الباردة وتضع العالم على شفا حرب عالمية ثالثة ولا أحد يعرف متى وكيف وأين ستنتهى.
تأثيرات الحرب دفعت أسعار الغاز والبترول إلى أعلى لتؤثر على كل الأسعار فى جميع الدول، كما أنها تُهدد العالم بأزمة غذائية غير مسبوقة فروسيا وأوكرانيا المصدر الأول للقمح والزيوت.. وبوتيرة غير مسبوقة تزايدت الأسعار فى كل دول العالم.. ووصل التضخم فى أمريكا إلى ٨٪ لأول مرة منذ نصف قرن.. وخرج وزير الخزانة البريطانى يعتذر عن زيادة الأسعار وأنها ستواصل الزيادة.. وقررت الهند وقف تصدير القمح فالبيت أولى بما ينتجه.
مصر لم تكن فى معزل عن أحداث عالمية تضرب الجميع وتؤثر فيهم بلا هوادة.. وتزايدت أسعار السلع جميعًا وخرجت شكاوى الناس من ارتفاع الأسعار إلى العلن، ويعلم الناس وهم يشكون أن الدولة ليست مسئولة عما يحدث.. ولكنها تبذل كل جهد لتوفير كل السلع فى كل الأماكن وبأسعار مناسبة.. وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن الدولة ملتزمة بالسيطرة على الأسعار حتى نهاية العام وحتى نتجاوز الأزمة.. ورغيف العيش المدعوم الذى كان يتكلف ٦٥ قرشًا ويباع بخمسة قروش وصلت تكلفته إلى جنيه كامل ومازال يُباع بخمسة قروش.. ووصلت قيمة برامج الدعم والحماية الاجتماعية فى الموازنة الجديدة إلى ٣٥٦ مليار جنيه لمساعدة الفئات الأكثر تضررًا من الأزمة العالمية الراهنة، وتم تخصيص ٤٠٠ مليار جنيه للأجور منها ٤٣ مليارًا لتحسين دخل ٤٫٥ مليون موظف و٥ مليارات لتعيين ٦٠ ألف معلم وطبيب وصيدلي، وتخصيص ١٩١ مليار جنيه لصناديق المعاشات و٩٠ مليار جنيه لدعم السلع التموينية التى يستفيد منها ٧١ مليون مواطن و٢٢ مليار جنيه لتكافل وكرامة ومليارات أخرى للإسكان الاجتماعى والعلاج على نفقة الدولة وبرامج ١٠٠ مليون صحة. يحدث كل هذا والدولة مستمرة فى تنفيذ المشروع الأضخم حياة كريمة لتحسين حياة ٥٨ مليون مواطن فى الريف بتكلفة ٧٠٠ مليار جنيه فى ٣ سنوات.
هى دولة تعرف مسئولياتها وتلتزم بها وتبذل أقصى جهد لرعاية شعبها ومساعدته.. ورغم الأزمات الاقتصادية العالمية المتتالية مازالت المشروعات القومية تُسابق الزمن.. والسبب ببساطة أنها وَفَّرت وتُوفِّر ٧ ملايين فرصة عمل، ما يعنى ٧ ملايين بيت مفتوح يجدون دخلًا يسمح لهم بالحياة الكريمة.
ولأن الدولة كانت تعى منذ اللحظة الأولى أن الزراعة والصناعة هما قاطرة التنمية الحقيقية والمُستدامة.. لذلك كانت الأولوية فى المشروعات القومية لمشروعات الصناعة والزراعة.. ورأينا مصانع جديدة تُوفِّر فرص العمل فى كل محافظات مصر.. وأعلنت الحكومة استجابتها لمطالب الصُناع المشروعة لمساعدتهم.. وفتحت كل الابواب أمام القطاع الخاص الوطنى للمشاركة فى كل مشروعات التنمية وتم دعم البورصة والاعلان عن خطط واضحة لطرح مشروعات الحكومة والجيش للشعب والقطاع الخاص.. فى انتظار أن نرى خطوات إيجابية مُماثلة من القطاع الخاص واستثمارات أكبر لأنها قطعًا ستكون الحافز الرئيسى لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وفى الزراعة رأينا ما لا عين رأت ولا خطر على قلب مصرى.. منذ أعلن الرئيس عن مشروع الدلتا الجديدة.. كان التساؤل هل هذا الحلم يمكن أن يتحول فعلًا إلى حقيقة.. هل لدينا إمكانات لإضافة ٢٫٥ مليون فدان إلى أراضينا الزراعية واستصلاح الصحراء.. خاصة أن كل فدان مُستصلح يتكلف ٢٥٠ ألف جنيه.. من أين لنا بالأموال والأهم من أين سنأتى بالمياه خاصة بعد أزمة سد النهضة.. وإذا كانت مصر بقيادتها الحكيمة نجحت فى الحفاظ على كل نقطة من مياه النيل من حصتنا فالواضح أن الحصة لن تزيد، بينما عدد السكان يزيد بمعدل ٢ مليون كل عام واحتياجاتنا للمياه تزيد.
وكان الرد على الأرض وهو ما شاهدناه مع الرئيس السيسى وهو يفتتح مشروع مستقبل مصر على طريق القاهرة - الضبعة.. وهو يفتتح ٣٥٠ ألف فدان تم استصلاحها بالفعل فى المراحل الثلاث الأولى للمشروع منذ ٢٠١٧، بل طالب الرئيس بسرعة إنجاز المرحلة الأولى للمشروع خلال العام القادم لتكتمل سريعًا كل خطوات المشروع باستصلاح مليون و٥٠ ألف فدان.. وهو المشروع الذى يمثل قلب الدلتا الجديدة وقاطرتها.
فى البداية فوجئنا بأن الطريق إلى المشروع لا يتجاوز النصف ساعة بعد بوابات القاهرة - الاسكندرية ومن مدينة ٦ أكتوبر - المشروع إذن قريب جدًا من الاسواق الرئيسية والطرق الرئيسية، بما يكشف جودة التخطيط وسلامته، وعلى الارض الخضراء التى تسر الناظرين وشرحت قلوبنا عرفنا أن المراحل الأولى للمشروع تم ريها من الآبار الجوفية بعد توفير الكهرباء، هذا هو الاستخدام الامثل لكل نقطة مياه لدينا.. ودليل كاشف بأن إصلاح قطاع الكهرباء كان ضرورة حتمية للانطلاق الصناعى والزراعى وليس فقط لتوفير احتياجات الناس من الكهرباء.
كما شاهدنا ترعًا يتم شقها فى قلب الصحراء الجرداء لتنقل المياه من محطات التدوير العملاقة فى الحمام وغيرها إلى الارض الجديدة لرى المساحات الجديدة، هذه المشروعات القومية كانت ضرورة لا غنى عنها لإعادة تكرير مياه الصرف الزراعى وإعادة استخدامها بعد عودتها لحالتها الأولى، والمليارات التى أُنفقت نرى عائدها أمام أعيننا.
ورأينا كما يرى المستيقظ وليس النائم أن محور روض الفرج وتوسيع طريق الضبغة كان حتميًا لتيسير نقل السلع والناس.. فكل مشروعات الطرق الجديدة كانت حتمية بعد أن ضاق وادى النيل والدلتا بسكانه، واختنقوا وهم يتحركون فوق طرق قديمة ضيقة مُتهالكة فى مساحة محدودة، فكانت شرايين الطرق الجديدة ضرورة قصوى لتوفير الوقت والجهد والمال وخدمة التنمية الحقيقية التى نحتاجها.
ورأينا ونحن نتفقد المشروع العملاق بصحبة رئيس الجمهورية، والذى عَوَّدنا أنه لا يفتتح مشروعًا إلا وقد انطلق العمل به بالفعل.
رأينا باكورة مشروعات صناعية ترتبط بالزراعة.. وباكورة مشروعات للدواجن والانتاج الحيوانى ترتبط بالمشروع وهى رؤية متكاملة تُميِّز الجمهورية الجديدة ونراها فى كل المشروعات القومية العملاقة.
والأهم فى مشروع مستقبل مصر أنه مع استكمال استصلاح مليون و٥٠ ألف فدان سيوفر ٢٥ ألف فرصة عمل مباشرة ومليون فرصة عمل غير مباشرة.. فرص عمل مستمرة ودائمة.. بيوت مفتوحة ورزق حلال، وفق دراسات اقتصادية تؤكد جدوى المشروع وتضمن ديمومته واستمراريته.
هل سألنا أنفسنا ماذا كان يمكن أن يحدث لولا المشروعات القومية العملاقة الزراعية وسط أزمة غذاء وجوع تضرب العالم.. أزمة فرضتها كورونا وبعدها الحرب الروسية - الاوكرانية وأزمة المناخ العالمية.. هل كنا سنجد القمح الذى لدينا منه احتياطى ٤ أشهر وليس لدينا فيه مشكلة حتى نهاية العام.. بعد إنفاق ما يقارب ٥٠٠ مليار جنيه على مشروعات الزراعة وبعد امتلاكنا صوامع التخزين العملاقة.. هل كنا سنجد الزيوت والسلع الزراعية الرئيسية.. الاجابة أنه لو تأخرت المشروعات عامًا واحدًا لعشنا أزمة لا حل لها، وكان الخوف حالنا والجوع يتهددنا ولكنها رعاية الله التى منحتنا قيادة سياسية حكيمة تمتلك رؤية صائبة وتواصل العمل ليل نهار لخدمة شعب مصر.
فلنعض على بلدنا بالنواجذ.. ومن يتحدث فعليه ان يُلم بالمعلومات كاملة.. ولا يجلس واضعًا قدمًا على قدم فى الغرف المُكيفة ليفتى فيما لا يعرف.. هذه بلدنا جميعًا وأكرمنا الله بالعمل والإنجاز.. فلنواصل العمل جميعًا ولنحافظ عليها وسط عالم لا يعرف سوى لغة القوة ويضيع فيه الصغار.
وهذا هو الحوار الوطنى ينطلق وكما أكد الرئيس السيسى هو حوار هدفه أن نسمع بعضنا.. تسمعنى واسمعك.. لا أرفض كلامك أو أفكارك.. عايزين نتناقش  بس مانهدش بلدنا ونضيعها.. مصر تتسع للجميع والخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية، المهم أن يكون الحفاظ على الوطن واستمرار نجاحه وتقدمه هو الهدف والمبتغى.
من طريق الضبعة رأينا مستقبل مصر مشرقًا منيرًا.. وطنًا يحمى شعبه ويُوفِّر لهم الحياة  الكريمة بلا تمييز.. فلا فضل لمصرى على مصرى إلا بقدر ما يعمل ويمنح لهذا الوطن.

ما بين السطور

رئيس الوزراء.. والأمل

أتذكر كلمات د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى المؤتمر الوطنى السادس للشباب بجامعة القاهرة، بأنه لم يكن يتخيل أن يصل يومًا إلى رئاسة الوزراء فى هذا العمر المبكر.. رسالة أمل للشباب تدفعهم للحلم والعمل.. وهو شعار الجمهورية الجديدة.
واجهت الحكومة برئاسة د. مدبولى أزمات طاحنة لا ذنب لها فيها من أزمة كورونا إلى الحرب الروسية - الاوكرانية، ولكنها أثبتت أنه بالعمل المتواصل والإرادة وتنفيذ التوجيهات الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى فلا شىء مستحيلًا.. مصر قادرة على النجاح وعلى تحدى التحدى.

للعدالة وزير

منذ وصول المستشار عمر مروان إلى مقعد وزير العدل.. والعمل يسير ليل نهار.. لتوفير العدالة الناجزة التى يستحقها الشعب.. قضاء مصرى شامخ يُوفِّر محاكمات عادلة.. وإنجاز يسابق الزمن لإنهاء كل القضايا القديمة وتحديث القوانين ودور العدالة.
ومع بواكير النجاح التى نراها منذ بدء تطبيق تعديلات قانون الشهر العقارى.. وتشجيع المواطنين على تسجيل ممتلكاتهم وضمان حقوقهم.. يتأكد لنا أن قاطرة العدالة تسير فى الاتجاه الصحيح.. عدالة تستحقها الجمهورية الجديدة ويستحقها شعب مصر.