بدون تردد

الأوضاع فى ليبيا «١/٢»

محمد بركات
محمد بركات

المتابع المدقق فى مجريات الأحداث وتطورات الوقائع فى الأراضى الليبية فى الأونة الأخيرة، يصل إلى إدراك مدى الصعوبة القائمة فى وجه المحاولات الجارية للوصول إلى تحقيق السلام والاستقرار هناك، فى ظل الخلافات المحتدمة حول من يتولى الحكم وإدارة شئون البلاد فى الفترة القادمة.

والأزمة المشتعلة حاليا أخذت فى الزيادة والتصاعد الحاد خلال اليومين الماضيين، على إثر الاشتباكات المسلحة التى جرت بين الفصائل المتصارعة على السلطة من الأنصار والمؤيدين لكل من طرفى النزاع الدبيبة وباشاغا.

وكانت الخلافات قد بدأت فى الظهور والاحتدام بصورة علنية حادة فى مارس الماضى، عقب إحراز حكومة فتحى باشاغا الثقة من مجلس النواب الليبى، ورفض حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة التخلى عن السلطة وتسليمها باشاغا وحكومته الجديدة.

وقد جرت الاشتباكات فور دخول باشاغا وحكومته العاصمة طرابلس لمباشرة تولى مهامه وحكومته الجديدة لمقاليد الحكم من المقار الرسمية للحكومة، وهو ما ووجه بالرفض من جانب المؤيدين للدبيبة، وهو ما أدى لمغادرة باشاغا العاصمة.
 وإذا ما أردنا توصيفا حقيقيا للواقع القائم على الأراضى الليبية الآن، فإننا يجب أن نقول بكل الصراحة والشفافية، أن المشكلة الكبرى والعقبة الكئود الحائلة دون الاستقرار وتحقيق السلام الاجتماعى الشامل، تعود فى جوهرها إلى وجود العديد من الميليشيات المسلحة وفصائل المرتزقة الأجانب على الأراضى الليبية.

وأزيد على ذلك بالقول بأن التعقيدات الجارية والقائمة على الأراضى الليبية حاليا، لن تزول إلا فى حالة واحدة، وهى وضع نهاية لتواجد هذه الميليشيات والفصائل المسلحة على الأراضى الليبية، وذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والأمن والأمان للشعب الليبى الشقيق،...، فهل يتحقق ذلك؟!
«وللحديث بقية»