نعم استحقت جامعة كفر الشيخ أن تكون فى ثوبها وواقعها الحالى على قمة الجامعات الناشئة الجديدة فى مصر بعد أن أصبحت نموذجا لأرقى الجامعات العالمية التى زرتها شرقا وغربا ـ إن لم تتفوق على كثير منها ـ ليس فى الشكل فقط بل فى المضمون أيضا، وهذا ما أدى إلى أن يزورها مؤخرا الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد أن لمس المستوى الذى وصلت إليه هذه الجامعة وأبدى دعمه الكبير لها لتقوم بدورها التعليمى والبحثى وخدمة المجتمع خاصة أن لهذه الجامعة موقعا فريدا فرض عليها أن تقوم بدور مجتمعى ضخم خاصة فى المجال الطبى نظرا لكثرة الأمراض وخطورتها التى كان يعانى منها مواطنون هذا المحافظة وكانت أعلى محافظات مصر إصابة بالفيروس (سى) وبالفشل الكلوى بشكل خاص، وهذا ما دفع هذه الجامعة والدولة فى ظهرها كما يقولون لتقوم بدورها فى خدمة أهل هذه المحافظة وكذا المحافظات المجاورة ـ وهو الدور الذى نجحت فيه بامتياز خاصة بعد وجود تعاون وتفاهم بين الجامعة ومحافظ الإقليم والذى نفتقده كثيرا بين جامعات ومحافظات أخرى.
ومع أن زيارتى لم تنقطع عن هذه الجامعة طوال السنوات، وتابعت تطورها من البداية وحتى الآن، وتعددت الندوات الثقافية التى قمت بها فى هذه الجامعة ولطلابها، إلا أن زيارتى هذه المرة كشفت لى بشكل أكبر عن المستوى الذى وصلت إليه والجهود الجبارة التى تتم الآن فى استكمال منظومتها الطبية أيضا وفى مقدمة ذلك المبانى المخصصة للعيادات الخارجية والحالات الحرجة التى أصبحت فى شموخها أعلى قمة فى محافظة كفر الشيخ بالكامل لكثرة تعدد أدوارها، وهذا الواقع هو الذى جعل كثيرا من أعضاء هيئة التدريس فى بعض الجامعات الأخرى يطلبون نقلهم إلى جامعة كفر الشيخ لينضموا إلى كتيبة أعضاء هيئة التدريس بها، كما أن كل طالب بها أصبح يسعى للانتظام فى دراسته بها لشعوره وهو يتجول بين مبانيها المختلفة أنه فى جامعة ذات مواصفات عالمية.
وقد سعدت جدا كذلك لطبيعة التفاهم والتناغم والتعاون الذى لمسته بين د.عبدالرازق الدسوقى رئيس الجامعة ونوابه الثلاث لشئون الطلاب والدراسات العليا وشئون البيئة أتمنى أن تكون بكل جامعاتنا والتى اتفق فيها كل من رئيس الجامعة ونوابه الثلاثة على عقد لقاءين كل يوم.. الأول صباحا مع بداية اليوم الدراسى للتباحث فى أهم القضايا التى سيتم بحثها خلال اليوم والتباحث فى كيفية التعامل فيها، وفى نهاية اليوم يتكرر نفس الاجتماع لكى يتناقش النواب الثلاثة ورئيس الجامعة فى نتائج حصاد اليوم بالكامل وإذا كانت الأمور تحتاج إلى قرار يكون جماعيا وعن قناعة كاملة بصحته ـ وبين هذين الاجتماعين يخرج رئيس الجامعة ليتجول على قدميه فى الحرم الجامعى ليلتقى بطلاب الكليات المختلفة دون الانتظار لأن يأتى الطالب إلى مكتبه، كما جعل رئيس الجامعة ونوابه الثلاثة مكاتبهم مفتوحة أمام أى عضو هيئة تدريس فى أى وقت وبدون موعد سابق مادام كل من سيأتى إلى أى منهم سيكون فى حاجة لهذا اللقاء من أجل المصلحة العامة ومصلحة الجامعة فى المقام الأول.
تحية لجامعة كفر الشيخ وكل من فيها طلابا وأساتذة وقيادات جامعية.
