أزمة وتعدى

محمود سالم
محمود سالم

بقلم: محمود سالم

فى مقابلة مع وكالة بلومبرج الأكثر تخصصا فى الاقتصاد العالمى وتعقيبا على كيفية مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية قال كبير الاقتصاديين السابق بصندوق النقد الدولى وأستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد كينيث روجوف إنه شخصيا لا يعلم ما هو المفروض أن يحدث لأن هناك درجة عالية من عدم اليقين ومن الواضح أن الأمور خرجت عن السيطرة.

هذا الكلام مخيف لكونه يخرج من شخص بحجم كينيث ، ومع ذلك ــ وعلى حد قول د. مصطفى هديب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية ــ تجد البعض يطلقون الآراء فى الاقتصاد بمنتهى الثقة ويفتون  فيما يجب أن يحدث وما لا يحدث . والغريب أن الجميع أصبحوا متخصصين فى الاقتصاد ويتصورون أن الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار تقتصر على مصر فقط  .. والحقيقة يا دكتور هديب أننا لم نعد خبراء فى الاقتصاد فقط  بل خبراء استراتيجيون فى السياسة والرياضة والجميع  يفتى ويضرب الودع ويطلق الشائعات على أنها حقائق ، وهنا تكمن الخطورة لدرجة أن تجار العملة أصبحوا مثل تجار الدين لا يتورعون عن نشر الأكاذيب لتحقيق أكبر قدر من المكاسب ولا تهمهم مصلحة الوطن ، ولذا يطالب أحمد رستم خبير التمويل بالبنك الدولى بالتأنى فى التقديرات خاصة من غير المتخصصين وعدم الخلط  بين التحليل والخبر فى الأمور الاقتصادية والمالية فى مثل هذه الأوقات شديدة الحساسية.. وقال «إن شاء الله أزمة وتعدى».

وهنا لا يمكن إغفال تساؤل طرحه وائل زيادة الخبير المالى ورئيس شركة زيلا كابيتال للاستثمار : لماذا كتب كل المصريين عن أسعار الفائدة التى رفعها البنك الفيدرالى الأمريكى ؟ ويرد بقوله إن هناك قاعدة فى علم الاقتصاد السلوكى كان يرددها دائما أحد أساتذته وكان يقول إن الناس « تحلل بزيادة» ما يخشون منه من الظواهر أو ما يرجون أن يحدث أو ما هو ليس واضحا لهم . وكان دائما يقول ــ وهذا قبل عصر منصات التواصل الاجتماعى ــ إن الإفراط فى التحليل عادة ما يؤدى إلى استنتاجات خاطئة من جانب الافراد ، ولذا يجب على متخذى القرار الإسراع بالتوضيح لكى لا يقوم الافراد بأفعال لحماية أنفسهم  من شأنها التأثير بشكل سلبى على سياسات متخذى القرار .

ومن المهم أيضا طرح  رأى مهم لشريف القماش عضو الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة وقوله إن حملة الشائعات الممنهجة عن انخفاض سعر الجنيه المصرى أمام الدولار خلال الأيام الماضية هدفها هز الثقة فى الجنيه من قبل المستثمرين ومن ثم ضرب الاقتصاد المصرى .. ومعه الحق .. لعن الله مروجى الشائعات وتجار العملة وقبلهم تجار الدين .. قولوا آمين!