قلب مفتوح

الجوع والخوف تحالف مريب!

هشام عطية
هشام عطية

بقلم: هشام عطية

ألا تشتمون معى رائحة مؤامرة سبق أن أزكمت أنوفنا من قبل خلال سنوات الفوضى وأيام الانكسار التى نرجو الله ألا تعود.
تحالف مريب ومستتر بين شياطين الغلاء الذين سكنوا عقارب الساعة وجعلوا أسعار السلع الأساسية نارا تتقافز وترمح للأعلى فى كل ثانية، وشياطين الإرهاب الذين عادوا للظهور من جديد -فى توقيت أزمة الغلاء-يصوبون رصاصات الغدر نحو صدور جنودنا الأطهار الاخيار!
مصادفة قد لا تبدو غريبة بعد كل النكبات التى حلت على رؤوسنا فى أعقاب ثورة يناير ٢٠١١، ولكنها تبدو مريبة بعد كل هذه السنوات من الاستقرار والإنجاز التى أعقبت ثورة ٣٠ يونيو المجيدة.

التزامن المريب أشعر معه أن مخططا يحاك بليل يستهدف حصار مصر والمصريين بالجوع عن طريق موجات غلاء عاتية، والخوف عن طريق زعزعة ثقتهم فى قدرة جيشهم على حمايتهم وإظهار مصر فى شكل الدولة الضعيفة غير الآمنة فى تطفيش مقصود للاستثمار والمستثمرين.
ليس لدى أدنى شك أن شياطين الإرهاب ستصفد ومصيرهم إما جهنم أو غياهب السجون لأن لمصر جيشا من الكواسر الأبطال يحميها، ولكن من يحمى المصريين من شياطين الأسعار من تجار مسعورين يأكلون فى بطونهم نارا يلتهمون جنيهات الغلابة القليلة بكل فجر واقتدار، لا قانون يردعهم وكأن المصريين أمامهم كومة من عظام.

نحن نقر ونعترف أنها أزمة عالمية وأن الغلاء والتضخم لم يترك شبرا فى العالم إلا ومر عليه بظله الثقيل ولكن ما يحدث عندنا أزمة ضمير محلية بامتياز حيث نحظى بتجار شديدى النهم للمكسب الحرام ورقابة غائبة أو «متواطئة».

فى ظل غلاء جائر يعربد فى الأسواق يسلخ جلود المصريين يبدو الحديث عن عدم قدرة الحكومة على التدخل لضبط الأسواق حتى ولو بالتسعيرة الجبرية لأننا نخضع لآليات السوق الحر والعرض والطلب حديثا مائعا لا طعم له وتخليا صريحا عن دورها فى حماية المواطنين من الاستغلال وجشع التجار، أمريكا موطن الرأسمالية فى كثير من الأحيان لتحديد تسعير للسلع التى تفلت عن المنطق، الرئيس السابق ترامب أمر شركة جنرال موتورز وهى شركة قطاع خاص بتصنيع مائة ألف جهاز تنفس صناعى خلال جائحة كورونا بموجب قانون الإنتاج الدفاعى وامتثلت.

إذا لم تتدخل الدولة وسريعا للسيطرة على جنون الأسعار الموجود لدينا الآن فإن كوارث كثيرة ستحل بنا، الأمر جد خطير، والمسألة باتت مسألة بقاء أو زوال.