تأسيس دولة الإمارات.. ملحمة تصالح وسلام حمل رايتها آل نهيان وآل مكتوم 

صورة ارشفية..
صورة ارشفية..

جاء العام 1971، ليكتب بداية تاريخية لدولة عربية مؤثرة في الأقليم الأكثر أهمية على المستويين الجغرافي والاستراتيجي في العالم، إذ أعلنت 7 إمارات هي أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، ورأس الخيمة، والفجيرة. عن تأسيس دولة اتحادية تحمل اسم الإمارات.


وتصنف الإمارات كواحدة من الدول الأكثر استقرارا على مستوى العالم في التاريخ الحديث، إضافة إلى ريادتها في مجالات الاقتصاد، والاستقرار الاجتماعي والأمن.


انسحاب بريطانيا


في عام 1968م، أعلنت بريطانيا نيتها عن نيّتها الانسحاب من منطقة الخليج مع نهاية عام 1971م، نتيجة لعدة عوامل منها التداعي الاقتصادي البريطاني بعد انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني، وللحد من الإنفاق الخارجي.
 
وبالفعل انسحبت القوات البريطانية، في 30 نوفمبر 1971م، من الإمارات المتصالحة، وكان ذلك الانسحاب نهاية لسيادة العهد البريطاني في المنطقة.

 

تمهيدات الشيخ زايد


تولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لحكم في السادس من أغسطس عام 1966م حاكماً لإمارة أبو ظبي، وأكد مع بداية ولايته على أهمية الاتحاد، وكان له قولا تاريخيا: «نستطيع بالتعاون وبنوع من الاتحاد، اتباع نموذج الدول الأخرى النامية».
 
وعقب إعلان بريطانيا عام 1968 عن نيتهم بالانسحاب من منطقة الإمارات ، بدأ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان  بالتحرك سريعاً لتعزيز الروابط مع إمارات الساحل المتصالح.
 
أول خطوة للاتحاد


أخذ الشيخ زايد مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبين على عاتقهما تنفيذ الخطوةَ الأولى نحو إنشاء الاتحاد، وكان يهدفا من هذا الاتحاد أن يكون نواةً للوحدة العربية، وحماية الساحل الذي كانت الثروة النفطية متوقعة فيه من مطامع الدول المجاورة الأكثر قوة.
 
وعقد أول اجتماع في  18 فبراير 1968م في السميح، على الحدود المشتركة بيني إمارتيّ أبو ظبي ودبي.
ووافق الشيخ زايد والشيخ راشد في ذلك اللقاء التاريخي على دمج إمارتَيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة. وقد تُركت باقي المسائل الإدارية إلى سلطة الحكومة المحلية لكلّ إمارة، وعُرفت تلك الاتفاقية المهمة بـ"اتفاقية الاتحاد"، ويمكن اعتبارها الخطوة الأولى نحو توحيد الساحل المتصالح كلّه.
 
استكمال الاتحاد

أراد الشيخ زايد والشيخ راشد بتعزيز الاتحاد الناشئ، فقاما بدعوة حكّام الإمارات الخمس المتصالحة الأخرى بالإضافة إلى البحرين، وقطر، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.
 
وفي الفترة من 25 إلى 27 فبراير 1968م، عقد حكّام الإمارات التسع مؤتمراً دستورياً في دبي، ووقع المجتمعون اتفاقية مكوّنة من إحدى عشرة نقطةً، والتي أصبحت قاعدةً للجهود المكثّفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي لاتحاد الإمارات العربية.
 
شهدت تلك الفترة عقد اجتماعات عدّة على مستويات مختلفة من السلطة، والاتفاق على القضايا الرئيسة في اجتماعات المجلس الأعلى للحكّام، الذي يتكوّن من رؤساء الإمارات التسع، ويكون المجلس مسؤولاً عن إصدار القوانين الاتحادية، وهو السلطة العليا في اتخاذ القرارات بشأن المسائل ذات الصلة، ويتخذ قراراته بالإجماع.
 
وفي صيف عام 1971م أصبح من الواضح أنّه لم يعد لإيران أية مطالب في البحرين، فأعلن الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة استقلالَ الجزيرة في 14 أغسطس 1971م، تبعتها قطر في 1 سبتمبر 1971م.
 
إعلان قيام الإمارات العربية المتحدة


وفي 18 يوليو 1971م، قرّر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة.
 
وفي الثاني ديسمبر 1971م، اجتمع حكام الإمارات الست ثاني من ديسمبر 1971م، تمّ الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة. وصدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه: "يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءاً من الوطن العربي الكبير."
 
تمّ الاتفاق رسمياً على وضع دستور مؤقّت ضم 152 مادة، وارتكز على نسخة معدّلة من نصّ الدستور السابق لإمارات الخليج التسع. واعتمدت أبو ظبي كالعاصمة المؤقتة للاتحاد.
 
وانتخب حاكم أبو ظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من قبل الحكام ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأعيد انتخابه بعد انتهاء فترة خمس سنوات. وتم انتخاب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس، وهو منصب استمرّ فيه حتى وفاته عام 1990م.

 

اقرا أيضأ: «قضايا فقهية طبية معاصرة» محاضرة لأئمة ليبيا بمركز الشيخ زايد 

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا