بعد الإختصار

أربعون التطهير

عمرو جلال
عمرو جلال

ومن أسرار الرقم ٤٠ أنه ارتبط بالعديد من الاحداث التى لها علاقة بتطهير النفس والنضوج منها صيام نبى الله موسى عليه السلام ٤٠ يومًا فى سيناء قبل أن يُسلِّمه الله ألواح العهد و فى سورة المائدة قال تعالى: «وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ».. و تاه اليهود فى الصحراء أربعين سنة قبل دخولهم أرض الميعاد لتطهيرهم «قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِى الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ» «المائدة» وهكذا وكثير من الأحاديث ذكرت الرقم..


وفى الموروثات الشعبية يقوم أهل الميت بعمل «أربعين» والسيدة بعد الحمل تبقى ٤٠ يومًا حتى تتخلص من النِفاس.
كل الشواهد والقصص تؤكد أن هذا الرقم يكمن خلفه العديد من الاسرار


ومن المفارقات ونحن نحتفل بالذكرى الأربعين لتحرير سيناء أن هذا الرقم يأتى مع دلالة لا يمكن إغفالها، ففى تلك الأربعين نحتفل بتطهير الأرض..أرض سيناء ممن دنسوها بإرهابهم وتفجيرهم المساجد وقتل المصلين والأبرياء وهلاك الزرع والنسل ..اليوم نحتفل بذكرى تحرير سيناء من آخر جندى اسرائيلى كما نحتفل بتحرير وتطهير ثانٍ وهو خروج الارهاب من سيناء مطرودًا مدحورًا وإن كانت لا تزال له ذيول وأذناب فقواتنا المسلحة قادرة على قطع دابرها للأبد ..اليوم فى تلك الذكرى الأربعينية نحتفل بعودة أهالى قرى الشيخ زويد لمنازلهم بعد ٩ سنوات عجاف مضت من المواجهة مع أهل شر وقد أشادت الامم المتحدة منذ عدة شهور بنجاح مصر فى منع العمليات الارهابية واستقرار الاوضاع فى شمال سيناء بدرجة كبيرة جدًا وهو ما ترتب عليه تقليص ترتيب مصر السنوى للدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب فى العالم وخرجت من نطاق أكثر 10 دول متأثرة بالنشاط الإرهابى التى كانت تحتل مراكز متقدمة به فى السنوات التى تلت ثورة 30 يونيو، وأرجع المؤشر انخفاض معدلات الحوادث الإرهابية وشهدائها فى مصر إلى جهود القوات المسلحة و الشرطة المدنية التى نجحت طوال السنوات الماضية فى تدمير فاعلية شبكة الأنفاق على الحدود المصرية وتزامن ذلك التطهير مع مشروعات تنموية كبرى شملت أجزاء من سيناء كان مجرد اقتراب أيادى التعمير إليها من الأحلام والأمانى.