جمال الشناوي يكتب.. بايدن المهزوز 

الكاتب الصحفي جمال الشناوي
الكاتب الصحفي جمال الشناوي


كان المشهد مروعا وأصاب الإنسانية بالعار ..عندما نقلت كاميرات المحطات التليفزيونية ..آلاف الأفغان يلاحقون الطائرات على ممرات الإقلاع في مطار كابول، بعد انسحاب مفاجئ وفرار غير منظم ..أشبه بطوفان الخروج.. جعل الولايات المتحدة تسحق بأقدامها كل من تعلق بها وآمن بسياسات ماما أمريكا من الأفغان.
هرولة إلى الخروج الفوري.. حتى أن كثير من الأمريكان خرجوا من أفغانستان بمساعدة دول صغيرة لها قدرات تمويليه، تكفى لشراء ولاءات قيادات حركة طالبان .

العنوان السابق ليس من بنات أفكاري.. بل لرئيس تحرير دورية أمريكية هامه وهى مجلة ناشيونال ريفيو..
يصف ريتش لورى ..في مقاله  الرئيس الأمريكي بعدة اوصاف أكثرها تأدبا هو عدم الكفاءة ..واعتبرها الصخرة التي قضت أي فرص للنجاح في فترة رئاسته كما كشفته الأزمة الأوكرانية .

المقال رصد مواقف متعارضة بين ما يراه الرئيس وما تنفذه ادارته ..ودلل الكاتب على هذا "الاضطراب" عند أطلق بايدن تصريحات عن الرئيس الروسى ، وهرع  مساعدوه إلى تصويب بعض الشطط ..وأحيانا يكون التصحيح مهينا ومحرجا للرئيس نفسه ..ودلل الكاتب الأمريكي  على تدخل أحد مساعدى الرئيس لتصحيح  ما قاله الرئيس عن غريمه الروسى ..وأضطر وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند أن يقول للصحفيين  "لقد تحدث - الرئيس- عن تصوره الشخصي".
وفى مرة أخرى وفى محاولة للتخفيف من آثار تصريحات المهزوز ..أضطرت  السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي إن تبلغ الصحفيين أن الرئيس  "يُسمح له بالإفصاح عن آرائه -الشخصية- في أي وقت يشاء".


هل هذا معقول أن يخرج مساعدوه لتنبيه العالم "لا تأخذوا كل ما يقوله بادين على محمل الجد" ..هل هذا هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، القوة التي هيمنت على العالم بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الآن . 

رئيس تحرير ناشيونال ريفيو الأمريكية لم يكن الصحفي اللامع الوحيد الذى يحذر بلاده والعالم من خطر عدم كفاءة الرئيس الأمريكي ..ولكن مجله أمريكية شهيرة ..خصصت مقالها الرئيسي "الافتتاحية". للحديث عن الخطر الذى بات يمثله الرئيس الأمريكي على الولايات المتحدة والعالم كله ..واعتبرت مجلة نيويوركر .. أن انسحاب بايدن "الفاشل من أفغانستان ..قد دفع عدد من الدول في العالم إلى السخرية من قوة الولايات المتحدة وباتت روسيا والصين وايران وغيرها تتصرف دون أي اعتبار لمواقف الرئيس المضطرب جو بايدن ..روسيا اجتاحت أوكرانيا ..والصين زادت من تحرشها بتايوان -حسب المقال- وحتى إيران التي تتعنت في التوصل إلى اتفاق نووي جديد وتتحرك صوب امتلاك السلاح النووى .

صحف كثيرة في العالم وخاصة الغربي .. باتت تتهم الرئيس الأمركيى بعدم القدرة و غياب الكفاءة ..والضعف .

 .."نيك ألن" كتبت في التليجراف البريطانية "العالم يدفع ثمن ضعف بايدن " وتقول أن انتخاب أمريكا له،  كان بسبب خبرته الطويلة في السياسة الدولية ووعده بالاستقرار العالمي بعد فترة من العشوائية في عهد دونالد ترامب.

لكنه بدا أكثر ضعفا وترددا .. وحتى العقوبات التي فرضها بايدن على روسيا ..وصفها برويت بروين أحد مسئولي الأمن القومي السابقين ..اشبه بتحرير مخالفة مرور ..لأنها جاءت بعد الغزو و وبالتالي كانت غير قادرة على منع الحرب في أوكرانيا.
ويتفق في الرأي  جون هيربست، سفير أمريكا  السابق في أوكرانيا، " بايدن لم يعد يتمتع بالحيوية التي كان يتمتع بها من قبل .. وقد انعكس ذلك في سياساته، حتى وهو يفرض العقوبات على روسيا   ، وكان  أداؤه ضعيفًا ".

ماذا لو كان ترامب هو ساكن البيت الأبيض في الأزمة الأوكرانية؟ ..تقول كاتبة التليجراف .. أن ترامب كان يؤمن بسياسة "السلام من خلال القوة.. مثل  رونالد ريجان .
ترامب الذى أطلق تمويلا ضخما لتحديث الجيوش الأمريكية وأسلحتها ..وكان يصدر إنذارات خطيرة للآخرين للتراجع عن بدء الصراعات ..ويرى كثير من المحللين في الغرب أنه لو كان ترامب في السلطة ..لما شن بوتين هجوما على أوكرانيا ولفكر كثيرا في رد فعل ترامب.

تقلبات الرئيس الأمريكي السابق وعدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته كان سببا كافيا للردع.
لكن أبرز ما أجمع عليه المحللون في الغرب أن انسحاب جيش بايدن من أفغانستان ..ترك وصمة عار ..ودليل على عدم قدرته على قيادة العالم الغربى .