ساويرس وأزمة مياه الشيخ زايد

أحمد أبو رية
أحمد أبو رية

"وحدة سكنية بـ 3 ملايين جنيه لا تصلها المياه إلا ساعة واحدة يوميًا".. ليست تلك العبارة مزحة أو دعابة ولكنها واقع يومي في مدينة الشيخ زايد، حاليًا، بعدما أصبح انقطاع مياه الشرب في كثير من الأحياء خاصة الحي الـ 17 الذي يواجه مشكلة مزمنة منذ تدشين مشروع أبراج رجل الأعمال نجيب ساويرس في المدينة.

عندما كنت عضوًا في مجلس أمناء مدينة الشيخ زايد لأربعة أعوام في الفترة ما بين عامي (2012 ـ 2016) كان مخطط المدينة يتضمن حديقة مركزية على مساحة 140 فدانا كمتنفس طبيعي لقاطنيها، على أن يتم تمويلها من جهاز المدينة ومجلس المدينة معًا وهو ماتم بالفعل. 

لكن جاء قرار من الدولة بتخصيص أرض الحديقة بعد الانتهاء منها لرجل الأعمال نجيب ساويرس ولم ولن يعترض أحد فالجميع مع الاستثمار ويحترم قرارات الدولة والأرض في النهاية مملوكة لها، لكن المشكلة حاليًا في مياه الشرب، التي يعاني منها السكان، وأنا كأحد قاطني المدينة منذ 2005 لم أتخيل أبدًا أن نظل أسبوعًا بدون المياه الاء خلال ساعات محدودة.

تثير المشكلة تساؤلات حول حساب الاحتياجات المستقبلية لقاطني الشيخ زايد من المرافق خاصة مياه الشرب، فحينما كنت بمجلس الأمناء تواصلنا مع المسئولين لسنوات بخصوص مخالفة إضافة أدوار في بعض أحيائها وامكانية التصالح عليها، لكنهم رفضوا حينها وقالوا إن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على المرافق خاصة مياه الشرب التي ستكون الأكثر تضررًا وكان الرد واضح ومحترم.

حاليا يتم تدشين أبراج تصل إلى 20 طابقا وحال إضافة مخالفات البناء التي تم التصالح عليها، أصبح هناك عبئًا على شبكات المياه خاصة الحي الـ 17 الذي يقع فوق منطقة مرتفعة تبدأ من كمبوند الربوة وحتى الطريق الصحراوي، وأصبحت بعض الكمبوندات مثل ريجنسي لا تصلها المياه منذ 4 أيام إلا ساعة واحدة فقط يوميًا.  

يهل علينا شهر رمضان المعظم بعد ومعه تتزايد احتياجات المواطنين للمياه في وقت واحد قبل الإفطار، ومع ارتفاع الحرارة التي تزيد الضغط على المياه التي لا تصل أصلاً، تصبح المشكلة أكثر إلحاحًا وإثارة للتساؤلات: هل راعت وزارة الإسكان وجهاز مدينة الشيخ زايد احتياجات المواطنين بجوار احتياجات المستثمرين؟، وهل يتم الموافقة على الاستثمارات الجديدة دون عمل إجراء حسابات دقيقة لقدرة المرافق ودراسة الزيادة السكانية خاصة أن الضغط على المرافق يزيد كل سنة لارتفاع نسبة الاشغال بشكل مطرد وهذا الامر لن يكون في الشيخ زايد فقط ما يعني أن المشكلة قد تتكرر في أماكن أخرى.؟
تواصلنا على مدار شهور مع شركة المياه وجهاز المدينة الذي يعطينا كلامًا أشبه بالمسكنات  والكلام هناعلي لسان مدير احدى الكمبوندات بالحي ال 17 بالشيخ زايد فعلى مدار 4 أشهر كان الحديث من قبل مسئولي الجهاز عن ضخ كميات إضافية من المياه، أو ان تبرير انقطاعها بسبب تنظيف الخزانات او اسباب واهيه اخري  ما جعل بعض السكان يفكرون في بيع وحدات بالملايين والبحث عن مكان آخر تتوافر فيه المرافق.

أبراج رجل الأعمال نجيب ساويرس من المقرر أن تدب فيها حركة السكان النشطة في عامي 2023 و2024، وقاطنو الشيح زايد في قلق وتفكير: متى تنتهي مشكلة المياه؟.. هل يتخلون عن شققهم المسعرة بالملايين في مجتمعات مثل الربوة وريجنسي وغيره ويبيعونها؟.. وكيف يعيشون من غير مياه حتى تنتهي الأبراج الجديدة أو كيف سيكون واقعهم بعد إنهائها ؟.

اسائلة نطرحها علنا نجد اجابة عليها من قبل مسئولي جهاز المدينة التي يصفها البعض انها الافضل والاروع