باختصار

ما أروعك

عثمان سالم
عثمان سالم

ما أروع هذا الشعب تجده فى الزمان والمكان عندما يحتاجه الوطن للدعم والمساندة.. أكثر من ٣٠ مليون مواطن دخلوا على موقع تذكرتى، على أمل حجز مكان فى ستاد القاهرة لمشاهدة مباراة مصر والسنغال الأولى مساء يوم ٢٥ مارس للمشاهدة والمساندة حتى آخر صفارة للحكم..

رغم أن العدد المسموح به هو ٦٠ ألف مقعد فقط .. وقد طرحت الشركة التذاكر وهى ليست رخيصة على ثلاث مراحل منعاً للزحام الشديد المتوقع والذى تسبب فى تعطل الأجهزة من شدة إقبال المواطن المصرى دائما ما يبهر العالم بمواقفه الإيجابية فهو الذى صمد ووقف فى ظهر الحكومة فى أزمة جائحة كورونا وتأثيرها السلبى على الاقتصاد حتى تخطينا هذه المرحلة بصبر وها هى تطل علينا أزمة حرب روسيا على أوكرانيا وارتفاع الأسعار− ربما بشكل مبالغ فيه من جانب بعض الجشعين الذين استغلوا الأزمة لتحقيق أقصى ربح رغم أن البضاعة قديمة ويفترض أن يباع بأسعارها القديمة!! .


المهم أن المصريين توحدوا خلف منتخبهم الوطنى لتجاوز لقائى الذهاب والعودة بالقاهرة والسنغال بالتأهل لمونديال قطر فى نوفمبر القادم..

البرتغالى كارلوس كيروش لم يكن بعيدا عن عملية الدعم المعنوى للمنتخب وأشعرنا أنه مصرى حتى النخاع وذكرنا بأيام الراحل العظيم الجنرال محمود الجوهرى رحمه الله لما كان يبث الحماس فى نفوس الجميع وفى مقدمتهم اللاعبون بالطبع ..

كتب كيروش على صفحته: يا شباب يبقى خمسة أيام على بداية المعسكر.. لا شىء مستحيل على الشجعان والموهوبين..

لا تشك أبداً فى فريقك الملىء بالأشخاص الملتزمين ويمكنهم تغيير المستقبل.. الجميع الآن متحدون ويدعمون منتخب مصر يرتدى قميصه وفى قلب كل مشجع مائة مليون متحدين فى نبضة قلب واحدة..

هذا الرجل المحير غير الكثير من المفاهيم السائدة.. تعامل معنا بما يشبه الصدمات الكهربائية منذ تولى قيادة المنتخب ابتداء من كأس العرب فى الدوحة نهاية العام الماضى واختياراته التى أثارت الكثير من الحيرة والبلبلة باستبعاد بعض النجوم والمراهنة على بعض الشباب والوجوه الجديدة..

ولم يحقق فى الكأس طموح المصريين باحتلاله المركز الرابع..

ثم كانت البداية الضعيفة فى كأس الأمم الأفريقية والخسارة أمام نيجيريا فى الافتتاح ثم عدل مسار الفريق من مرحلة إلى آخرى ليظهر معدن اللاعب المصرى الذى يجيد فى الدورات المجمعة حتى وصل النهائى متخطياً كل الكبار: كوت ديفوار والمغرب والكاميرون بركلات الترجيح بعد الوقت الإضافى وكانت ركلات الحظ فى صالح السنغال الذى حقق البطولة لأول مرة..

من هنا تأتى أهمية مباراتى المرحلة الأخيرة للتصفيات لرد الاعتبار وتأكيد حقنا فى العودة من جديد للعب مع الكبار.. تأكدنا بالدليل القاطع على الدعم المعنوي..

ولا يبقى إلا تقديم أقصى جهد من فكر المدرب المخضرم والتزام وتنفيذ أبنائنا للتعليمات.