خواطر

إلى أين تقود العالم .. هستيريا أجواء التوتر والحرب .. بأوكرانيا؟؟

جلال دويدار
جلال دويدار

أدت هستيريا .. تصاعد التحذيرات من هجوم روسى وشيك على أوكرانيا الواقعة بشرق أوروبا على الحدود الروسية .. إلى أن يسود العالم أجواء شديدة التوتر تنذر بعواقب وخيمة . مازاد من خطورة هذا الوضع ..  مطالبات دول الغرب وفى مقدمتها أمريكا وبريطانيا لمواطنيها ودبلوما سييها.. بسرعة مغادرة أوكرانيا .

كان من نتيجة ذلك إحياء الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا ودول الغرب وبالتالى معايشة العالم لمرحلة جديدة من الأوضاع غير المستقرة . ما يجرى ترتبت عليه انعكاسات سلبية .. على أحوال العالم خاصة الأوضاع الاقتصادية المضارة أصلا بتداعيات وباء الكورونا . أحد مظاهر هذه الحالة .. انفلات أسعار البترول. يأتى ذلك باعتبار أن روسيا من الدول الرئيسية لإنتاجه وتصديره بالإضافة إلى الخوف من تأثير ذلك على حركة نقله.  

المشكلة وفقا لما يتم تداوله تكمن فيما يتردد خاصة فى الدول الغربية بأن روسيا تحشد قواتها وتجهز  لهذه الغزوة. إن ذلك يأتى حسماً.. للخلافات السائدة منذ سقوط الاتحاد السوفييتى . كما هو معروف ..فإن  أوكرانيا  كانت جزءا من الكيان الإمبراطورى  الروسى آنذاك. من ناحية أخرى واعتمادا على الكثافة السكانية من أصل روسى عرقيا وانتماء  - كانت روسيا  بوتين - قد قامت   بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم الاستراتيجية وضمها إلى الدولة الروسية .
 وفقا للتطورات فإن  الولايات المتحدة ومن ورائها حلف (الناتو ) الغربى .. يؤججون هذا الصراع . ارتباطا فإنه يبدو أن هناك خلافات أوروبية فى  الرؤى حول الأزمة تتجسد فى موقف ألمانيا  غير المتحمس للتصعيد . هذا الموقف يتعلق بالمصالح الإقتصادية المرتبطة بمد خط الغاز الروسى الذى سوف يمدها ودول أوروبية أخرى بهذه المادة الحيوية للإقتصاد والحياة المعيشية .

تجاوبا مع هذا التصاعد للأزمة.. تتعالى تهديدات واشنطن لموسكو بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية. روسيا تستخف بهذا الموقف نافية عزمها غزو أوكرانيا.

فى نفس الوقت تدعو أمريكا والغرب إلى توفير ضمانات أمنية  محددة لنزع فتيل هذه الأزمة وعدم دفع أوكرانيا للانضمام لحلف «الناتو» .
 من ناحية أخرى وتناقضا مع صراخها وشكواها .. نفت أوكرانيا الاتجاه للحرب ووصفت ماينشر ويذاع حول هذا الأمر بأنه معلومات هشة مغال فيها.. هدفها نشر الخوف  مرحبة بالحوار مع روسيا . وحلاً للأزمة تطالب موسكو بالعودة إلى اتفاقية (ميسك ) التى عقدت بشأن العلاقات الروسية الأوكرانية .

على خلفية هذا الذى يجرى .. لا أحد يمكن أن يعلم إلى أين يمكن أن يقود هذا الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية العالم. هذا الشعور السائد.. يأتى رغم بعض المؤشرات التى تجنح إلى تغليب الاتصالات بلوغا إلى الحل السلمى  للأزمة . التوصل لهذا الحل يتطلب التحرك العاقل والهادئ من كل الأطراف بحثا عن وسيلة لإنهاء المشاكل بين الدول بالطرق السلمية ونزع فتيل الأزمات التى تهدد أمن واستقرار العالم .