حققت منصة “نتفليكس” مكاسب أكبر مما خططت له من فيلم “أصحاب ولا أعز”، بسبب إنشغال مواقع التواصل الإجتماعي بأحداث الفيلم لأيام ما بين هجوم على مني زكي - بطلة الفيلم - ودفاع الفنانين ونقابة المهن التمثيلية عنها، وبيان مركز الفتوى العالمي بالأزهر للهجوم على أحداثه، ولو أرادت المنصة أن تصرف ملايين الدولارات دعاية لها في العالم العربي لما حققت هذا الإنتشار، لأنه جعل كل فئات المجتمع العربي من مختلف الأعمار والفئات - والتي بعضها لم يسمع عنها - أن يشاهدها من كثرة التعليقات و”الشير” للفيديوهات من أحداث الفيلم على مواقع التواصل الإجتماعي، والهجوم طال منى زكي فقط، بينما استفادت “نتفليكس” منه، وكل القائمين عليها بالطبع كانوا في قمة السعادة لأن النجاح الذي حققه العمل خيالي، ولأنهم بالطبع لا يفكرون سوى في نسب المشاهدة، والحقيقة أنهم نجحوا في الهدف بإختيار منى زكي بطلة للفيلم، لأن العمل بدونها كان سيمر بلا أي جدوى، وما هو معلوم أن المنصة تفرض على أي منتج الفنانين الذين يقومون ببطولة الأعمال المعروضة عليها، ويتدخلون في أي سيناريو، ولا أحد يستطيع أن يغير طريقة تفكيرهم، لأنهم يريدون أن يحافظوا على سيطرتهم على نسب المشاهدة في عالمنا العربي، وتحرص على أن تكون أعلى المشاهدات، وبالتالي تنفق بشكل ضخم ماديا على الأعمال، والواقع تحقق في فيلم “أصحاب ولا أعز”، لأن هذا العمل فنيا متواضع جدا، وهذا رأي الكثيرين من صناع الفن في مصر، وبالطبع منى زكي تعرف جيدا بحكم خبرتها هذا الأمر، لكن في تصوري أنها وافقت بسبب الإغراءت المادية التي قدمت، والمنصة تعرف أن شعبية منى وتاريخها كفيل أن يحقق لها النجاح، لكن منى لم تكسب سوى الفلوس، خاصة أن مركز الفتوى العالمي حذر، والأمر الغريب أن من يدافعون عن منى بدافع حرية التعبير هم أنفسهم الذين هاجموا فيلم “ريش”، وخرجوا من قاعة العرض في مهرجان “الجونة” واصفين العمل بأنه يسيء إلى مصر بإظهار العشوائيات والفقر، رغم أن الفيلم فاز بجوائز في معظم المهرجانات الدولية، وبالتالي المدافعين عن الحرية تختلف وجهة نظرهم طبقا للمصلحة.