مع السلامة ياريس

عمرو جلال
عمرو جلال

فقدت الجماعة الصحفية  وبلاط صاحبة الجلالة وفقدت الأمة المصرية  وفقدت الإنسانية كلها رجلًا من أغلى الرجال، وأشجع الرجال وأخلص الرجال وهو الكاتب الكبير ياسر رزق ،لقد أحب ياسر رزق الزعيم جمال عبد الناصر  فجاء رحيله مثله خاطفا سريعا صادما للجميع..أشهد الله  أن  ياسر رزق  كان يمتلك من الإنسانية و الحب والطيبة والأخلاق الرفيعة ما  جعل حبه ينفذ فى قلوب الجميع حتى أعدائه ..

فخور أنى تعلمت منه ورافقته وتحدثت إليه وكان من أهم وأنجب من عملوا فى مجال الصحافة العسكرية وجميع تخصصاتها  ولا نستطيع أن ننساه مجاهدًا عن الحرية  ومناضلًا من أجل الحق والعدل ومقاتلًا من أجل الشرف إلى آخر لحظة من العمر..

لقد جاء تعيينه رئيسا لتحرير الأخبار فى فترة عصيبة عام ٢٠١١ وقبل ثورة ٢٥ يناير بأيام ..جميع الصحف كانت مرتبكة وخائفة لا تعرف بأى عناوين تصدر وتتجاهل الغليان فى الشارع المصرى إلا صحيفة الأخبار كانت تصدر بعناوين جريئة قوية تعكس نبض الناس والشارع فحققنا مع الريس ياسر رزق نجاحا صحفيا فاق التخيلات 


حتى جاء الإخوان للسلطة فأزاحوه على الفور من منصبه  لكنه كان فارسا بطلا لم يخش الموت على أيديهم وظل يحاربهم بقلمه حتى اندلعت ثورة ٣٠ يونيو.
وكما تنبأ فى أحد مقالاته أن جماعة الأخوان لن يكونوا سوى جملة اعتراضية فى عمر الوطن، وصدقت كل توقعاته وتحققت نبوءاته. . وفى الذكرى ال ١١ لثورة ٢٥ يناير يرحل فارس الصحافة المصرية ياسر رزق وبعد أيام قليلة من إصداره أحد أهم الكتب التى تؤرخ لفترة مهمة من تاريخ مصر الحديث وهو كتاب «سنوات الخماسين « يروى فيه ما حدث ما بين ثورتى يونيو ويناير ويوضح ويكشف الكثير من الحقائق ويسجلها ..وكأن ياسر رزق نبى يأبى أن يفارق الحياة قبل أن يؤدى رسالته التى خلق وعاش من أجلها.


‎اليوم نعته القيادة العامة للقوات المسلحة كما تنعى  أبطالها العظماء ولِمَ لا  فطالما خط بقلمه وسُجلت كتاباته فى حب مصر وجيشها بحروف من نور.
أخيرا سيبقى وجه ياسر رزق محفوراً فى قلوبنا ومهما قلنا عنه لن نوفيه حقه.


اللـهـم إنه وأهله صبروا على البلاء وإصابته بالمرض اللعين فلم يجزعوا فامنحه وامنحهم درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب.. اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء، فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه، وتقر بها عينه وتجاوز عن سيئاته إنك أنت الغفور الرحيم.