نهار

استعادة يحيى حقى

عبلة الروينى
عبلة الروينى

كان شيخ العربية وحارس التراث المفكر  الشيخ محمود شاكر، يرى أن مقدرة يحيى حقى الأدبية، أكبر كثيرا من مكانته التى  حصل عليها...تماما كما رأى شاعرية محمود حسن إسماعيل،أكبر من شعره...

وهى قراءة كاشفة بالفعل عن حجم الثراء والصفاء فى شخصية يحيى حقي، الممتزجة بالطيبة والتسامح والحق والجمال والعمق والبساطة والانضباط..وهو ما تجسد تماما فى كتاباته وأسلوبه ولغته...

اقتصاد ودقة وبساطة فى استخدام اللغة، بعيدا عن الحذلقة والثرثرة و»اللت والعجن»..الاهتمام بتركيب الجملة ووضع الكلمات فى محلها فى سلام (لابد من وجود سلام بين الأفعال والأسماء والحروف) يقول ويحقق سلامه،فى عشق بالغ،جعل من اللغة مشروعه الجمالي(لا يوجد أدب من غير عشق للغة).


ولعل أجمل مافى الدورة ٥٣ القادمة لمعرض القاهرة للكتاب(٢٦يناير/٧فبراير) هو استعادة يحيى حقى واختياره شخصية المعرض هذا العام....وهو ما يعنى بالتأكيد توفير الأعمال الأدبية الكاملة(طبعات جديدة)..ولأول مرة يقدم معرض الكتاب يحيى حقى للجمهور، عبر تقنية «الهليوجرام»....وبالطبع حضور النموذج الأنقى فى الأدب العربي...تلك العذوبة الخالصة التى تسكن اللغة وتسكن الروح..


كثيرة هى دروس يحيى حقى الإبداعية، وكثيرة هى أعماله الأدبية المميزة..لكن ربما


الكثير من دروس وقيم يحيى حقى فى شخصيته..هذا الصفاء والعذوبة والتواضع والبساطة والدقة والإتقان...صاحب الجذور التركية،الذى حرص دائما على تأكيد هويته المصرية...ابن الذوات الدبلوماسى الأنيق، الأقدر دائما على التعبير عن الأحياء الشعبية، والروح المصرية البسيطة والأصيلة.