أولاد العم والدم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت: فاطمة عبدالوهاب

جمعت أبناء العم الاربعة شراكة فى تجارة الأدوات الصحية ودفع كل شقيقين منهما مدخرات عمره فى هذا الاستثمار أملا فى تحقيق الربح والثراء من هذه التجارة التى تدر المال الوفير على غيرهم من أبناء المنطقة التى اشتهرت بمحلات بيع هذه الأدوات.

قبل أن يخرج مشروعهم المنتظر إلى النور قضى الشركاء أياماً عديدة فى دراسة السوق ووضع خطط التسويق لمنتجاتهم وسعوا لتحقيق الاختلاف عن أقرانهم المحيطين.. وضعوا أيديهم بأيدى بعضهم البعض وأقسموا على أن يكونوا واحداً تماماً مثلما كانوا منذ نعومة أظافرهم.. تعاهدوا على عدم الخيانة وعدم ترك أيدى بعضهم البعض.

وجاء اليوم المنتظر وتم افتتاح محلهم الصغير وقدموا فيه الكثير من العروض على أسعار المنتجات وطرق السداد، الأمر الذى لاقى قبولا لدى العملاء وذاع صيتهم فى المنطقة أكثر من غيرهم.

مرت الفترة الأولى بسلام وحقق الشركاء الأربعة أرباحا كبيرة وراجت تجارتهم رواجاً كبيراً، فلمعت فى رأس أحدهم فكرة عرضها على شقيقه لاخذ موافقته وكانت أن يستقلا سوياً بعيداً عن ابنى عمهما بمحل منفصل ليكون ربحهما لهما وحدهما دون شركاء.. فى البداية رفض الشقيق هذا الاقتراح وذكر اخاه بأن هناك اتفاقاً جمعهما وأبناء عمهما على هذه الشراكة وانه لا ينبغى ان يعمى الطمع عينيه وان يخسر مصدر رزق بدر الخير على اربعتهم.. لكن ومع إلحاح الأخ وإغرائه له بالربح الوفير الذى سيقتسمانه سويا والذى قد يمكنهما من افتتاح المزيد من الفروع خضع الأخ الأكبر ووافقه.

ذهبا لمفاتحة ابنى عمهما فى الأمر فرفضا بشدة فض الشراكة وفصل البضائع وتقسيم رأس المال، خاصة انه لا يتوفر معهما سيولة مادية لدفع نصيب الأخان ليخرجا من الشركة التى جمعتهم.

إقرأ أيضاً | شجار بالأيادي بين نواب تايوانيين خلال خطاب سياسي| فيديو

دار شد وجذب بين الأطراف الأربعة بسبب نقض العهد بينهم وانتهت الجلسة بذهاب كل شقيقين فى طريق.. استعان صاحبا الفكرة ببعض الوسطاء من الأقارب والأصدقاء لتحقيق هدفهما دون جدوى لان الشقيقين لا يملكان المال الذى يكفى لرد نصيب ابنى عمهما.. وبدأت الشجارات بين أبناء العم الأربعة فى محل العمل والمنطقة والمنزل حتى عزف العملاء عن دخول مكانهم أو الشراء منهم وازداد الوضع تأزماً.. وفى أحد الأيام كان الاخان يغادران منزلهما لاحد الأماكن ففوجئنا بأبنى عمهما امام بيتهما بالشارع تحدثوا معاً فى ذات الموضوع فرفض الاخان فما كان من الشقيقين الغاضبين إلا أن صعدا إلى بيتهما وأحضرا سكاكين بهدف ترويعهما وبدأ التراشق بالألفاظ والشجار بالأيدى.

فقام المتهم الاول بضرب المجنى عليه الاول على رأسه بشومة فوقع احد الشقيقين على الأرض، فقام المتهم الثانى شقيق الجانى بضرب إبن عمه الملقى على الارض بسكين فى قلبه وفر الشقيقان هاربين، انهار الاخ عندما رأى أخاه مدرجاً فى دمائه وانشغل به ولم يمسك ابنى عمه، تم نقل المجنى عليه إلى المستشفى إلا انه توفى قبل وصوله إليه.

تم القاء القبض على الشقيقين الجانيين وأحيلا إلى محكمة جنايات الجيزة التى قضت بمعاقبة الشقيق الاول الذى ضرب المجنى عليه بالشومة بالسجن المؤبد وبمعاقبة الثانى الذى طعنه بالسكين بالإعدام شنقا.
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد الجنزورى وبعضوية المستشارين محمد أنور ابوسحلى وشريف حافظ.