فكرتي

استغلال النفوذ

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

بقلم/ صفية مصطفى أمين

بعد أن عُين رئيسى لإحدى المؤسسات الحكومية، دق الجرس فى مكتبه، وقال للسكرتيرة إنه سيعود فى السادسة مساء إلى مكتبه، ليستكمل عمله. فوجئ بها تقول إنها مرتبطة بعمل مساء مع رئيس المؤسسة السابق. طلب السكرتيرة الأخرى، فاعتذرت أيضا لانها طالبة فى الجامعة، وعرف أنها شقيقة حرم رئيس المؤسسة السابق.

اكتشف أن سلفه قد عين 17 موظفا، ليس لهم مؤهلات غير أنهم اقاربه أوأصدقاؤه. فقرر أن ينقلهم إلى مؤسسات أخرى، لكنهم رُفضوا لأنهم بغير مؤهلات.. فاضطر أن يبقيهم فى وظائفهم، على مضض. وبدل أن يحمد محاسيب الرئيس السابق ربهم على البقاء فى وظائفهم، راحوا يتهمون الرئيس الجديد بالفساد والسرقة.. ويلصقون به التهم التى ارتكبها قريبهم.

لوحدث هذا فى الغرب، لأُحيل الرئيس السابق إلى المحاكمة بتهمة استغلال النفوذ بتعيين أقاربه فى وظائف لا يستحقونها.. لكننا نرى أن المروءة والإنسانية تفرض علينا أن نغطى على من سبقونا، لانهم أصحاب عيال!

أذكر فى نفس السياق الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا العظمى التى جردت ابنها الأمير أندرو من القابه العسكرية وأغلقت مكتبه فى القصر، بعد تجميد نشاطه.. رغم أن المحكمة مازالت تنظر قضية اتهامه بالاعتداء الجنسى،  التهمة التى دأب على نفيها. لقد استقر فى يقين الملكة أن ابنها لوث العرش، فاتخذت قراراتها الباترة.. ولم يخرج صوت يحذر من مخاطر تهدد الاستثماروالاستقرار ولا ينادى بعدم المساس بالرموز. 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي