ليست خيانة لمصر أو صلاح

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

كان من الطبيعى أن تفرض أحداث كأس الأمم الأفريقية ونتائجها الغريبة والقوى الكروية الجديدة التى تقدمها الدورة الحالية ومنها جزر القمر التى أسقطت نجوم غانا السوداء وكذلك الرأس الأخضر المتوهج وغينيا وسيراليون وغيرها من المنتخبات التى هزت عرش كبار القارة أو عن فرص منتخبات الشمال وما يحدث مع وعن المنتخب الوطنى وكيروش ؛ لكن ثمة تناول إعلامى داخلى مكثف وغريب لجائزة الأفضل عالميا يستوجب التوقف عنده والتنبه لخطورته..
ابتعاد النجم المصرى العالمى محمد صلاح عن الاختيار الأول أثار حفيظة البعض. لكن حرص الكثيرين على التفتيش فى تصويت مدربى المنتخبات العربية وكباتن هذه المنتخبات والتركيز على كيف أن الكثير من الأشقاء العرب لم يصوتوا للنجم المصرى العالمى مع اتهامات مبطنة بالنفسنة والغيرة ، وقد بلغ عدم تقدير البعض منا جيدا لطبيعة التصويت للقول بضرورة العمل على التواصل الجيد مع الاتحادات الأخرى للحصول على أصواتها وكأننا فى انتخابات المحليات !!

هذا التناول مع انتشاره بين الجماهير خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعى وحالة الاحتراب بين أبناء العرب يمثل ظاهرة سلبية تنال كثيرا من وحدة المشاعر العربية خصوصا بين الجماهير البسيطة التى تتعاطى الكرة وأحداثها بنهم شديد دون تفكير . العرب مش ناقصين !
دعونا نتفق بداية على نقطة مهمة وهى أن التصويت يمثل وجهة نظر فنية للمدرب الأجنبي أو حتى الوطنى الذى يقود هذا المنتخب أو ذاك وعندما يكون الاحتكام لرأى فنى يفاضل بين ثلاثة كبار كل منهم يمتلك حيثيات التتويج للقب العالمى الفريد ؛ فالأمر يتعلق برأى فنى بحت لهذا المدرب أو الكابتن أو الإعلامى.. ولاحظ أنك تفاضل بين أو ترتب الثلاثي ميسى وصلاح وليفاندوفسكي .. يعنى أى فنى يحتار بينهم .. المسألة فنية بحتة وليست خيانة لمصر أو صلاح !

وبجانب هذه النظرة الفنية الموضوعية لابد أن نضع فى الاعتبار الفترة الزمنية محل التصويت فهى عن عام مضى لم يكن فيها لنجمنا العالمى المبهر إنجاز على مستوى البطولة مع ناديه ليفربول أو منتخب وطنه ، بعكس ما توفر لمنافسيه عن ذات الفترة ..
لا داعى لاتهام هذا الدولة العربية الشقيقة أو تلك والتنقيب عن التصويت وتفسيراته النفسية بما يوغر الصدور بين الأشقاء ودعونا نفهم الأمور صح وبموضوعية .. وكفاية بث بذور الفتنة !

غير أن ابتعاد صلاح عن جائزة أفضل لاعب فى العالم بعد أن جمع ٣٩ صوتا بينما نال ليفاندوفسكي ٤٨ صوتا وميسي ٤٤ صوتا ما يعنى أن نجمنا العالمى محل فخرنا جميعا لم يكن بعيدا بمسافة عن عظماء العالم ، وهذا شرف لوتعلمون عظيم؛ لا ينفى نكتة الفيفا العجيبة التى ضحك لها العالم بسخرية شديدة وخرجت الصحف البريطانية تتندر : كيف يكون صلاح بين الثلاثي الأفضل فى العالم ولا يشمله التشكيل المثالى فى العالم لأحسن ١١ لاعبا ؟!
صحيفة صن البريطانية الكبرى وضعت الكثير من علامات التعجب والتهكم على هذا التشكيل الخالى من صلاح ، مثلما قال مشجعو ليفربول عبر موقع النادى للنجم العالمى : صلاح .. لا عليك .. اضحك!!!
وكم فى الفيفا من مضحكات !!

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي