منظمة الصحة العالمية: أوميكرون ليس آخر متغيّر مثير للقلق 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أفادت منظمة الصحة العالمية بأن متغيّر أوميكرون لا يزال يواصل اجتياح العالم ويتسبب في دخول الناس إلى المستشفيات وفي حدوث وفيات، وحتى الحالات الأقل خطورة تغرِق المرافق الصحية.

وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، أن أوميكرون قد يكون أقل حدة، في المتوسط، من المتغيرات السابقة، "ولكن السرد القائل بأنه يتسبب بمرض خفيف مضلل، ويضر بالاستجابة العامة، ويكلّف المزيد من الأرواح."

وقال ادهانوم: نحن قلقون بشأن تأثير أوميكرون على العاملين الصحيين. 

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف. حيث قالت الوكالة الأممية المعنية بالصحة، إن كـوفيد-19 ينتشر بشكل مكثف للغاية، وبالنسبة للعديد من البلدان، تظل الأسابيع القليلة القادمة حرجة للغاية خاصة فيما يتعلق بالعاملين الصحيين والأنظمة الصحية.

وقال د. تيدروس: "نحن قلقون بشأن تأثير أوميكرون على العاملين الصحيين المنهكين بالفعل والنظم الصحية المثقلة."

وفي الأيام السبعة الماضية، تم الإبلاغ عن ارتفاع بنسبة 20 في المائة في الحالات، أي حوالي 19 مليون إصابة، ولا يزال عدد الوفيات مستقرا في الوقت الحالي (عند 45,000).

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه في بعض البلدان، يبدو أن حالات كوفيد-19 قد بلغت ذروتها، مما يعطي الأمل في أن الأسوأ من هذه الموجة الأخيرة قد انتهى ولكن لا يوجد أي بلد خارج دائرة الخطر بعد.

وردّا على سؤال من أحد الصحفيين، قالت د. ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19، إنه يتردد على مسامع المنظمة أن أوميكرون هو آخر متغيّر، وأن الأمر سينتهي بعده. وقالت: "هذا ليس الحال، لأن الفيروس ينتشر على مستويات مكثفة حول العالم."

وأشارت إلى أن هذا ليس وقت التخلي عن الاستراتيجية الشاملة التي تم تحديدها وتستخدمها العديد من الدول.

وأوضحت ذلك بالقول: "لا نريد أن نرى الدول تتخلى عن التدخلات الراسخة المنقذة للحياة: التباعد البدني، ارتداء الأقنعة، الاستثمار في التهوية حيث نعيش ونعمل وندرس، تجنب الأماكن المكتظة، التأكد من وجود أنظمة صحية جيدة. هذا هو الوقت لتقويتها لأننا إذا لم نفعل ذلك الآن فسننتقل إلى الأزمة المقبلة."

وشددت د. ماريا فان كيرخوف على خطورة الفيروس، لكنها في الوقت نفسه أوضحت أن هناك أملا في تقليل حدة المرض والوفاة بشكل كبير، عن طريق الرعاية السريرية المبكرة والتطعيم والوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر حول العالم.

وقالت: "لن يكون هذا آخر متغير مثير للقلق، والآن هو وقت دعم نظم الرصد المتاحة لدينا حول العالم والاستثمار فيها، كي نتحقق من المتغيرات ونقيّمها مع شركائنا حول العالم."

من جانبه، أعرب د. تيدروس عن قلقه بشكل خاص بشأن العديد من البلدان التي تعاني من معدلات تطعيم منخفضة ضد كوفيد-19، حيث يكون الناس أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة والوفاة إذا لم يتم تطعيمهم.

وقال: "أحث الجميع على بذل قصارى جهدهم لتقليل خطر الإصابة حتى يتمكنوا من المساعدة في تخفيف الضغط على النظام (الصحي)."

وشدد على أن هذا "ليس وقت الاستسلام ورفع الراية البيضاء. لا يزال بإمكاننا الحد بشكل كبير من تأثير الموجة الحالية من خلال مشاركة واستخدام الأدوات الصحية على نحو فعّال وتنفيذ تدابير الصحة العامة والاجتماعية التي نعلم أنها تعمل."

وأوضح الخبراء في منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات قد تكون أقل فعالية في منع العدوى ونقل أوميكرون، مما كانت عليه في المتغيرات السابقة، لكنها لا تزال جيدة بشكل استثنائي في الوقاية من الأمراض الخطيرة والوفاة.

وأضاف د. تيدروس يقول: "هذه الجائحة لم تقترب من نهايتها، ومع الانتشار المذهل لأوميكرون، من المحتمل أن تظهر متغيرات جديدة، وهذا هو السبب في أن التتبع والتقييم لا يزالان مهمين."

ويجري حاليا العمل على تطوير مركبات جديدة من اللقاحات وتقييم مدى أدائها ضد أوميكرون والسلالات الأخرى.

وأعرب د. تيدروس عن خشيته من أنه "ما لم نغيّر النموذج الحالي، فسندخل في مرحلة ثانية وأكثر تدميرا من عدم المساواة في اللقاحات."

ولفت إلى الحاجة إلى مشاركة اللقاحات الحالية بشكل منصف، وقال: "لا يمكننا التغلب على هذا الفيروس إلا إذا عملنا معا وشاركنا الأدوات الصحية بشكل عادل."

وفي الأسبوع المقبل، سيجتمع المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية المؤلف من 34 دولة عضو، لمناقشة التحديات الصحية في العالم.

هذا الشهر هو شهر التوعية بسرطان عنق الرحم وأعرب د. تيدروس عن سروره من استمرار العمل والمناصرة في هذا المضمار.

فقد أعلنت  صربيا بأنها ستُدخل هذا العام التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، العامل المسؤول عن 99 في المائة من سرطانات عنق الرحم.

وبذلك، ستنضم صربيا إلى 116 دولة حول العالم تقوم بالتطعيم ضد هذا الفيروس المسبب للسرطان.