حوار| أعطت بارقة أمل للملايين.. سارة حجي تروي تفاصيل مواجهتها للسرطان بالبحث العلمي

سارة حجي
سارة حجي

سارة حجي «سميرة موسى العصر الحديث».. عالمة مصرية وصلت للعالمية
سارة حجى تفوز بجائزة ألمانية عالمية لمكافحة مرض السرطان
تعمقت فى دراسة الخلايا الجذعية .. الطريق إلى علاج مرض السرطان

إحدى الطيور المصرية بالخارج، التى حققت نجاحا شهد له الجميع فى الأوساط الطبية، حددت هدفها وسعت إلى تحقيقه، واستطاعت أن تثبت رغم حداثة سنها، أن المرآة المصرية تستطيع تحقيق العديد من الإنجازات، والتميز فى مجالاتها وتخصصاتها، إذا توافرت لها الأجواء المناسبة، سواء داخل مصر أو بلاد في الغرب، «سارة حجي» فتاة مصرية حتى النخاع، عالمة متميزة فى مجال تخصصها ، تلقب بـ«سميرة موسى» العصر الحديث، صعدت إلى العالمية بعلمها وأبحاثها، وفازت بجائزة أفضل بحث في مجال السرطان فى دولة ألمانيا.

«بوابة أخبار اليوم» التقتها في حوار خاص تحكى فيه عن تفاصيل بحثها الذي يعد بارقة أمل فى علاج الملايين حول العالم الذين يعانون من مرض السرطان حول العالم، وكيف أستطاعت التغلب على المرض الذى يفترس المرضي فى كل بلاد العالم.


- في البداية.. حدثينا عن مشوارك العلمي؟
- تخرجت في كلية الصيدلة بالجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2012، وكنت من أوائل الدفعة، ثم حصلت على ماجستر من جامعة هارفارد الألمانية، وذلك على نفقتي الخاصة بالإضافة أنني كنت أعمل بجانب دراستي، وانتهيت من تحضير رسالة الماجستير عام 2015، ثم بدأت التحضير للحصول على رسالة الدكتوارة عام 2017، وبدأت بحثي العالمي عن السرطان منذ عام 2014.

وحصلت على درجة الدكتوارة عام 2020، وتمت التوصية بنشر رسالة الدكتوراة فى الموسوعات العالمية، وبالفعل تم نشر بحثي في مجال السرطان عام 2020 في مجلة نيتشر العالمية، والتي تعد أرقى المجالات العلمية، وأوسعها انتشارا فى العالم وفي الأوساط العلمية.

- ما هى مقومات فوز بحثك العلمي بجائزة أفضل بحث في المانيا؟

- في البداية.. الخلايا بجسم الإنسان ذكر أو أنثي، يوجد جينات ذكورية وجينات أنثوية وهي التي تتحكم في نوع الخلايا، وبحثي اكتشف أن الهرمونات الجنسية لها تأثير مباشر على تأنيث خلية ذكورية، وذلك التلاعب الهورموني يؤكد دور التأثير الهرومونات الجنسية كعامل أساسي في انقسام الخلايا الجذعية، والتي لم توجد بالخلايا الجنسية وقمت بالتركيز على الأمعاء.


وبالتالي فمستوى الهرومونات الجنسية هي التي تحدد إذا كانت الخلية تنقسم وإلى أي مدى، واكتشفت في بحثي أن بعد التزاوج تظهر الهرومونات الجنسية، والتي تظهر من الأعضاء الجنسية ، وتذهب إلى الخلايا الجذعية والموجودة بالأعضاء وتعمل تلك الخلايا إلى الإنقسام لإكتفاء العضو من الخلايا.

- وما الذي يميز بحثك العلمي؟

- أهم ما يميز بحثي هو اكتشاف التأثير المباشر للهرمونات الجنسية على الأعضاء غير جنسية، وبالتالي الهرومونات الجنسية تذهب إلى الأعضاء غير الجنسية، وذلك من خلال زيادة الناتج الإنجابي وتأهيل الأعضاء لتكبيرها من خلال زيادة حجم الخلايا، كما اكتشفت أن الهرومونات الجنسية بمستوى عالي، لها تأثير سلبي على سرعة انقسام الخلايا الجذعية، ومثال على ذلك سرعة انقسام الخلايا الجذعية بالمعدة بما يؤدي إلى سرعة مرض السرطان أو الشيوخة.

- ولماذا فاز بحثك بجائرة أفضل بحث بألمانيا؟

- يرجع ذلك إلى أن بحثي من الأبحاث الأكثر تأثيرا، وحصل على منحة المعهد الوطني والصحي بأمريكا، تقدر بقيمة بـ2.7 مليون دولار لاستكمال الأبحاث في الجينات المؤثرة على  انقسام الخلايا الجذعية والبحث عن تطوير علاج يحد من انقسام الهرمونات الجنسية بالسرطان.

- وهل نستطيع أن نقول هزمنا مرض السرطان أو فى المستقبل القريب؟

- نستطيع أن نهزم السرطان بالفعل في المستقبل، فجميع معرفتنا بالسرطان في الوقت الحالي، تؤكد أنه غير باقي الأمراض فهو ينشأ من خلايا الإنسان، فيصعب علينا أن نهزمه بفاعلية، ولكن الأمل موجود بتطوير الأدوية والعلاج، فهناك توجه عالمي وهو الوقاية خير من العلاج وهي تتمثل في ثلاث محاور هم  دور الحكومات وخير دليل على ذلك مبادرة 100 مليون صحة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمصر، وبالإضافة إلى حملات التوعية والحد من العناصر التي تؤدي إلى السرطان، ودور البحاثين في كشف عن استخراج من بيانات المرض، ومعرفة مسببات مرض السرطان كما يوجد مسئولية على الأفراد وهو كشف عن نوع الغذاء الذي يتم تناوله مثل الزيوت والوجبات السريعة والبعد عن التدخين والتلوث.

- وكيف تستفيد مصر من خبراتك وإنجازاتك العلمية ؟

- أعمل حاليا في مصر بتدريب الباحثين وعلماء ومديرين ورواد أعمال في فن القيادة وتحقيق أهدافهم، كما أنني على استعداد بتقديم توصيات لبحاثين في مجال السرطان.

وأخيرا ما هي رسالتك لكافة المرضى المصابين بذلك المرض اللعين؟

- رسالتي لهم أن يعتنوا بصحتهم النفسية وأن لا يشعروا أن تلك هي النهاية، والحفاظ على أختيار أنواع الأطعمة الصحية التي يتناولونها، أو يركزون على الخضروات، وعدم الاعتماد على الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة