بدون تردد

موجات البرد والتغير المناخى «٢/٢»

محمد بركات
محمد بركات

الضرورة تفرض علينا جميعا سواء فى مصر أو فى غيرها من الدول والشعوب، الاعتراف بأننا أصبحنا أسرى لتأثير المتغيرات المناخية الحادة والقاسية، التى تعصف الآن بالكرة الأرضية.

تلك حقيقة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، فى ظل ما نعايشه ونتابعه من متغيرات جسيمة فى المناخ والطقس .
وهذه الحقيقة، أصبحت واقعا نعايشه ونعانى منه عندنا فى مصر فى الآونة الأخيرة، من خلال موجات البرد القارص التى نعانى منها الآن، والتى أصبحت متكررة كسمة أساسية للشتاء فى هذا العام والسنوات الخمس الأخيرة،..، ومن قبلها موجات الحر اللافح والملتهب، التى عانينا منها الصيف الماضى والسنوات الخمس السابقة عليه أيضا.

وفى هذا السياق من المهم والضرورى أن ندرك، أننا أصبحنا بالفعل فى قلب دائرة التغير المناخى، الذى أحاط بالعالم كله، وأن هذا التغير أصبح بالفعل واقعا، بعد أن كان من قبل مجرد توقعات علمية خلصت إليها مجموعة من العلماء والباحثين والمتخصصين.

وأى عاقل لابد أن يدرك بأن المتغيرات المناخية المحسوسة والظاهرة، التى طرأت علينا وعلى العالم كله، تقتضى أن نتعامل معها نحن والعالم بكل الجدية حتى لانقع ضحية الأخطار والتهديدات الناجمة عنها..  والجدية هنا تعنى التعامل معها من جانبنا وكل دول العالم بالأسلوب والمنهج العلمى، وفى الاطار الذى خلص اليه الخبراء فى مؤتمر المناخ بباريس والمؤتمر الأخير الذى انعقد فى «جلاسجو»، وأكد على ضرورة وقف الممارسات الانسانية الملوثة للبيئة، وخفض الانبعاثات الكربونية والتوقف تماما عن حرق وتدمير الغابات.
وهذا يفرض علينا نحن فى مصر مسئولية خاصة وواجبا إضافيا، نظرا لأن المؤتمر القادم للمناخ سيعقد عندنا وهو ما يلقى علينا تلك المسئولية وذلك الواجب.