بدون تردد

البرد القارص والمتغيرات المناخية «1»

محمد بركات
محمد بركات

أصبح لافتا للانتباه بقوة وربما مثيراً للقلق أيضا لعموم الناس فى مصر المحروسة، تلك الموجات المتكررة من البرد القارص، التى أخذت تتوالى علينا وتجمد أطرافنا خلال الاسابيع الماضية وحتى الآن.

وفى الواقع فإن هذه الموجات المتوالية من البرودة القاسية وغير المألوفة بالنسبة لما كنا معاتدين عليه فى سنوات سابقة، مثلت لنا جميعا مفاجأة غير سارة ومتغيرا غير مرحب به على الاطلاق، خاصة إذا ماجاء مقترنا بالانتشار الخطر والمقلق لوباء كورونا وقانا ووقاكم الله منه.

وفى ظل موجات البرد الشرس والقاسى الذى نعانى منه الآن، ومن قبلها موجات الحر اللافح والملتهب التى عانينا منها فى الصيف، لم يعد التساؤل حول ما إذا كانت المتغيرات المناخية قد أصبحت حقيقة أم لا؟،...، تساؤلا مطروحا على الاطلاق، لأن الاجابة أصبحت معلومة للجميع، وهى أنها بالفعل باتت حقيقة قائمة يراها الكل ويدركها كل البشر.

ليس هذا فقط، بل أصبح علينا جميعا فى مصر وفى غيرها من الدول بامتداد العالم كله، الادراك بأن الكل أصبح واقعا تحت تأثير المتغيرات المناخية القاسية، التى أصابت كوكب الأرض فى كل أرجائه وأنحائه وفى كل قاراته ودوله.
وعلينا أن ندرك أيضا أن الخطر لن يتوقف عند البرودة القارصة أو الحر اللافح.. بل انه يمتد الى ظواهر ومتغيرات أكثر خطرا ودمارا لمظاهر الحياة وسبلها على كوكب الارض.

ولعلنا تابعنا ما جرى من حرائق مدمرة فى الكثير من الغابات فى أوروبا واستراليا وامريكا اللاتينية خلال الصيف الماضى،..، ولعلنا نتابع الآن موجات التسونامى التى تتعرض لها العديد من الدول حاليا، وايضا الموجات الكاسحة من الفيضانات والثلوج التى اكتسحت دولا أخرى.

وكل هذه الاحداث وكل تلك الوقائع وغيرها من الظواهر الخطرة والمدمرة، يؤكد العلماء أنها نتيجة مباشرة للمتغيرات المناخية، وانها نتيجة مباشرة للتلوث والممارسات السيئة والمدمرة للبيئة من جانب البشر،...، ويؤكدون أيضا أن الأخطر قادم، إذا لم يتحرك العالم بسرعة ووعى لوقف هذه الممارسات، والعمل بكل جدية لانقاذ الأرض من الدمار الذى يهددها.
وللحديث بقية