للكلاب أصول| «الكنعاني» بلدي مصري سرقته إسرائيل.. و«الأرمنت» صعيدي تريده فرنسا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يقتني كثير من الناس في أقطار العالم، الكلاب للترفيه أو التسلية وربما الحراسة، وهناك مئات السلالات حول العالم، ولا يهتم البشر في معظم الأحوال بتاريخ الكلب وجذوره وموطن نشأة سلالته، ومستقرها الأصلي، أو حتى دون أن يعلموا الصراعات الدائرة بين بعض الدول على نسب الكلاب إلى جنسيتها في الاتحاد الدولي.


وتشتهر عدد من السلالات بصفات وخصائص وأصول تميزها دون غيرها، كما تتواجد بعض الأنواع في منطقة جغرافية ولا تجدها في سواها، ما يجعلها تمثل أحيانًا ثروة تدر أمولا ضخمة على مالكيها، خاصة تلك الأنواع النادرة أو ذات الشكل المميز، وتلك التي تستخدم في أغراض الحراسة. 


ومن الكلاب الأليف والشرس، فالأول يمتلكه البعض من أجل الترفيه والثاني في الحراسة والحماية، ويعد النوع الثاني الأكثر انتشارًا، وكانت قديما هناك فوبيا من الكلاب ولا يتم التعامل معها، وتواجدها قاصر على القرى والمناطق الريفية فقط ولكن في الآونة الأخيرة تغلغلت في المدن والمناطق الراقية، ولا يكاد يوجد منزل خال من الكلاب، حيث أصبح الأطفال يتخذوها أصدقاء لهم.

فتحت "بوابة أخبار اليوم"، فتحت ملف الكلاب لمعرفة أعرق السلالات المصرية، التي تسعى دول ما لتسجيلها في الاتحاد الدولي للكلاب بأسمائها لتستفيد منها في المسابقات أو تصديرها بأسعار مرتفعة.
6 أنواع تشتهر بها مصر


هناك 6 أنواع من الكلاب الأصيلة تشتهر بها مصر، كما أوضحت الدكتورة سمر عبد الرحمن، طبيبة بيطرية، قائلة أن أهم تلك السلالات هي كلب الصيد الفرعوني، البلدي، الباسنجي، السلوقي، كلب الصيد ابيزان، والأرمنتي.


ولفتت إلى أنه في حين أن الكلاب المصرية الأصيلة لا تحظى بشعبية في جميع أنحاء العالم، إلا أنها قد تمكنت من إنتاج سلالات مذهلة حقاً، وكل واحد من الكلاب في القائمة السابقة يمكن أن يكون رفيقاً رائعاً.


واستطردت أنه ترجع العديد من سلالات الكلاب القديمة إلى أصل مصري، ويشاع أن المصريين القدماء هم أول من قرروا جعل الكلاب كلاباً منزلية أليفة، ولكن أيضاُ كان يستخدمها الملوك في رحلات الصيد وغيره، ويرجع ذلك إلى العثور على رسمة يعود تاريخها إلى 3500 سنة قبل الميلاد، وكان بها رجل يمشي بكلباً مقيداً، تطورت بعض تلك الكلاب إلى سلالات الكلاب المصرية الأصل.


الكنعاني


وحول الكلاب التي نسبتها إسرائيل إلي نفسها، قالت الطبيبة البيطرية، هو الكلب البلدي المصري وأطلقت عليه اسم الكنعاني، وهذا بالرغم من أنه يوجد نفس الكلب في شوارع فلسطين المحتلة إلا أن إسرائيل نسبت النوع البلدي المصري لها وسجلته رسميا باسمها، ومع ذلك تقوم سنويا بقتل أعداد كبيرة من كلب الشارع الفلسطيني ما أدي إلي تعرض هذا النوع إلى التعرض لخطر الإنقراض.


وعللت سمر ذلك بأن الكلب المصري يتميز بالأصالة، ويمكن استخدامه في الصيد والمسابقات، ويعتبر ثروة وتدر دخلا عاليا وأموال طائلة وهذا راجع الي مواصفاتها العالية وأصالتها.


سرقة 7 سلالات
واستكملت حديثها موضحة أن 4 دولة من بينها إسرائيل قامت بسرقة 7 سلالات من الكلاب المصرية وتسجيلها كسلالات وطنية في دولهم، حيث سجلت إنجلترا ومالطا وفرنسا بتسجيل الكلب الهاوند الفرعوني والويبيت والإيبزيال والجراي هاوند والسالوكي والكنعاني والباسنجي، والذين سجلوا كسلالات وطنية لصالح تلك الدول رغم أنها سلالات وطنية مصرية.


وعن ارتفاع أسعار الكلاب، لفتت إلى أن أغلب أنواع الكلاب المشهورة في مصر من جنسيات أجنبية ويتم استيرادها من الخارج وسعرها يكون بالدولار، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية والتطعيمات الخاصة بها وارتفاع أسعار الأكل المخصص لها، وحول الخصائص التي يتميز بها كل كلب من السابق ذكرها قالت:


 كلب الصيد الفرعوني


كلب الصيد الفرعوني من الكلاب المرتبطة بشكل وثيق بمصر، إلا أنها لم تنشأ بها، يُعتقد أنه تم جلبهم إلى البلاد من أوروبا بواسطة التجار الفينقيين، موضحة أنها واحدة من أقدم سلالات الكلاب على وجه الأرض، وكانت تستخدم في صيد الغزلان برفقة الملوك الفراعنة، وأحياناً صيد الأرانب، لافتة إلى أن هذا النوع من الكلاب نشيط جداً، وودود، مما يجعله حيواناً أليفاً رائعاً.

 

اقرا أيضا : هل الكلاب ذئاب أليفة؟ خبير يوضح


الكلب البلدي او الكنعاني


الكلب البلدي أو الكنعاني يُعرف أيضاً باسم كلب طيبة لاند، وهو الكلب الأكثر شيوعاً في مصر، وغالباً لن تجد أي شارع خالي من تلك الكلاب، على الرغم من أن تلك الكلاب ذكية جداً، وتصلح لأن تكون حيوانات أليفة وعائلية رائعة، إلا أنها لا تحظى بالكثير من الشعبية أو الحب بين مربي الكلاب المصريين.


كلاب الباسنجي


تشتهر كلاب الباسنجي بذيولهم الملفتة التي تتراكم على ظهورهم، وغالباً ما يتم العثور على رسوماتهم على قبور الفراعنة القدماء، كما أنها شائعة جداً في وقتنا الحالي في إفريقيا، حيث يشار إليها أحياناً باسم "كلب الكونغو"، وتعد من أفضل كلاب الصيد، كما أنهم مستقلون جداً، ولكنهم ودودين واجتماعيون أيضاً. 


كلاب السلوقي


قد يكون السلوقي هو أقد سلالة كلاب على هذا الكوكب، فقد تم العثور على صور لكلاب السلوقي على جميع أنواع القطع الأثرية القديمة، ولقد جعلهم سلوكهم الملكي وقدرتهم الفائقة على صيد جميع أنواع الفرائس ذو قيمة كبيرة بالنسبة للعائلات الملكية في مصر القديمة، وغالباً ما كان القادة العسكريون للبلاد الأخرى يستخدمونهم في التجارة أيضاً.


كلب الصيد ابيزان


الكثير من الجدل حول حقيقة المكان الذي نشأ فيه كلب الصيد إيبيزان، حيث يعتقد البعض أنهم جاءوا من جزر البليار قبالة سواحل أسبانيا، ومع ذلك يشير آخرون إلى حقيقة أنه تم العثور على إشارات لتلك السلالة على القطع الأثرية المصرية القديمة كدليل على تراثهم الحقيقي.


الكلاب المصرية الراعية أرمنت


 من أشهر سلالات الكلاب المصرية الأصيلة، هذا الكلب الراعي أرمنت متوسط الحجم، يعتبر كلب راعي مصري أصيل وهو من أقل السلالات شهرة وأكثرهم ندرة على هذا الكوكب، ويُعتقد أنهم نشأوا عندما أحضر نابليون معه كلابه عبر مصر، ثم تزوجت تلك الكلاب مع كلاب الشوارع المحلية في مصر لإنتاج تلك السلالة من كلاب الأرمنت.

 

اقرأ أيضا

 دراسة تكشف قدرة الكلاب على التمييز بين اللغات


ومن ناحية أخرى، ويقول اللواء مدحت الحريشي نائب مدير الإدارة العامة لسلاح تدريب كلاب الحراسة والأمن سابقا، إن الكلب الكنعان كان أول ظهور له في المملكة العربية السعودية قبل نحو 5 آلاف عام، وموجود في مصر منذ أيام الأسرة الأولى، والكلاب تتنقل بين الدول.


وأضاف في تصريح خاص "بوابة أخبار اليوم"، أن الكيان الصهيوني، عمل على الحصول على هذه الكلاب، وقام بتثبيت شكلها وأطلق عليها كنعان وسجلها باسمه.


وتابع أن كل الكلاب السلوقي في العالم أصلها مصري، ونتج منها أنواع مختلفة، وتواجدت في العديد من الدول الأوروبية، موضحا أن الآثار الموجودة لهذه الكلاب حاليا في شمال السودان.


وأكد اللواء مدحت الحريشي نائب مدير الإدارة العامة لسلاح تدريب كلاب الحراسة والأمن سابقا، أن الكلب البلدي المصري، هو الباسنجي معروف منذ 3 آلاف عام، ويدل على ذلك الكلب المنقوش على حجر جيري بالطابق الثاني بالمتحف المصري، ويتميز بأنه نظيف اللسان ولا ينبح.


وأردف أن هذا الكلب يتميز بالذكاء والقدرة على تحمل الجوع والعطش وهادئ وودود وله قدرة عالية على التكيف، وقدرة عظيمة على التعلم والجمع بين المهارات المختلفة ،وحارس ممتاز ويدافع عن مالكه.


ومن جانبه، كشف سامح سعد مدير نادي الراعي المصري للكلب الأرمنت بالجمعية المصرية للحفاظ على سلالات الكلاب، تفاصيل محاولة فرنسا تسجيل الكلب الأرمنت باسمها في الإتحاد الدولي للكلاب.
وقال في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم، إن باريس تزعم قدوم الكلب الأرمنت إلى مصر مع الحملة الفرنسية أواخر القرن الثامن عشر، حيث كان حينها يستخدم في حماية معسكرات الحملة بصعيد مصر.


ولفت إلى أن الكب الأرمنت، مصري أصيل منشأه في مركز أرمنت بمحافظة الأقصر، وكان يستخدم في مطاردة اللصوص بالحدائق والمزارع والحقول، مضيفا أنه يطلق عليه سبع الليل، نظرًا لنشاطه الليلي المكثف مقارنة بفترات النهار.


وأوضح أن الكلب الأرمنت شكله شبه مربع ومتوسط الحجم، ويبلغ الذكر منه عندما يتم 18 شهرًا، ويتميز بعيون صغيرة غائرة إلى الداخل نسبيًا، وكثيف الشعر، ويتميز بأنه كلب دفاعي وليس هجومي،وهو كلب متعدد الألوان، ذو مناعة قوية، ومحب للأطفال ولجميع أفراد العائلة.


وأكد أنه لا يوجد كلب مسجل باسم مصر في الاتحاد الدولي، حيث إن التسجيل يتيح للدولة التي باسمها الكلب التغيير في مواصفاته وجيناته، وإنتاجه، كما يتم تصديره إلى الخارج بأسعار مرتفعة، لأنه يشارك في المسابقات.


واستطرد سامح سعد مدير نادي الراعي المصري للكلب المصري، أن الكلب الأرمنت كان على وشك الانقراض في الفترة الماضية لولا أن الدولة عملت على إعادة الإنتاج مجددًا، وهناك محاولة لتسجيله باسم مصر في الاتحاد الدولي.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي