نقطة فوق حرف ساخن

قـواعد الإنسانيــة

عمرو الخياط
عمرو الخياط

هناك فى مدينة السلام.. لبى شباب العالم من مختلف الدول نداء مصر.. ليلتفوا حول رئيسها على مدار أيام منتدى شباب العالم.. ليعودوا إلى بلادهم بعد أيام قضوها عايشوا فيها إنسانية الدولة والرئيس ليكونوا رُسلا لمصر قاعدة التلاقى الإنسانى فى العالم.

لتداعيات فيروس كورونا.. لم ينعقد المنتدى فى ميعاده السنوى الذى أصبح قبلة شباب العالم.. ليعود فى النسخة الرابعة متحدياً الفيروس الذى أعجز العالم والعلماء.. فى أجواء مبهرة ساحرة.. حضر فيها من حضر.. وشارك عن بعد من لم يستطع لأسباب فرضتها دولهم عليهم بسبب الفيروس اللعين.. وهم الذين اتجهت أبصارهم إلى مصر مبهورين بما حدث على أرضها مقابل ما هم فيه من إجراءات تعوق حياتهم.. وتبعدهم عن التكامل الاجتماعى والإنسانى.

- لم يكن المنتدى الذى انعقد لمدة أربعة أيام مجرد اجتماع وإنما كان تحقيقاً للهدف الأسمى للمنتدى وهو تمكين الشباب والاطلاع على ثقافات مختلفة من كافة الدول من خلال اتصال شخصى مباشر وهو من المؤكد حتماً أن تأثيراته ستكون راسخة فى نفوس العائدين إلى بلادهم عقب انتهاء المؤتمر ليحملوا نداء مصر إلى المستقبل وإلى الشباب الذى سيتولى هو المسئولية ويسلمها لمن بعده.. فإن مصر بقائدها ورئيسها ليس لديها ما تخشاه لتنكفئ على ذاتها.. دائما هى صاحبة تجربة عظيمة فى البناء والنهضة شهدت عليها السنوات الماضية لتصبح مصر فى المنتدى صاحبة القرار الأهم فى العالم.. وهو ممارسة السياسة الإنسانية تحت ضياء شمس مدينة السلام بحضور رئيسها وسط شباب العالم بعيداً عن الغرف المغلقة والمؤتمرات الموجهة.

المنتدى أصبح مؤسسة موضوعة على الأجندة الدولية والمشاركون فيه من مختلف الدول هم سفراء هذه المؤسسة طاقتهم متفجرة فى قاعاته وإبداعاتهم مبهرة على مسارحه.. ومهاراتهم ساطعة فى أركانه.. شاهدها العالم ناهيك عن اللقاءات الودودة التى جمعت شباب العالم الحاضر بالشباب المصرى.. وهو حتماً كانت هناك مشاعر سيطرت على بعضهم وهم ينظرون إلى الشباب المصرى الذى يمتلك وطناً آمناً مطمئناً، الاختلاف بداخله ولكن لا يمكن الاختلاف عليه.. وطناً يحتضن كافة التيارات والأفكار والعقائد.. تشكل نسيج هوية الإنسان المصرى لتتشكل بداخل وجدان شباب العالم عدد من الرسائل الهامة وهى:
- مصر بلد آمن ومستقر
- مصر لديها شعب يدرك قيمة وطنه
- مصر تمتلك ذخيرة من الشباب قادرة على قيادة المستقبل
- مصر دولة قوية لديها إرادة صلبة من التشييد والبناء
- مصر لديها رئيس قوى وزعيم ينظر للمستقبل ويقدم الشباب له
- مصر التنمية فيها مستمرة بالرغم من فيروس كورونا.

في ختام المنتدى جاءت توصياته من أجل الشباب ودعمهم وتلاقيهم بدءاً من الدعوة لإنشاء مجلس أعلى للمشروعات فى إفريقيا يضم رواد الأعمال من الشباب والدعوة لقمة عالمية لمؤسسات التمويل الدولى والدول المانحة لبحث أفضل السبل والآليات لمساعدة المجتمعات الفقيرة والأكثر فقراً.

التوصيات أيضاً حملت توصية هامة وهى إطلاق استراتيجية تستهدف تعزيز التضامن الإنسانى والاجتماعى وخلق فرص أكبر ومجال أوسع لدعم السلم والأمن الدوليين.. لقد جاءت التوصيات لتؤكد أن اللقاءات لم تكن مجرد نقاشات شفوية من أجل الاستعراض.. بل جاءت لتقول إن مصر قادرة على توجيه شباب العالم من خلال أكاديمية الشباب التى تضم شباب العالم توعيهم وتحصنهم بالأمن القومى حماية لهم من الوعى الزائف والمفاهيم الخاطئة.

إنتهى المؤتمر بجلساته ونقاشاته وأحاديثه وتبقى تحية إلى من قاموا وفكروا ونفذوا.. هؤلاء من الشباب المصرى الذين شدوا رحالهم إلى مدينة السلام فارضين على أنفسهم الضمير المهنى بالمساهمة فى إثراء الإنسانية بهذا المنتدى.. ليعبروا بجهدهم وتنظيمهم وثباتهم وصبرهم على قيمة الوطن الذى نعيش فيه وليعيدوا بما قدموه ونظموه فى المنتدى ترميم السلام الاجتماعى العالمى الذى تأثر بما تأثر به فى السنوات الماضية من أفكار غير صحيحة شوهت بداخلهم مفاهيم السلام والإنسانية.. فجاء ما قدموه هؤلاء النخبة من الشباب ليقدموا الدعوة الأهم لضيوف مصر لإعادة اكتشاف الإنسانية على أرض السلام ليضعوا دستوراً بأن الإرادة الإنسانية تعلو على كل إرادة سياسية.