فيديو| هل تتوسع الأرض أم تتقلص

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يخضع كوكبنا الأزرق بشكل مستمر لتغيرات كبيرة جدا، منذ تشكله إلى يومنا هذا، وعلى الرغم من أن الإنسان لا يلحظها بشكل مباشر، بسبب عمره القصير جدا مقارنة بعمر الأرض، إلا أنه من الممكن تقديرها علميا.

ويستقبل كوكبنا الأزرق، كباقي كواكب المجموعة الشمسية، بشكل مستمر، الكثير من المواد الجديدة القادمة من النظام الشمسي، مثل الغبار المتطاير في الفضاء أو الحجارة والنيازك الصغيرة والكبيرة وغيرها، لكن الكوكب يفقد الغازات التي تتسرب من غلافه الجوي بشكل منتظم باتجاه الفضاء، لذلك يمكن القول بأن كوكبنا يفقد المادة باستمرار وكذلك يحصل على مواد جديدة، فهل تتوسع الأرض أم تتقلص؟

اقرأ أيضاً:عودة المريخ في عام 2022 

نشرت مجلة "Live Science" العلمية تقريرا أجابت من خلاله على هذا السؤال الشائك الذي شغل الكثير من العلماء على مدى عقود، حيث من شأن هذه المعلومات أن تقدم بيانات عن مستقبل الأرض ومستقبل البشرية أيضا.

يسبب تسرب الغازات المستمر من كوكبنا باتجاه الفضاء تقلص حجم الأرض، وتحديدا تقلص حجم الغلاف الجوي، حيث ينكمش الغلاف الجوي باستمرار ويتقلص، ووفقا لما ذكره عالم الأبحاث البارز الذي يدرس تسرب الغازات من الغلاف الجوي في مركز أبحاث "لانغلي" التابع لناسا في فيرجينيا، العالم غيوم جرونوف، فإن الأرض من هذه الناحية "لا تتقلص كثيرا".

ومن جهة أخرى، تتشكل الكواكب عن طريق التراكم المستمر، أي عند اصطدم الغبار الفضائي بأنواعه المختلفة بالأرض الأمر الذي يسبب تزايد حجم الأرض بشكل متزايد وأكبر. وقال جرونوف إنه بعد تشكل الأرض قبل حوالي 4.5 مليار سنة، استقبلت الأرض كمية صغيرة من التراكم على شكل نيازك وكويكبات أضافت إلى كتلة الأرض.

ولكن بمجرد أن يتشكل الكوكب، تبدأ عملية أخرى معاكسة، وهي "الهروب من الغلاف الجوي"، بحسب جرونوف، وهي عملية مشابهة للتبخر، ولكن على نطاق مختلف، وبحسب العالم، تمتص ذرات الأكسجين والهيدروجين والهيليوم طاقة كافية من الشمس تساعدها على الهروب من الغلاف الجوي.

"بالطبع، لا يزال البحث مستمرا للإجابة عن هذا السؤال، لأنه من الصعب قياس كتلة الأرض في الوقت الحالي.. لا نعلم وزن الأرض بالدقة المطلوبة لمعرفة ما إذا كانت الأرض تفقد أو تكتسب (الحجم)".


لكن من خلال مراقبة معدل النيازك المتساقطة، يقدر العلماء أن حوالي 16500 طن (15000 طن متري)، أي حوالي واحد ونصف من أبراج إيفل، تسقط على الكوكب كل عام، الأمر الذي يزيد من كتلته، على حد قول جرونوف لمجلة "Live Science".


وفي الوقت نفسه، باستخدام بيانات الأقمار الصناعية، قدر العلماء معدل تسرب الغلاف الجوي، وقال جرونوف "إنه شيء مثل 82700 طن (75 ألف طن متري) أي بحجم 7.5 من برج إيفل".

"هذا يعني أن الأرض تخسر حوالي 66100 طن (60.000 طن متري) سنويا، وعلى الرغم من أن هذه الكمية تبدو كبيرة جدا، لكنها في سياق الكوكب بأكمله، إنها صغيرة جدا جدا جدا".


وقدر العلماء الكميات المتسربة من الغلاف الجوي والتي تم تحديدها على مدار المائة عام الماضية، وحسب جرونوف تفقد الأرض سنويا حوالي 60 ألف طن من الغلاف الجوي، أي أن الأرض ستفقد غلافها الجوي بعد حوالي 5 مليارات سنة، إذا لم يكن لدى الكوكب طريقة لتجديده.


ومع ذلك ومن جهة أخرى، فإن المحيط والعمليات الأخرى، مثل الانفجارات البركانية، تساعد في تجديد الغلاف الجوي للأرض. لذلك، سوف يستغرق الأمر لخسارة كامل الغلاف الجوي للأرض أكثر من المدة السابقة بحوالي 3000 مرة، أي حوالي 15.4 تريليون سنة لتفقد الأرض غلافها الجوي، وهو زمن "يزيد عن عمر الكون بمئة مرة"، بحسب العالم.

"لكن قبل حدوث ذلك بوقت طويل، من المحتمل أن تكون الأرض غير صالحة للسكن على أي حال بسبب تطور الشمس، والتي من المتوقع أن تتحول إلى عملاق أحمر بعد حوالي 5 مليارات سنة، لذا فإن الهروب من الغلاف الجوي ليس هو المشكلة على المدى الطويل للغاية".

واعتبر العالم أن على البشرية أن تحيي الأرض لأنها "فاعل خير" حيث تقدم الغازات المتسربة إلى الفضاء بلطف شديد لا نشعر به، وتخسر من حجمها بطريقة لا تجعلنا نشعر بالقلق أو الخطر على البشرية.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي