فرفش كده | سرسبة السنين

شجرة الكريسماس والهدايا
شجرة الكريسماس والهدايا

لم أشعر أن سنوات العمر تتسرب وتنسل كأن لصا ما يسرقها إلا عندما فاجأنى شاب جامعى «شحط» طول بعرض يسير بجوار فتاة صهباء جميلة فى النادى ويستأذن منى قائلا «عمو ممكن كرسى بعد إذنك.. قلت له مصدوما.. «عمو مين ده أنت اللى عمو».. اتفضل الكرسى يا فلانتينو».. اى نعم تخرجت فى الجامعة منذ ١٧ عاما لكن هل وصلت لمرحلة «ياعمو» من شحط عشرينى !! واكثر شئ يثير الحنق هم هؤلاء الأطفال الذين يظهرون فى الأفلام والمسلسلات ثم تخرج علينا أخبارهم فجأة وهم يحتفلون بزواجهم أو طلاقهم فى محاكم الأسرة لا أدرى هل السبب هى هرمونات الفراخ ؟ ام عجلة الزمن السريعة؟!

إقرأ أيضاً | فرفش كده | سانتا يا سانتا اصحى يا سانتا!

وما يثير غيظى أكثر وأكثر هو موعد تجديد رخصة السيارة كل ثلاث سنوات فلا أكاد التفت حولى حتى تجد أن الرخصة قد انتهت ولايحلو لأمين الشرطة أن يستوقفك الا عندما تكون الرخصة منتهية بعدة ساعات فقط ليسحبها ويمنحك مخالفة وكأنه شيخ مكشوف عنه الحجاب.
أما علامة التعجب الكبيرة التى تخرج لتقف فوق راسى فهى التى تظهر وأنا أسير بجوار مدرستى الثانوية.. اسئل نفسى..هو أزاى السنين بتجرى كده..أنا كبرت أمتى؟

الحقيقة عرفت انى كبرت لما اصبحت اهتم بعروض كارفور اكثر من عروض السينما والافلام على «ام بى سى تو» وكبرت لما اشتراك باص المدرسة بقى اهم من اشتراك باقة مباريات ابطال اوروبا والدورى الانجليزى ولما مذاكرة الساينس والماث مع مقصوف الرقبة وتنفيذ نشاط كوبرى السحالى وتكيف البطريق لسنة رابعة ابتدائى اهم من اى نشاط مع الصحاب على الكافيه.
أما القاضية ممكن كانت لما شوفت «سندريلا» الجامعة وهى تسير برفقة أطفالها الثلاثة ولم اتعرف عليها لأنها تحولت لكائن آخر بفعل سحر آلة الزمن العجيبة.

هكذا تمر السنوات تتسرسب دون أن نشعر أو نعرف لماذا نكبر سريعا هكذا ولماذ يمر الأسبوع كأنه ساعة ويمر الشهر كأنه يوم..أمى تقول إنها من علامات الساعة لكن الحقيقة أيضا انها من علامات تحمل المسئوليات والتفكير فى مشاغل الحياة.

والآن فقط فهمت كلمات عمنا الكبير الشاعر سيد ححاب وهو يترجى السنوات بصوت محمد الحلو فى تتر مسلسل « ليالى الحلمية» قائلا لها:
متسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا.. ولا تنتهيش ده إحنا يادوب ابتدينا.
واللى له أول بكرة ح يبانله آخر.. وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا.