مصر تبهر العالم مجددا

إشادة دولية من وسائل الإعلام العالمية بافتتاح طريق الكباش بالأقصر| صور

احتفالية مهيبة وسط إشادة دولية من وسائل الإعلام العالمية
احتفالية مهيبة وسط إشادة دولية من وسائل الإعلام العالمية

يقدمها: هانى عادل ــ نورا ضياء

انظار العالم اتجهت الى مصر مرة اخرى وتوقفت عقارب الزمن مع الافتتاح المهيب لطريق الكباش بالأقصر حيث ابهرت الاحتفالية العالم بالجمال والمقومات السياحية والأثرية التى تتمتع بها مدينة الأقصر كما أنها القت الضوء على الحضارة المصرية العريقة.


وشهدت مدينة الأقصر حدثا فريداً من نوعه وهو إعادة افتتاح طريق الكباش الاثرى وذلك يوم الخميس ٢٥ نوفمبر الماضى حيث شرف الافتتاح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والسيدة قرينته والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والأثار ولفيف من كبار رجال الدولة وعدد من اعضاء مجلسى النواب والشيوخ وكذلك محافظو الأقصر..

 

السابقون حيث قام أكثر من ٢٠٠ من مراسلى وسائل الإعلام العالمية بتغطية الاحتفال وذلك بحضور وفود يمثلون ٣٥ دولة حيث استقبل مطار الأقصر الدولى على مدار يومين الضيوف المشتركين فى الاحتفالية من مختلف دول العالم للمشاركة فى هذا الحدث الفريد من نوعه حيث نقلت مصر للطيران الضيوف على متن ١٢ رحلة حيث تم توفير كل التسهيلات اللازمة لاستقبال الوفود مع الالتزام بكل الاجراءات والتدابير الاحترازية فى مظهر حضارى مشرف

 


أقيم الاحتفال بمدينة الأقصر والتى كانت عاصمة مصر قديماً وكانت تسمى طيبة وكان احتفالاً فنيا اسطورياً مليئاً بالابهار يعكس حضارة مصر العظيمة.

 


وقبل الاحتفال استمع الرئيس الى شرح من الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والاثار تناول تفاصيل الاحتفالية وعيد ( الاوبت ) وأهميته عند قدماء المصريين والاجراءات المتبعة فى الاحتفال .. وأوضح دكتور خالد العنانى أن الأقصر بمثابة أكبر متحف مفتوح فى العالم حيث إن فناء متحف الأقصر ٢٠٠٠ متر مربع منذ القرن الـ١٤ قبل الميلاد حيث تعتبر الأقصر شاهداً على جزء مهم وحيوى من تاريخ مصر العظيمة وفناء معبد الأقصر كان يقام فيه الاحتفالات ومن ضمنها عيد الاوبت

 


وتضمن الحفل كلمة لوزير السياحة والاثار دكتور خالد العنانى وكذلك عدداً من الفقرات الغنائية، بجانب عرض غنائى مستوحى من عيد الأوبت
أما عن طريق الكباش هو طريق يبلغ طوله2.7 ميل وعرضه حوالى 250 قدمًا،ويزيد عمره على 3500 عام ، ويربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر، وقد تم اكتشافه فى مدينة طيبة القديمة، حيث تصطف تماثيل أبو الهول والتماثيل برأس الكبش على الجانبين.

 


وقد بدأ بناء طريق الكباش خلال عصر الدولة الحديثة واكتمل فى عهد حاكم الأسرة الثلاثين نختنبو الأول (380-362 قبل الميلاد)، ولكن على مر القرون تم دفن الطريق تحت طبقات من الرمال.


ويبلغ طول طريق الكباش ألفين وسبعمائة متر وقام الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الفرعونية الـثلاثين، بتشييد الطريق بصورته النهائية، حيث وضع تماثيل أبى الهول برؤوس الكباش مع نقش تذكاري، مذكوراً فيه «لقد أنشأت طريقا جميلا لأبى أمون رع محاطاً بالأسوار ومزينا بالزهور ليبحر فيه إلى معبد الأقصر،

 


يتكون طريق الكباش من رصيف حجرى فى المنتصف بطول الطريق ويصطف على جانبيه قرابة 1300 تمثال تتخذ أشكال كبش كامل ورأس كبش على جسم أسد ورأس إنسان على جسم أسد. يربط طريق الكباش بين أهم المعالم الأثرية فى الأقصر ونحتت تماثيله من الحجر الرملى ويمتد الطريق من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر بطول 2700 متر.

 


ويعرف طريق الكباش بأنه طريق مواكب الآلهة ويعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة المصرية القديمة فى عهد الملكة حتشبسوت للاحتفال بعيد الإبت
وايضا كان يعتبر طريق الكباش طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكان يتم إحياء أعياد مختلفة بداخله، منها عيد «الأوبت»، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه. وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم، كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر، العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.


قبل أن يندثر الطريق تحت الأرض بمرور القرون وتعاقب الأزمنة.


أما التماثيل الأصلية البالغ عددها 1057 فى الطريق، وهى مقسمة إلى ثلاثة ‏أشكال:


الشكل الأول جسم أسد برأس كبش أقيم على مساحة 1000 قدم تقريبًا بين معبد الكرنك ‏ومنطقة موت فى عهد حاكم المملكة الحديثة توت عنخ آمون.


الشكل الثانى هو تمثال كبش كامل، بنى فى منطقة نائية فى عهد الأسرة الثامنة عشرة ‏أمنحتب الثالث قبل نقله لاحقًا إلى مجمع الكرنك.‏


الشكل الثالث، الذى يضم أكبر جزء من التماثيل هو تمثال لأبى الهول (جسد أسد ‏ورأس إنسان)، وتمتد التماثيل على مسافة ميل إلى معبد الأقصر.


وفى الثامن عشر من مارس من عام 1949 تم الكشف عن أول تمثال للكباش بواسطة أثرى مصري، وبعده، ولمدة أكثر من سبعين عاما، استمرت رحلة البحث عن طريق الكباش. وما زال العمل الأثرى مستمراً، حيث تم حتى الآن الكشف عن 250 تمثالا برأس كبش و807 تماثيل برأس إنسان، وترجع للقرن الثامن عشر قبل الميلاد، وبعضها يرجع للقرن الرابع عشر قبل الميلاد.

وعلى الرغم من الاحتفال بإحياء طريق الكباش، فما تم العثور عليه حتى الآن لم يتعد ثلث تماثيل الكباش، ومازال العمل الأثرى مستمرا».


أما بالنسبة للاحتفال القديم وهو عيد الأوبت فيرجع لأكثر من 3000 عام، وفيه ينتقل الإله آمون من معبد الكرنك لمعبد الأقصر، ولذا يسمى طريق الآلهة. بدأ فى القرن 18 قبل الميلاد وتبدأ الاحتفالية التاريخية بوجود رافعات تحمل تمثال الإله آمون.


وكان هناك طريقان للاحتفال بعيد الأوبت أحدهما عن طريق البر والآخر عبر نهر النيل، وكان الاحتفال الرئيسى عن طريق النهر. ونظرا لانخفاض منسوب نهر النيل فى بعض السنوات تسير فيها المواكب الكبرى عبر طريق الكباش البري».


وقد أشادت وسائل الاعلام العالمية بهذا الافتتاح الاسطورى واثنت عليه وعلى المجهود المبذول فى تطوير طريق الكباش ولم يقتصر الأمر على تطوير طريق الكباش فقط بل استلزم الأمر تطوير كل المناطق المحيطة.


حيث تم تطوير طريق المطار و تم تنفيذ ميدان أمام بوابة المطار لتنظيم الحركة المرورية وإضافة الزراعات التجميلية بها ، وتطوير الجدارية الموجودة أمام بوابة المطار التى تتماشى مع الهوية البصرية لمدينة الأقصر وانشاء ميدان لتنظيم الحركة المرورية أمام النافورة وانشاء جدارية جديدة من الحجر أمام ميدان النافورة مع مراعاة الهوية البصرية لمدينة الأقصر ، وتجديد وتطوير جميع الحدائق عَلِى يمين ويسار طريق المطار وما بين كوبرى المطار وكوبرى الكباش وصولاً لميدان الكتاب وتطوير ورفع كفاءة طريق المطار بعمل الزراعات وتزويده بالاشجار والورود ، تطوير وفتح عدد من الطرق فى محيط طريق الكباش وتركيب بردورات بطريق الكورنيش والكباش ومدخل معبد الكرنك .


كما تم تنفيذ العديد من الأعمال بالمحافظة خلال الفترة الماضية لمواقع العمل فى هذا المشروع القومى المهم بداية من منطقة مخرج طريق المطار وحتى المناطق المحيطة بمعبدى الكرنك والأقصر ، والجداريات المواجهة لبوابات المطار وتطوير الميادين الرئيسية وميدان النافورة الموجود فى محيط الطريق وكذا تطوير المحيط الحيوى لطريق الكباش وإزالة أى إشغالات أو تعديات منه والقيام بأعمال التجديد والتجميل والتشجير للطريق وتوحيد طلاء واجهات المنازل بطول طريق الكباش وألوان أعمدة الإنارة ، كما تم التنسيق مع وزارة السياحة والآثار لتنفيذ الأعمال المطلوبة من الوزارة داخل الساحة الخارجية لمعبد الكرنك مثل تصميم وتنفيذ بوابة دخول جديدة للمعبد وأعمال البرجولات الخشبية أمام البازارات الموجودة داخل ساحة المعبد ، كما تم التنسيق أيضاً فيما يخص أعمال الهوية البصرية فى جميع الأعمال الخاصة بطلاء المنازل والواجهات والميادين والتنسيق فيما يخص الألوان.


بما يؤدى إلى استعادة المحافظة لوجهها الحضارى والجمالى استعداداً لذلك الحدث العالمى وتحقيق النسق الحضارى لمبانى المدينة ورفع كفاءتها وتطويرها ، و المدينة الآن فى أبهى صورة لها .


ومن جانبه أكد المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، أن المحافظة كانت حريصة على أن تكون جاهزة لاستقبال ضيوف مصر المشاركين فى الاحتفال العالمى والتاريخى الخاص بطريق الكباش والذى يقام تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية ، مشيراً إلى إن تلك الاحتفالية ستضع مدينة الأقصر على أعتاب عصر جديد من الترويج السياحى بالصورة اللائقة بمصر والمدينة التى تمتلك العديد من المقومات التى تؤهلها لهذه المكانة المهمة حيث إنها تحتوى على ثلث آثار العالم بعد أن أصبحت متحفاً مفتوحاً أمام جميع الزائرين لها .


وأوضح المستشار مصطفى ألهم أن المحافظة شهدت إقامة عدد كبير من المشروعات الخاصة بتطوير البنية السياحية كالهوية البصرية وتطوير الكورنيش ورفع كفاءة وتطوير المبانى والمنشآت والميادين وأعمال التشجير والتجميل والإنارة لطريق الكباش فى إطار الفاعلية الترويجية الكبرى لمحافظة الأقصر، واحتفالية الكشف عن «طريق الكباش» حيث تم تنفيذ الخطة التى تم وضعها من جميع الجهات المعنية بالدولة لمشروع طريق الكباش ضمن رؤية فنية تستهدف إضفاء هوية موحدة لمدينة الأقصر بكاملها، باعتبارها مدينة سياحية مع تنفيذ أعمال الإنارة على جانبى الطريق بما يتيح الزيارة ليلاً، إلى جانب استكمال أعمال الرصف حتى نهاية طريق الكباش، على النحو الذى يحقق المظهر الحضارى المميز لهذا الموقع الأثري.


وأضاف محافظ الأقصر أنه تم الانتهاء من أعمال تجميل كل الميادين وكورنيش النيل تماشياً مع الحدث العالمى لافتتاح طريق الكباش وتم تركيب أكبر جدارية تحمل شعار الحفل بمنطقة كورنيش النيل المواجهة لمعبد الأقصر.


و أوضح محافظ الأقصر، أن الأقصر أصبحت فى أبهى صورها وبما يسهم فى تعزيز مكانة الأقصر كأحد أهم المدن الأثرية على مستوى العالم.


كما قام الدكتور خالد العنانى بتقديم التهنئة والشكر للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى وكذلك للمجلس الأعلى للآثار وكافة العاملين بهما لما قاموا به من جهد كبير وعمل مشترك فى فعالية «الأقصر .. طريق الكباش» والتى شهدها العالم يوم الخميس الموافق ٢٥ من نوفمبر الماضي، مشيراً إلى أن هذا الحدث وأيضاً حدث موكب نقل المومياوات الملكية يعتبران تجسيدًا على أرض الواقع للدمج بين السياحة والآثار حيث لا يمكن تصنيف أى من الحدثين هو حدث سياحى أم حدث أثري.


وقد أوضح عمرو القاضى رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحى أن الهدف من طريق الكباش هو إعادة الأقصر لخريطة السياحة العالمية من جديد، لأن الأقصر تتميز بالعديد من المعالم السياحية وان مصر محط انظار العالم لما تحتويه من آثار وأن العديد من وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام، تواصلوا معنا لتغطية حفل افتتاح الكباش.


وقد ناشد عمرو القاضى المصريين بالذهاب للأقصر لقضاء وقت ممتع، والاستمتاع بالمعالم السياحية.

إقرأ أيضاً|خطة للاستعداد للموسم السياحي الشتوي بالأقصر