فيديو| مصريون من أصول أجنبية يكشفون سر بقائهم في مصر

مدينة الاسكندرية
مدينة الاسكندرية

«أرمن وشوام وطليان وغيرهم».. جميعهم جنسيات عاشوا في مصر لسنوات عديدة، قادمين من بلدهم عقب تدهور احوالهم نتيجة للحروب والفقر والطائفة التي شهدتها عددمن الدول في بعض العصور، وكانت مصر دائما مصدر للأمان والاستقرار حيث وجدوا بها مصدر للرزق والعمل والتعايش مع المصريين بروح المحبة والتعايش مع جميع الجنسيات في العديد من بلدان العالم. 

وكان لعروس البحر الأبيض المتوسط مدينة الاسكندرية النصيب الأكبر من توافد العديد من الجنسيات للعيش بها، ووصل عدد الجنسيات في حكم محمد علي باشا إلى اكثر من 25 جنسية بثقافات ولغات مختلفة، حتى أصبحوا نسيجا واحد مع شعب الإسكندرية لسنوات عديدة واصبح من الصعب ان يفرق احد بينهم من حيث حنسيته وثقافته لاندماج الثقافة والطباع بينهم.

البداية كانت في القرن الـ 19حيث بدء توافد المئات من جنسيات العالم للبحث عن لقمة العيش في مصر  نظرا للحروب التي خضها بلدهم في ذلك الوقت  والأوضاع الاقتصاد المتدهور في بلدهم، وكانت مصر وقتها تتميز بوضعها الاقتصادي والأمن والأمان.

 ورغم تحسن أوضاع  بعض بلدان العالم إلا أن  ظلوا بعضهم متمسكين ببقاء والعيش على ارض مصر، وحرصت «بوابة أخبار اليوم» على لقاء عدد من المصريين من أصول أجنبية  للكشف عن سر بقائهم في مصر.

والتقت " بوابة اخبار اليوم " مع بعض الشخصيات المصرية من الاحفاد ذو اصول اجنبية  للكشف عن سر بقائهم والعيش في مصر حتى الان، وما يميز تلك البلد عن بلاد اجددهم التي عاشوا بها لسنوات عديدة، وفي البداية أكد إدوارد مانوكيان، رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية الأرمينية، هو مصري من أصول أرمينية ومقيم في الإسكندرية  أن بداية تواجد الأرمن في مصر منذ ما يقارب من ٢٠٠ عاما٬ وبدء توافدهم إلى مصر عقب اندلاع مذابح تركيا ضد الأرمن، والتي راح ضحيتها الآلاف٬ من الأرمن.

 وأضاف «مانوكيان» أن وقتها كانت تتمتع مصر بوضع اقتصادي جيد وثاني دولة في العالم بعد بريطانيا، من حيث التقدم والعلم والتطور السياسي والمجتمعي وكان هذا سبب  لتوافد المواطنين الأرمن للإقامة في مصر.

وقال فادى كريته مهندس كيمائي مصري مقيم في الإسكندرية من أصول لبنانية، إن عائلته جاءت إلى مصر عام ١٨٦٠ وقت اندلاع المذابح الأهلية في لبنان والتي سميت بـ«مذابح الدروز».

و أضاف: الاستقرار الاقتصادي الذي كانت تشهده مصر خلال فترة تولى محمد على باشا الحكم، دفع العديد من التجار "الموارنة" من لبنان لكي يستوطنوا في العديد من المحافظات في مصر مثل السويس والإسكندرية ودمياط وبورسعيد.

 بينما أكد مجدي صباغ مهندس معماري مصري من أصول شامية، أنه أبناء بلده جاءوا إلي مصر عقب الأحداث التي تعرض لها المسيحيين في سوريا في عهد الإمبراطورية العثمانية.

واستكمل «صباغ» أن الإسكندرية كان يعيش بها العديد من الجنسيات والثقافات المختلفة وكان اللغة العامة وقتها اللغة الفرنسية بجانب اللغة العربية، موكدًا أن رغم تعدد الثقافات والجنسيات إلا أن الجميع عاشوا في سلام ومحبة واحترام للجميع وعدم شعور احد بالغربة رغم أنهم مقيم خارج بلاده.

وأشار ناديم قنواني، مقيم في الإسكندرية من أصول ايطالية انجليزية أن بداية دخول الايطاليين مصر عندما استعان محمد على باشا بعدد من الخبراء والمهندسين الطليان لإعادة تصميم بعض مباني مدينة الإسكندرية ، وكان من أشهرهم  المهندس فرانسسكو منشيني والذي صمم ميدان المنشية لذلك نسب باسمه.

مهن الأجانب في مصر

قال إدوارد مانوكيان، إن المواطنين الأرمن تميزوا في العديد من المهن خلال إقامتهم في مصر، وكان من أهمها الحرف اليدوية والصاغة  وتصنيع الساعات والعمل كمصورين فوتوغرافيا وأعمال الطباعة، وساهموا الأرمن  بدور كبير في تعليم المصريين تلك الأعمال كما أسسوا العديد من الأندية والمدارس والمستشفيات.

وتابع أن كان للأرمن دورا كبيرا في العمل السياسي في مصر حيث كان أول رئيس وزراء لمصر في عهد العائلة الملكية من أصول أرمينية وهو نوبار باشا والذي اثر على العمل السياسي بصورة كبيرة.

وفى نفس السياق أكد  مجدي صباغ أن عقب دخول الشوام مصر عملوا في العديد من المجالات منها  التجارة، حيث تميزوا في تجفيف البصل وتصديره إلى الخارج.

وتابع انه هناك العديد من  الشخصيات التي كان لها تأثير كبير في المجتمع المصري خاصا في مجال الفن  وكان أشهرهم المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين وهو من  طائفة الروم الكاثوليك من أصول شامية، وأيضا الفنان العالمي عمر الشريف.

وفى  مجال العمارة أشار صباغ أن للشوام دور كبير في العمال المعمارية في مصر وكان أشهرهم المهندس أنطوان سليم نحاس الذي صمم العديد من المباني المعمارية في مصر ، وأيضا  في مجال الصحافة والإعلام حيث أسس سليم وبشارة تقلا مؤسسة الأهرام.  

وبالنسبة للجاليات الإيطالية، أكد قنواني أن أبناء دولته أول من أسسوا بنك في الإسكندرية وكان وقتها يحمل اسم البنك العثماني ، وبناء  أكثر من ٢٦٠ مسجد في مصر وأشهرهم مسجد “ مرسى أبو العباس “ والقائد إبراهيم في الإسكندرية.

وأيضا تميز اللبنانيين خلال إقامتهم في مصر في العديد من المهن حيث أكد فادى كريته أن أول من بنوء المدارس الرهبانية في مصر كان على يد الأرمن والتي شهدت نجاحا كبيرا حتى يوما هذا. 

ما يميز مصر عن غيرها 

أكد مجدي صباغ أن مصر تتميز عن باقي البلدان الاخري بالاستقرار والامان خاصة خلال السنوات العشرة الاخيرة وما شهدتها بعض البلاد من اضطرابات وصراعات، موكدا ان شعبها محب لحميع الشعوب، ويتعامل مع الجميع بلطف ومحبة، وانه برغم انه من اصول سورية إلا أنه مصري وولد وعاش في مصر طوال حياته . 

وقال  إدوارد مانوكيان ان هناك اكثر من 22 جنسية عاشوا بالاسكندرية وهذا يدل علي مدى الاستقرار والامان التي كانت عليه مصر ومازالت حتى الان، وانا برغم اننى من اصول ارمنية الا انني اعيش في الاسكندرية حتى الان .