كنوز | الرسالة التى أغضبت «السادات» بشأن الشيخ الشعراوى

أنيس منصور يراجع مع الرئيس السادات واحدة من أوراقه التى تضمنها كتابه
أنيس منصور يراجع مع الرئيس السادات واحدة من أوراقه التى تضمنها كتابه

ارتبط الكاتب الكبير أنيس منصور بصداقة قوية مع الرئيس محمد أنور السادات الذى قربه منه وكان يستخدمه فى توصيل رسائل محددة لقيادات فى إسرائيل وجهات أخرى، وكان الرئيس السادات يلتقى بأنيس منصور بشكل شبه يومى، حيث كان يتجول مع الرئيس فى حديقة بيته، وتدور بينهما حوارات تمتد لساعات، كان يحضر تلك المقابلات بشكل متقطع المهندس عثمان أحمد عثمان، والمهندس سيد مرعى وكلاهما كان يرتبط بنسب ومصاهرة مع الرئيس، وقد أصدر أنيس منصور كتابا بعنوان «من أوراق السادات» نلتقط منها حكاية الخطاب الذى ضاق به الرئيس السادات، ولنترك أنيس منصور يروى بنفسه حكاية هذا الخطاب،  فيقول : 


- «دفع الرئيس السادات بخطاب ضاق به، وظل يدفعه حتى سقط على ساقى .. وقال: «اقرأ وقل لى أعمل إيه فى ابن الإيه ده» !!


أما الخطاب فهو من رئيس وزراء إسرائيل «مناحم بيجين»، يشكو فيه من أن الشيخ محمد متولى الشعراوى يهاجم اليهود ليلا ونهارا ومن غير مناسبة، فى الحلقتين الأخيرتين قبل إرسال خطابه !


وذهبت إلى التليفزيون أطلب مشاهدة الحلقتين الأخيرتين للشيخ محمد متولى الشعراوى، ولم أجد شيئاً مما نقلوه إلى «بيجين»، فالشيخ الشعراوى أحد الخبراء فى البلاغة القرآنية، وتفسيره البلاغى للقرآن الكريم متعة، وكذلك قدرته على تحليل المعانى الإلهية..

ويستطرد أنيس منصور قائلا: «وقد شاهدت حلقات أخرى للشيخ محمد متولى الشعراوى وتبينت ان الرجل لا يهاجم اليهودية ولا المسيحية فهو فقيه مسلم يفتش فى كنوز المعانى البديعة، وعدت للرئيس السادات أنقل إليه ما وجدت، ولكن الرئيس كان مشغولا بهذا الخطاب الذى ضايقه، ورأى أن «بيجين» قد زودها وحشر أنفه فيما لا شأن له به، وخير له أن يطلق الرصاص على هؤلاء الجهلاء الذين سمعوا الشيخ محمد متولى الشعراوى وأساءوا الترجمة تماماً، كما حدث بعد إلقاء خطابه الشهير فى الكنيست الإسرائيلى !
ويقول أنيس منصور استكمالا للمشكلة: «وفجأة تلقيت خطاباً من د. بطرس غالى وزير الدولة للشئون الخارجية وفى الخطاب نص خطبة وزير التعليم الإسرائيلى، وفى الخطبة يقول: «لن يتحقق السلام بيننا إلا إذا حذفتم بعض آيات من القرآن الكريم» !!


وكلفنى الرئيس السادات بأن أسافر إلى إسرائيل فوراً وقال لى «قل لبيجين على لسانى..

إذا لم يكف عن الادعاء بأن محمد متولى الشعراوى يهاجم اليهود وليس الصهاينة، فإنه سوف ينشر خطبة وزير التعليم الإسرائيلى على جميع القنوات فى مصر والعالم العربى على أوسع نطاق، ونوقظ الكراهية النائمة عند ملايين المسلمين» . 


أبلغ أنيس منصور الرسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلى «بيجين» ويؤكد فى الكتاب أن «بيجين» قرر أن يكف عن مهاجمة الشيخ محمد متولى الشعراوى، وأن يخرس وزير التعليم فى إسرائيل، ورفع بيجين يديه بما معناه أنه لن يفعل، وأن هذا يكفى !


ويقول أنيس منصور: «وبعدها بسنوات فوجئنا فى مصر بكتب مطبوعة فى إسرائيل لمذاهب إسلامية منحرفة، فأوفدنى الرئيس محمد حسنى مبارك لمقابلة رئيس الدولة «إسحاق نافون»، وقرأت عليه الرسالة، وذكرت له أسماء الكتب التى فوجئنا بتوزيعها فى القاهرة، ولا نعرف كيف دخلت لمصر، ولا نعرف كيف انتشرت، فأعلن الرئيس نافون أسفه، وقال إنه لا يعرف شيئًا عن هذه الكتب، وركبت سيارة واتجهت إلى الشارع الذى توجد به المطبعة التى نشرت هذه الكتب..

فلم أجد الشارع ولم أجد المطبعة فى مدينة حيفا، وتأكد لنا إذا كان أحد يهاجم دين أحد ففى إسرائيل، ولكننا لا نطبع ولا ننشر أى شيء يعادى السامية لسبب بسيط جدًّا، وهو أن أنبياءنا جميعًا ساميون: «موسى، وعيسى، ومحمد»، وكذلك أصحاب الرسالات الإصلاحية: «بوذا، وكونفوشيوس، وزرادشت»، أما أعداء السامية فهم الخواجات الأوروبيون الذين يحكمون إسرائيل، ويقتلون الساميين أبناء فلسطين.


من كتاب «من أوراق السادات»

إقرأ أيضاً|حافي القدمين وبالبيجاما.. عادات أنيس منصور في الكتابة