كنوز| معجبة تطلب خصلة من «شعر» سمو الأمير فاروق

سمو الأمير فاروق
سمو الأمير فاروق

تلقى الديوان الملكى خطابا باسم ولى العهد الأمير فاروق، ودون أسفل المظروف عبارة «خاص لسموه ويجب تسليمه يدا بيد»، إلا أن محمود شوقى باشا سكرتير الملك فؤاد الأول ورئيس الديوان فض المظروف بناء على التعليمات الصادرة له من جلالة الملك، ووجد الخطاب مرسلا من آنسة مصرية تنتمى لأسرة عريقة، تقول فيه: 


«اعذر لى جرأتى فى الكتابة إلى سموك على غير معرفة، فإن كنت سموك لا تعرفنى فأنا أعرف سموك جيدا وأتتبع بإخلاص تنقلات سموك، وأقف دائما فى الطريق الذى يشقه موكب سموك ملوحة لك بذراعى، هاتفة بحياة أميرنا المحبوب، ولا شك أن سموك لم تر يدى وهى تلوح، ولم تسمع صوتى وهو يهتف، وكل ما أطمع فيه أن أرى سمو أمير الشباب فى غدواته وروحاته فى صحة وسعادة وهناء».


وتابعت قائلة: «لقد جمعت عندى كل صور سموك التى نشرتها الصحف المصرية والأوروبية، وجمعت كذلك كل ما كتبته الصحف عن أميرنا المحبوب ولا تعجب يا صاحب السمو فإن لك فى كل قلب وفى كل روح وفى كل نفس منزلة تقدر ولا شك مقدارها فى عيون شعبك المخلص المحب الأمين».

وأوضحت صاحبة الرسالة الغرض من رسالتها قائلة : 
«وكل ما أطلبه وألح فيه  -  وإن كانت التقاليد جرت ألا تلح الرعية على الملوك والأمراء  -  كل ما أطلبه وألتمسه أن تتفضل سموكم وتمنحونى صورة جديدة لكم موقعا عليها بإمضائكم الكريم، وكذلك ألتمس لو سمحتم سموكم بخصلة من شعركم الجميل لأحفظها لدى مع العلم بأن سمو البرنس «أوف ويلس» ولى عهد المملكة البريطانية رضى مرة أن يمنح خصلة من شعره لإحدى رعاياه، فهل يكون لى حظ أكبر من زميلتى الإنجليزية بنوال الخصلة المطلوبة ؟».
واختتمت الآنسة صاحبة المشاعر الرومانسية والعبارات المهذبة الرقيقة الرسالة قائلة: 
«اسمحوا لى أن أرجوكم أن ترفعوا تحياتى القلبية إلى صاحبات السمو شقيقاتكم وألتمس أن تبلغوهن إعجابى لأنهن  -  كما بلغنى  -  رفضن أن يقصصن شعرهن نزولا على حكم الموضة وآثرن أن يحتفظن به، وفى انتظار رد سموكم.. وأرجو أن تتنازلوا وتقبلوا عظيم إجلالى».


عرض محمود شوقى باشا الرسالة على الملك فؤاد الأول الذى قرأها مرارا وتكرارا وابتسم مسرورا لهذا الطلب الغريب الخاص بخصلة الشعر، ثم قال ضاحكا: 

«لو أن الأمير فاروق جاءه عشرة أو عشرون خطابا كهذا وأجبنا الطلب لما بقيت فى رأسه شعرة واحدة !».


« آخر ساعة » - 14يوليو 1935

اقرأ أيضاً|الأمير فؤاد ينال الدرجات النهائية.. ووالده لا يصدق