في الثلاثينيات.. زعيم عصابة يوصي الرئيس الأمريكي بـ«عشيقته»

جون ديلجنر
جون ديلجنر

نشأ جون ديلجنر نشأة مضطربة وقضى الشطر الأول من حياته جائعا متشردا يجوب أنحاء شيكاغو في طلب القوت وعندما كان يطلب عملا يقيه شر الفاقة والعوز كانوا يرفضون الإصغاء له ويغلقون في وجهه الأبواب.

 

لم يجد يومئذ تلك اليد المحسنة التي تقيه من عثراته وتصلح من شأنه وتهيئ له حياة اطمئنان واستقرار فشب وفي نفسه حب الانتقام من الناس جميعا فأصغى جون إلى صوت الجريمة وجعلها تقوده إلى سفك الدماء ولما لاحقته يد العدالة في شيكاغو فر منها إلى سان فرانسيسكو والتجأ إلى صديق البؤس القديم «جون بابي فايس» ومكث في ضيافته بضعة أسابيع.

 

خلال تلك الفترة، تعرف ديلجنر على حركة الإجرام والمجرمين وقد أدهشه صديقه فايس بسطوته وغناه مما جعله يفكر في حالته الراهنة ويقارن بينها وبين ما يتمتع به الآخر من عز وسلطان فقبل الانضمام إليه كمستشار أول.

 

وبالفعل لم تمض أسابيع حتى ألقي القبض على فايس وزج به في السجن ولكن ديلنجر بذل مجهودا كبيرا حتى مكنه من الفرار وقد حفظ له فايس هذا الجميل فمنحه مبلغا كبيرا من المال وزاد نسبة ربحه من واردات العصابة غير أن البوليس أعاد الكرة على فايس واعتقله من جديد.

 

اقرأ أيضًا| غرام البشوات.. رئيس وزراء يصرخ: نفسي أشوف «منيرة المهدية» كل يوم

 

عندئذ تسلم ديلنجر رئاسة العصابة وبمهارة جعل دخلها السنوي يزيد على مليون دولار وظهرت «روزيتا ديلهيرو» فغيرت مجرى الحوادث وأشعلت نار الفتنة وذلك أنها فرت من عشيقها «هملتين» الذي كان يسيء معاملتها وهو أحد رؤساء العصابات وتبعت ديلنجر وانضمت إلى عصابته.

 

وكان هملتين من أصدقاء فايس فأرسل إليه من يقول له في السجن: إنه إذا لم يتوسط في أمر عشيقته ويوعز لصديقه ديلنجر بوجوب إعادتها فإنه ينسى صداقته ويعلن عداءه له ولعصابته فلم يعبأ فايس بتهديد هملتين بل أرسل بدوره يقول لديلنجر إنه يمكنه الاحتفاظ بروزيتا إذا كان في ذلك سروره.

 

وأعلنت الحرب بين العصابتين وأخذ أفرادها يتهاجمون في الشوارع والساحات العامة وهذا جعل أهالي فرانسيسكو يضجون بالشكوى من هذه الجرأة البالغة ويتكاتفون مع البوليس في القبض على العصابتين، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في عام 1935.

 

وجاءت نهاية جون ديلنجر في 23 يوليو عام 1934؛ حيث قتل أمام دار سينما (بيوجراف) في شيكاغو بعد مشاهدته لفيلم يمثل حياة المجرمين ونهايتهم السيئة وكانت تصحبه عشيقته روزيتا مع صديقة لها وقد تمكن من الفرار أثناء مصرعه أما الذي أطلق أول رصاصة فهو (ملفن برفيس) من البوليس السري وهو بنفسه كان أول من أسرع إلى ديلنجر وأسند رأسه إلى صدره واستمع إلى كلماته الأخيرة يلفظها مع الدم المتدفق من فمه.

 

وقال ديلنجر بصوت خافت: لقد أخطات الناس في تقديري من بادئ الأمر كنت أكره الشر وأنفر منه وهم الذين دفعوني إليه بغلظة قلوبهم ومع هذا فقد عملت إحسانات كثيرة إلى جانب جرائمي أنني كنت من المحسنين ولكن روزيتا أين روزيتا لقد نجت حسنا فعلت أنها لم تشترك معي في أيه جريمة أنقذوها من قسوة هملتين بعدي.. إنني أعهد بها إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت فهو يمكنه أن يفهمها ويحميها وأسلم الروح.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم