قلعة قايتباي برشيد تحت الحصار.. مياه جوفية وأمطار ونهر النيل | فيديو

قلعة قايتباي تحت حصار المياه
قلعة قايتباي تحت حصار المياه


◄ جهود متواصلة من منطقة أثار رشيد لتصريف المياه وإنقاذ القلعة  الأثرية من الغرق


◄ مطالبات بامتداد أعمال الحماية للقلعة لحمايتها من الانهيار

 
أغرقت موجة الأمطار الأخيرة، قلعة قايتباي الأثرية، ما وضع منطقة أثار رشيد في حالة طوارئ، إذ تواصل جهودها لتصريف المياه الجوفية من داخل الأثري الإسلامي العتيق.

وكانت قد تسببت نوة قاسم وارتفاع منسوب المياه بالبحر المتوسط وفرع النيل برشيد في ارتفاع منسوب المياه داخل القلعة وغرق الأجزاء السفلية وممرات القلعة ومداخلها في المياه.

وأضاف محمد تهامي مدير منطقة أثار رشيد، أنه نظرا لعدم امتداد أعمال حماية الشاطئ لقلعة قايتباي الأثرية ببرج رشيد فقد أغرقتها المياه نتيجة لارتفاع منسوب مياه النيل وانخفاض سطح القلعة لأكثر من 2 متر، وبالرغم من جهود منطقة أثار رشيد لتصريف المياه إلا أن القلعة مازالت مهددة بالانهيار نظرا لكميات المياه الكبيرة التي تخترق الأرضية والأساس من أسفل الشاطئ الذي تسببت مراكب الصيد الراسية على شاطئها في انهيار الجدار الخلفي وتعرضها للخطر الداهم.

وأكد عدد من خبراء الآثار أن ما يحدث لقلعة رشيد يعد جريمة متكاملة الأركان وإهمال كبير يعرض أثار رشيد  لخطر كبير، حيث تعد القلعة علامة بارزة في التاريخ والعمارة العسكرية المصرية.

اقرأ أيضا:وزيرة البيئة: قلعة قايتباي كانت مهددة بالاختفاء بسبب ارتفاع منسوب البحر

خطر على الجدران 
ويقول الخبير الأثري السيد حمام وابن مدينة رشيد، أن أعمال حماية شاطىء رشيد اقتصرت على منطقة مصب النيل وطابية العبد الأثرية ولم تمتد للقلعة مما يهدد بغرقها وسقوط الجدران الخارجية.

وطالب «حمام» المسؤولين في حماية الشواطئ ووزير الري بإنشاء سور خارجي على عمق داخل النيل لحماية القلعة من الانهيار إسوة بطابية العبد الأثرية التي أغرقتها السيول خلال عام 2016، لافتا إلى أن الجهود التي تتم داخل القلعة، جهود بدائية وغير كافية لحمايتها من الغرق والانهيار.

وأكد أن حالة الجدران الداخلية والخارجية للقلعة تزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر والنيل في تلك المنطقة بالإضافة لإهمال وتجاهل المسؤولين في المجلس الأعلى للأثار لتخصيص ميزانية مالية للأنفاق على عمليات الصيانة وشراء ماكينة جديدة لتصريف المياه الجديدة بدلا من الماكينة القديمة التي لا تعمل منذ سنوات طويلة وتم مخاطبة المجلس الأعلى للأثار أكثر من مرة دون جدوى.

مياه جوفية
و أكد محمد  تهامي مدير منطقة أثار رشيد، أن القلعة تقع على  فرع النيل وتنخفض عن سطح الأرض حوالى ٢ متر مما جعلها مهددة دائما بالمياه الجوفية نتيجة لارتفاع منسوب البحر في تلك المنطقة، وبسبب النوات المتعاقبة التي تشهدها البلاد حاليا.
  
وأشار مدير آثار رشيد، إلى أنه تم الاستعانة بماكينة رفع مياه من إدارة الكوارث والأزمات بمنطقة الأثار بالإسكندرية إلى جانب استئجار بعض الماكينات من الأهالي وتم تصريف المياه الجوفية. 

وقال مدير منطقة أثار رشيد، إنه تم ترميم القلعة في عام ١٩٨٥ وتم مدها بماكينة رفع المياه الجوفية والتي تعمل على مدار الـ ٢٤ ساعة في رفع المياه، وبسبب كثرة عملها وتشغيلها توقفت عن العمل  بسبب ارتفاع ضغط المياه وتحولت لكهنة.

اقرأ أيضا : متحف المجوهرات الملكية ينظم جولة افتراضية من داخل قلعة قايتباي

ومن جانبه أكد اللواء هشام أمنه محافظ البحيرة، أن أعمال حماية الحائط البحري لمصب النيل بفرع أنقذت رشيد المدينة التاريخية والأراضي والممتلكات الخاصة من الغرق أثر ارتفاع مياه البحر بسبب النوات التي تتعرض لها سواحل البحر المتوسط خلال فصل الشتاء.

ولافتا إلى قيام الهيئة المصرية لحماية الشواطئ خلال الأعوام الماضية بتدعيم وإعادة تأهيل الحائط البحري القائم غرب المصب الذي يحمي منطقة مصب النيل فرع رشيد من الغرق بطول 6 كم حتى يتمكن من مجابهة التغيرات المناخية وأثارها على الشواطىء وخاصة المطلة على البحر المتوسط.

كما تم الانتهاء من أعمال حماية وتدعيم طابية العبد الأثرية وحماية المنطقة المنخفضة بطول 1.6 كم غرب طابية العبد بما يحافظ على القيمة الأثرية للطابية وكذلك حماية المنشئات والممتلكات.

وذلك عقب تعرض رشيد خلال عام 2016 لنوتين شديدتين مما أدى لانهيار الأجزاء الشمالية والغربية من أسوار طابية العبد الأثرية ببرج رشيد والتي تم  بنائها في عهد محمد على باشا وكانت تستخدم قديما لحماية البلدة من الجهة الغربية .

وأشار المحافظ، أنه تم وضع خطة متكاملة لمواجهة أثار الأمطار والسيول وعدم تعرض رشيد والمدن الساحلية وباقي مدن المحافظة للغرق كما حدث خلال عام 2016.