حوار مشاهير العالم مع العربجية وسائقي التاكسي وكمسارية الترام

سعد زغلول
سعد زغلول

يروى عن سعد باشا زغلول أنه غادر يوما مكتبه في مجلس النواب عن طريق مجلس الشيوخ وكانت سيارته واقفة في فناء مجلس النواب فأرسل أحد الحجاب لإحضارها وأبطأت السيارة فنادى سعد صاحب رخصة امتلاك الحمير واستخدامها كوسيلة نقل في شوارع القاهرة كان واقفا عن قرب.

 

أقبل الحوذي بمركبته ووقف بعيدا عن السلالم فقال له الزعيم وهو يشير إلى السلالم قرب من هنا يا أوسطى: فدنا الحوذي من السلالم قليلا فقال له سعد: قرب كمان ! فقال الحوذي متضايقا ما اديني قربت ! فابتسم سعد زغلول وصعد إلى العربة وهنا مر بالعربة بعض موظفي البرلمان فدنا أحدهم من سائقها وأخبره أن الزبون هو (سعد زغلول).

 

لم يكد الحوذي يسمع اسم سعد زغلول حتى اعتدل في جلسته وانتفخ وهوى على الجوادين بسوطه وصاح على فين يا أفندم فقال سعد باشا ع النادي السعدي تعرفه فضحك السائق وقال: يا سلام هو فيه حد ما يعرفش.

 

ولما وصل سعد إلى النادي أراد أن يعطي السائق أجرته ولكنه رفض قائلا أن كفاه شرفا أن عربته ركب فيها أبو الأمة سعد زغلول، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة عام 1935.

 

وحدث مرة أن أحمد زيور باشا كان نازلا من فندق الكونتننتال فنادى عربة، وقال للحوذي: من هنا لغاية مجلس الشيوخ تاخد كام – سبعة قروش – لا خمسة. وهز السائق كتفيه وقال: طيب أركب بأه قبل الخيل ما تشوفك.

 

وحدث بعد تعيين الدكتور حافظ عفيفي باشا عضوا في مجلس إدارة البنك الأهلي أن ركب سيارة دارت به مدة طويلة وأعطى للعربجي خمسة قروش صاغ فكة.

 

وتضايق العربجي الذي كان ينتظر مبلغا اكبر من هذا من عضو البنك الأهلي فقال له وهو يحصي النقود قرش لي وقرش لمراتي وقرش للعيال والباقي احطه في البنك الأهلي.

 

كما لاحظ مستر ماكستن زعيم حزب العمال المتطرف أن في لندن سائق تاكسي يختاره دائما عدد كبير من الناس من وسط الموقف مع أن ذلك التاكسي لم يكن مشهورا لا بالنظافة ولا بالفخامة ولا بالسرعة وذهب مستر ماكستن يسأل السائق عن السبب وأخبره أنه دق في أرض سيارته قطعة فضية من النقود ويترك باب التاكسي مفتوحا حتى يرى المارون القطعة الفضية من النقود.

 

ومن هنا كان الإاقبال على الركوب في سيارته لأن كل زبون يرى القطعة الفضية ويحسب أنها سقطت من راكب سابق فيطمع في التقاطها حتى يفاجأ بأنها قد تسمرت بثلاثة مسامير.

 

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم