فيلسوف الشرق الأول.. سر إقامة جمال الدين الأفغاني بمصر

جمال الدين الأفغاني
جمال الدين الأفغاني

فيلسوف الشرق الأول "جمال الدين الأفغاني"، ولد في سنة 1839 هناك خلاف في محل ولادته قيل إنه ولد في "أسد آباد (إيران)" وقيل إنه ولد في أسد آباد (أفغانستان).

وكان يتميز بالذكاء، وقوة الفطرة، وفي الثامنة عشرة من عمره سافر إلى الهند، وأقام بها سنة ودرس العلوم الحديثة على الطريقة الأوروبية وتعلم اللغة الإنجليزية.

وكان طبع الأفغاني يميل إلى الرحلات لاستطلاع أحوال الأمم والشعوب، وهو في الهند عرض عليه أن يؤدي فريضة الحج، فاغتنم الفرصة وقضى سنة ينتقل في البلاد، ويتعرف أحوالها، وعادات أهلها، كما هاجر من الأستانة لأنه لم يجد فيها جوا صالحا لآرائه العلمية أو السياسية.

أما عن زيارته إلى مصر، ففي ۱۷ مارس ۱۸۷۱ جاء إلى مصر ولم يكن معتزما الإقامة فيها إنما جاء ليستطلع أحوالها ويتجول فيها ولكن رياض باشا رئيس الوزارة في ذلك الوقت أغراه بالبقاء ودفعت له الحكومة راتبا شهريا وقدره عشرة جنيهات، حسب ما تم نشره في جريدة أخبار اليوم 17 مارس 1951.

وهذا المبلغ مقابل العمل وكانت مدرسته بيته، فلم يذهب يوماً إلى الأزهر مدرساً، وإنما ذهب إليه زائراً، وأغلب ما يزوره يوم الجمعة، وكان أسلوبه في التدريس مخاطبة العقل، وفتح أذهان تلاميذه إلى البحث والتفكير، وبث روح الحكمة والفلسفة في نفوسهم، كما وجد في مصر جوا صالحا لآرائه العلمية والسياسية.


ومن تلاميذه الشيخ محمد عبده ويعد تلميذه الأكبر، ووصفه محمد عبده وقال: الأفغاني قمحي في لونه، عصبي دموي في مزاجه، عظيم الرأس في اعتدال، عريض الجبهة في تناسب، واسع العينين، عظيم الأحداق، ضخم الوجنات، رحب الصدر، جليل في النظر، هش بش عند اللقاء.

ويكمل الشيخ محمد عبده وصف الأفغاني وقال: أما أخلاقه فسلامه القلب سائدة في صفاته، وله حلم عظيم، يسع ما يشاء الله أن يسع، إلى أن يدنو منه أحد ليمس شرفه أو دينه فينقلب تنفض منه الشهب فبينما هو حليم أواب.
كما أنه كريم يبدل ما بيده، قوى الاعتماد على الله، لا يبالي ما يأتي به الدهر، عظيم الأمانة سهل لمن لاينه، صعب على من خاشنه، طموح إلى مقصده السياسي، إذا لاحت له شيء تعجل السير للوصول إليه، كثيرا ما كان التعجل عله الحرمان له، وهو قليل الحرص على الدنيا، بعيد عن الغرور ولوع بعظائم الأمور، وشجاع مقدام، لا يهاب الموت، كأنه لا يعرفه. 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |«بيليه» في مصر.. عاشق للأهرامات يعاكس الحيوانات ولم تعجبه القهوة