من الأعماق

هجوم امستردام .. فتش عن الإخوان

جمال حسين
جمال حسين

فجأة وبدون سابق إنذار فوجيء الجميع بصدور تقرير  رسمى من وزارة الخارجية الهولندية يتضمن هجوما على مصر ويعد تدخلا سافرًا فى الشأن المصرى .. زعم التقرير وجود انتهاكات لحقوق الانسان وتقييد للحريات وهاجم ثورة ٣٠ يونيو زاعما وجود  حالات اختفاء قسرى .. كما تطرق إلى مجموعة من الموضوعات الشائكة الخاصة بالأقباط وأهالى النوبة والبدو والشيعة والبهائيين والمثليين ومدى توافر حقوق المواطنة لهم وحقوق منح الجنسية المصرية واصدار بطاقات الهوية وحقوق المرأة والحضانة قد يقول قائل وما الجديد فى ذلك ؟ يا ما دقت على الراس الطبول فقد اعتدنا على صدور مثل هذه التقارير المسيسة التى تحاول النيل من مصر وتوقف مسيرتها التنموية لكن الكلاب تعوى والقافلة تسير أقول نعم يا ما دقت على الراس طبول لكن ما يثير الشك والريبة توقيت صدور هذا التقرير والجهة التى أصدرته وهى وزارة الخارجية الهولندية وليست منظمة أو جمعية من دكاكين حقوق الإنسان .. وأتساءل هل تذكرت هولندا فجأة  بعد أكثر من ٧ سنوات أن تضع توصيفا لما حدث فى مصر فى ٣٠ يونيو  ؟!!


وهل هذا هو الوقت المناسب لتوصيف ٣٠ يونيو ثورة أم انقلابا ؟!! ولماذا كانت هولندا صامتة طوال السنوات الماضية منذ قيام الثورة ولم تصدر مثل هذا التقرير لتشارك بعض الدول فى مولد سيدى العريان وماسورة التقارير المسيسة التى انفجرت ضد مصر فى ذلك الوقت ؟؟
لماذا اختصت هولندا مصر  بهذا التقرير المطول المكون من ١٤٢ صفحة واستخدمت فيه عبارات وكلمات محددة طالما رددتها منظمات حقوق الانسان الموجهة من قبل  ؟
ولماذا  رحبت هولندا أن تبيع لمصر  صفقة أسلحة متطورة ؟
وهل كانت وزارة الخارجية الهولندية فى غيبوبة عندما زار وزير خارجيتها مصر منذ فترة قصيرة ووقع مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى  33 اتفاقية اقتصادية حيث حجم التبادل التجارى بين البلدين مليار يورو ؟
بقراءة سريعة للتقرير نتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن وزارة الخارجية الهولندية ارتكبت جرما سياسيا عندما استقت معلوماتها من تقارير مطاريد الإخوان ومرتزقة دكاكين ومنظمات حقوق الإنسان وعندما أصدرت تقريرا مسيسا ضد مصر التى تربطها بكل دول العالم علاقات سياسية عمادها الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد خاصة أن هولندا وهى عضو فى الاتحاد الأوربى وحلف الناتو رأت بأم عينيها أن الاتحاد الأوروبى الذى كان أول المهاجمين لمصر عقب ثورة ٣٠ يونيو عاد إلى صوابه وسارت على معظم الدول والمنظمات عندما أدرك الجميع أن ما حدث ثورة شعب انحاز لها الجيش تقرير الخارجية الهولندية عن الأوضاع فى مصر اعتمد على تقارير منظمات هيومان رايتس  والعفو الدولية والبى بى سى ومعهد كارينجى للشرق الأوسط ومراسلون بلا حدود بالإضافة إلى معلومات من السفارة الهولندية بالقاهرة بالتأكيد هذا الأمر لن يمر مرور الكرام ومن المؤكد أنه سيكون هناك وقفة من الخارجية المصرية احتجاجا على هذه الهرتلة السياسية الهولندية غير المسئولة ومن المؤكد أن السفير المصرى فى هولندا قد اعترض رسميا على هذا التقرير المسيس


وللإجابة عن كل هذه التساؤلات أقول إن كلمة السر « فتش عن الإخوان «  .. فبالتأكيد التنظيم الدولى ومطاريد الجماعة الراحلين عن تركيا بعد تضييق الخناق عليهم فى اسطنبول الفترة الأخيرة لهم يد فى إصدار الخارجية الهولندية لهذا التقرير ..وربما فعلت هولندا ذلك حتى تجد لنفسها مبررا لتمنحهم حق اللجوء السياسى لامستردام !!