عدم قدرة المتعافين على التفكير.. أحدث الآثار الجانبية لـ«كورونا»

صورة موضوعية
صورة موضوعية
احمد جلال
 

كورونا ذلك الفيروس المسبب لـ "كوفيد19"، الذي يبث الخوف في نفوس الملايين بسبب تطوراته ومتحوراته التي تظهر مع كل خطوة يظن فيها العالم أنه تمكن من فهم طبيعة هذا الفيروس للقضاء عليه ومع ظهور متحور "أوميكرون" الأعلى انتشارا حسب تصريحات "منظمة الصحة العالمية"، عاد العلماء مرة أخرى لدراسة الآثار الجانبية لفيروس كورونا.

وتمكن العلماء من تحديد المشكلات الصحية لحالات ما بعد الإصابة بكوفيد 19 والتي تستمر لأكثر من أربعة أسابيع بعد تشخيص الإصابة بالفيروس ووفقا لموقع "mayoclinic"، فإن أبرز هذه المشكلات وأكثرها انتشارًا هي الشعور بالإرهاق والسعال وصعوبة التنفس وألم المفاصل والصدر مع فقدان حاسة الشم والتذوق وفي بعض الحالات تزداد سرعة ضربات القلب والإصابة بالاكتئاب.

اقرأ أيضا |إنفوجراف| الخ الزمني لمتحورات كورونا

ولكن مع استمرار الأبحاث توصل الباحثون إلى مشكلات جانبية أخرى للإصابة بالفيروس، تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للمصاب بـ"كوفيد19" والتي تتجاوز أعراضها المرتبطة بالدماغ الصداع والقلق والاكتئاب والهلوسة وكذلك فقدان حاستي الشم والتذوق لتصل إلى مرحلة عدم القدرة على التفكير بوضوح والتي تظهر ضمن أعراض الإصابة بالتصلب المتعدد أو السرطان أو التعب المزمن.

ووفقا لموقع "scientificamerican"، فإن 80% من مرضى "كوفيد" واجهوا مضاعفات عصبية ليظل السؤال الأهم كيف يتمكن الفيروس من الدخول إلى المنطقة المحمية في الدماغ للتأثير عليها؟ وسيطر هذا السؤال على الاجتماع السنوي الخمسين لجمعية "علم الأعصاب/ SFN " حيث تم تقديم عدد من الأبحاث في محاولة للإجابة على السؤال تتضمن رحلة الفيروس الكاملة في الدماغ بداية من اختراق الخلايا مرورا بالتشتت بين مناطق الدماغ وصولا إلى تعطيل الوظائف العصبية.

وتوصلت دراسة تم نشرها في مجلة "Science" إلى تحديد منفذ دخول الفيروس إلى الخلايا العصبية وذلك من خلال إحدى المستقبلات الموجودة في الخلايا العصبية لكلا من الدماغ والرئة أو الجهاز التنفسي بشكل عام يدعى "NRP1"، والذي يتزاوج مع إنزيم على سطح هذه الخلايا يسمى "الفورين" والذي يسمح بمرور الفيروس ويتواجد بشكل أساسي في المنطقة الرئيسية مكان الذاكرة والتعلم.

ولكن تظل الأعراض العصبية لكورونا أمر مثير للجدل، فبعض الباحثون اقترحوا أن هذه الأعراض قد تكون ناجمة عن الالتهابات أو عن طريق تسرب حاجز الدم في الدماغ أو بسبب إصابة الخلايا المخاطية في بطانة الأنف وموتها الذي يؤدي إلى موت الخلايا العصبية القريبة أيضا.

ولفهم الطريقة التي يؤثر بها فيروس كورونا على الجهاز العصبي المركزي وتحديد أماكن انتقاله بمجرد دخوله إلى الدماغ كشفت دراسة، قام بها عدد من الباحثين في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا على قرود "الريسوس" المصابة بالفيروس ومنها مجموعة فرعية مصابة بداء السكري إلى أن الفيروس بعد أسبوع من الإصابة ينتشر عبر عدة مناطق في القشرة الدماغية وخاصة المجموعة المصابة بالسكري كما وجدوا أيضا أن التهاب القشرة في الأنف حدث في نفس وقت موت الخلايا العصبية.

ويعتبر تواجد الفيروس في منطقة القشرة الانفية الداخلية والتي تعد منطقة الدماغ الأكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر عامل خطر، فمجرد وجود الفيروس في تلك المنطقة يمكن أن يلعب دور في ضعف الإدراك الخفيف والخرف ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل شخص مصاب بـ COVID سينتهي به المطاف مع مرض الزهايمر ولكن قد تكون التأثيرات المباشرة للفيروس على الدماغ تزيد أيضا من خطر الإصابة بالخرف.