البابا فرانسيس يختتم زيارته لقبرص ويتوجه إلى اليونان

البابا فرانسيس
البابا فرانسيس

بعد قبرص يتوجه البابا فرنسيس إلى أثينا صباح اليوم السبت 4 ديسمبر، في زيارة هي الأولى منذ عقدين للعاصمة اليونانية التي تخضع لتدابير أمنية مشددة بسبب مشاعر مناهضة للحبر الأعظم لدى متشددين أرثوذكس.

وأقلعت طائرة البابا من مطار لارناكا بعد زيارة إلى جزيرة قبرص استمرت يومين دان خلالها ممارسات "العبودية" و"التعذيب" في مخيمات المهاجرين

وسيتوجه البابا في الزيارة التي تستمر يومين إلى جزيرة ليسبوس التي قصدها في 2016 خلال السنوات الأولى لموجة الهجرة.

غير أن زيارته إلى أثينا هي الأولى لحبر أعظم منذ زيارة يوحنا بولس الثاني في 2001 التي بدورها كانت أول رحلة بابوية إلى العاصمة اليونانية منذ انشقاق الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية عام 1054.

اقرأ أيضًا: تعادل في شعبية مرشحي الرئاسة بكوريا الجنوبية قبيل الانتخابات بـ 3 أشهر

يسعى البابا فرنسيس إلى تحسين العلاقات الصعبة تاريخيا مع الكنيسة الأرثوذكسية، وفي الوقت نفسه تسليط الضوء على محنة آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء في اليونان.

وقال في رسالة قبل انطلاقه في الرحلة التي بدأت الخميس في قبرص "أتوق للقائكم جميعا، كلكم، ليس فقط الكاثوليك، جميعكم"، وأضاف "بلقائكم أروي عطشي في ينبوع الأخوة".

سيلتقي البابا فرنسيس السبت الرئيسة اليونانية كاتيرينا ساكيلاروبولو ورئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ورأس كنيسة اليونان البطريرك يرونيموس.

ثم يلتقي عددا من أبناء الكنيسة الكاثوليكية اليونانية الصغيرة.

وقال كاهن رعية كنيسة القديس نيكولاوس في جزيرة تيونس ماركو فوسكولوس للصحافيين في وقت سابق هذا الأسبوع إن "تواجد قداسة البابا في اليونان يعطينا زخما ... يتعين على الكاثوليك في اليونان الاستفادة منه".

ارتفعت أعداد الكاثوليك في السنوات الماضية. وانضم إلى نحو 50 ألف إلى 60 ألف كاثوليكي في اليونان، قرابة 250 ألف من الفيليبين وبولندا ودول إفريقية.

احتجاجات صاخبة

ستنشر السلطات ألفي عنصر من الشرطة في أثينا لمنع عرقلة محتملة من جانب أرثوذكس متشددين، يتهمون الكاثوليك بالمسؤولية في انشقاق الكنيسة ونهب القسطنطينية عام 1204 في الحملة الصليبية الرابعة.

وقال عالم اللاهوت في جامعة أرسطو في تيسالونيكي بيتروس بانايوتوبولوس إن المتشددين "سيكونون قلة لكن صاخبين".

والعلاقات مع الكنيسة اليونانية أفضل بكثير مقارنة بما كانت عليه قبيل زيارة يوحنا بولس، حسبما يرى بيار سالمبييه مسؤول الرهبنة اليسوعية الكاثوليكية في اليونان لوكالة فرانس برس.

لكنه يضيف بأنه لا يزال هناك "بعض المتشددين المناهضين للكاثوليك المعروفين" في جسم الكنيسة الحاكم.

ووصف أسقف بيرايوس زيارة البابا بأنها "غير أخلاقية" وفق اتحاد الصحافيين الأرثوذكس.

أذرع مفتوحة

في قبرص دان البابا فرنسيس الجمعة "العبودية" و"التعذيب" في مخيمات اللاجئين مقارنا ذلك بما حصل خلا الحرب العالمية الثانية.

وقالت الحكومة القبرصية إن 50 مهاجرا، بينهم كاميرونيان علقا لأشهر في المنطقة العازلة بين شطري العاصمة، سينتقلون إلى إيطاليا بفضل البابا.

ويأمل الحبر الأعظم أن يزور ليسبوس مجددا، وهي الجزيرة التي كانت صلب أزمة المهاجرين في 2015، "كحاج إلى ينابيع الإنسانية"، للدعوة إلى دمج اللاجئين.

واحترق مخيم موريا المكتظ والذي زاره الحبر الأعظم في 2016، العام الماضي واستُبدل بمرفق جديد يموله الاتحاد الأوروبي.

ومخيم مافروفوني الجديد هو من ضمن عدد من المرافق "المغلقة" على جزر يونانية تحيط بها أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة وأجهزة مسح بأشعة إكس، وبوابات ممغنطة توصد ليلا.

وعبرت منظمات غير حكومية ومجموعات إغاثة عن القلق إزاء المخيمات الجديدة معتبرة أن حركة تنقل الناس يجب ألا تخضع لقيود.

وجهت 36 مجموعة ناشطة في اليونان هذا الأسبوع رسالة للبابا، تجذب انتباهه إلى مسألة حق الناس في المخيمات وتطلب منه المساعدة في وقف إجراءات إعادة المهاجرين، غير القانونية، والتي يقوم بها حرس الحدود اليونانيون كما يُقال.

ومن المتوقع أن يزور الحبر الأعظم المخيم مع مسؤولين بارزين من اليونان والاتحاد الأوروبي، وسيلتقي عائلتين "يتم اختيارهما عشوائيا"، كما قال مسؤول.

وقالت بيرت، طالبة اللجوء الكاميرونية في المخيم، "ننتظره بأذرع مفتوحة".

وأضافت أنها تأمل من البابا أن "يصلي من أجلنا لمساعدتنا في التغلب على المخاوف التي عشناها".

والأربعاء وصل قرابة ثلاثين طالب لجوء قرب المخيم. والجمعة قضى مهاجران في غرق زورق قرب جزيرة كوس اليونانية.