3 مليارات جنيه ترسم ملامح جديدة لـ26 قرية

«حياة كريمة» تصل بعصاها السحرية إلى الدقهلية

أعمال ترميم وتطوير المبانى
أعمال ترميم وتطوير المبانى

 

أكثر من 8 آلاف مشروع خدمى وتنموى يتم العمل بها على قدم وساق داخل قرى ونجوع ستة مراكز بمحافظة البحيرة فى إطار المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى حياة كريمة، وتشمل هذه المشروعات 43 مجمع خدمات متكاملة، بما يسهم بشكل كبير فى تغيير ملامح الحياة بالنسبة إلى سكان هذه المناطق، ويحقق نقلة نوعية للمحافظة على كافة المستويات.. اآخرساعةب زارت قرية الشوكة التابعة لمركز دمنهور ورصدت عن قرب أعمال التطوير وترحيب الأهالى بهذه المبادرة.

كتائب من العمّال والفنيين والمهندسين تواصل العمل على مدار الساعة بجميع قرى مركز "شربين" بمحافظة الدقهلية، والبالغ عددها 26 قرية، تنتظر تغيُّر ملامح الحياة بها.. "آخرساعة" كانت هناك، ورصدت المعدلات غير المسبوقة لإنجاز المشروعات التي يجري تنفيذها هناك بعد أن وصلت إليها العصا السحرية لمبادرة "حياة كريمة" الرئاسية، وبدأت ملامح الحياة تتغير تماماً في هذه القرى إلى الأجمل في كل شيء.

الفرحة عمت تلك القرى بعد أن وقع الاختيار عليها لتكون ضمن البرنامج القومي لتنمية وتطوير القرى المصرية في إطار مبادرة "حياة كريمة" التي تستهدف 1500  قرية في 50 مركزاً إدارياً على مستوى الجمهورية.

وفي جولة لـ"آخرساعة" بين عدد من هذه القرى، أكد أبناؤها أن المبادرة حقّقت لهم حلماً لم يتصوروا يوماً أنه سيتحول إلى واقع إلى أن جاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحقق ما كانوا يظنون أنه بعيد المنال.

من بين هؤلاء، عبدالله السعيد عاصي، عضو المجلس العرفي بقرية "كفر الدبوسي"، الذي قال إن المبادرة حلم طال انتظاره، ولم نتوقع أن تتحول إلى واقع حتى جاء الرئيس السيسى ليحقق آمال أبناء القرية بعد أن عانت الإهمال لعقود طويلة، وحان وقت مواجهة مشكلاتها بشكل جذري، وقد بدأ عمل المبادرة في القرية بتنفيذ مشروعات متكاملة تنهض بها بدلاً من المسكنات التي كان يتم اللجوء إليها لمواجهة المشكلات القائمة.

أما إبراهيم مصباح رفاعي، فقد أعرب عن سعادته لقرار تغطية ترعة العمدة بقرية "كفر الدبوسي" بطول كيلو ونصف تقريباً، كونها تمتد وسط المساكن، وقال: "بسبب هذه الترعة نعانى انتشار الأمراض والحشرات، والتغطية ستخفف الضغط عن مدخل القرية الرئيسي".

ويؤكد أن "الفرحة عمت أهالي القرية وكل القرى المجاورة، لذا ليس غريباً أن نشهد تظاهرات الحب الجارفة للرئيس السيسي الذي لم يخلف وعداً، ولم يتعامل مع مشكلاتنا بالمسكنات.. إنه بالفعل يبني مصر جديدة". فيما يقول آخر إن "المنصف يشهد على أرض الواقع ما يجري تحقيقه من إنجازات ملموسة كل يوم في شبكات الطرق والكباري والمشروعات القومية الكبرى في مجالات الكهرباء والبترول والإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي، وغيرها".

بينما أكد مصطفى سعد طلبة (20 عاماً)، طالب بكلية السياحة والفنادق وأحد أبناء قرية "كفر الترعة": هذه هي المرة الأولى التي يتم الاهتمام فيها باحتياجات أهالي القرى وخصوصاً شبابها، والاستماع لاحتياجاتنا، ومناقشتها، ويتقرَّر بعدها إقامة ملاعب وتطوير مراكز الشباب وإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة لإتاحة فرص عمل ومواجهة مشكلة البطالة".

في حين يشير فتحي محمود عبدالسلام (63 عاماً) من قرية "الضهرية" إلى أن أبناء القرى لم يشاهدوا أو يلمسوا فيما مضى مشروعاتٍ تُقام على أرضهم بهذا التكامل، واليوم يشاهدون وينتفعون من هذه المشروعات التي تقام للمرة الأولى بصورة عصرية في قراهم.

وأضاف: "كنا نسمع  في الماضي عن وضع حجر الأساس فقط، بينما اليوم لا نسمع إلا كلمة افتتاح، وهذا ما يسعد الجميع، وخلق جسوراً من الثقة بين القيادة السياسية والشعب".

أهم مشروع مصرى

من جانبه، أكد محافظ الدقهلية، الدكتور أيمن مختار، أن مشروع "حياة كريمة" هو الأهم في تاريخ مصر للنهوض بقرى مصر، وهذا يؤكد أن المواطن في جميع محافظات مصر بمدنها وقراها وعزبها ونجوعها في عقل وقلب الرئيس السيسي.

وأشار إلى أنه تم تخصيص 3 مليارات جنيه لتطوير الـ26 قرية كمرحلة أولى والتي تم اختيارها ضمن المبادرة وفق دراسات توضح القرى الأكثر احتياجاً وعدد السكان بها واحتياجاتها الحقيقية، موضحاً أنه تم حصر جميع المشكلات، وقامت كافة الجهات بإعداد المقايسات اللازمة للمشروعات التي تقرر تنفيذها.

كما تم تكليف مدير عام الأملاك بالتنسيق مـــع قطــاعات المـرافـق ورئيـس المــركز لتوفير الأرض التي تحتاجها المشروعات مثل مشروعات محطات المياه والصرف الصــحــى ومحطــات ومحــــولات الكـهــرباء وشبكات الغاز والمدارس والمشروعات الصحية والاجتماعية والشبابية والخدمية ومشروعات الري، والتي يجري العمل فيها جميعاً بالتوازي على قدم وساق، وهذا التنسيق كان وراء سرعة الإنجاز.

500 ألف مستفيد

إجمالي المستفيدين من تلك المشروعات - وفق المحافظ - أكثر من 500 ألف نسمة، حيث أكد أنه يتابع كافة مراحل العمل وجميع التفاصيل المتعلقة بجهود الأجهزة التنفيذية وقطاعات المرافق منذ الإعلان عن تنفيذ المبادرة وذلك للتعامل الفوري وإزالة أي معوقات طارئة. 

فيما أكد الدكتور هيثم الشيخ، نائب المحافظ، أن المبادرة لم تقتصر على حل مشكلات البنية الأساسية والمشروعات الخدمية، بل امتدت لتشمل كافة الخدمات الاجتمــــاعــــية والاقتـصــــاديــة والثقــــافـــيـة والرياضية، حيث يجري إقامة مشرعات صغيرة ومتوسطة للأسر الأولى بالرعاية من خلال التضامن الاجتماعي في إطار مبادرة عمل وتنمية، علاوة على تطوير مراكز الشباب والمراكز الثقافية، وهناك تعاون من جامعة المنصورة مع أجهزة المحافظة في هذا المجال. 

حملات توعية

أما الدكتور محمود المليجي نائب رئيس جامعة المنصورة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة فقد أكد أن هناك فريق عمل متكاملاً من أساتذة الجامعة قاموا بدراسات تفصيلية متعلقة بالجــوانب الإنسـانيــة والاجتماعــية والاقتصـــادية وتقــديم الخـــدمات الصحــية والثقافية والتنمية البشرية في قرى المبادرة من خلال دعم برامج التوعية والتثقيف بمشاركـــة جمـــيع المــؤسسـات الحكـومــية والمؤسسات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني وتفعيل آليات المشاركة المجتمعية.

وأشار المليجي إلى دور الشباب وطلاب الجامعة في عملية التنمية ونشر ثقافة العمل الحر والتصدي للزيادة السكانية ومحو الأمية ونشر ثقافة العمل الحر.

تقارير دورية

في السياق، قالت منال الغندور، السكرتير العام المساعد للمحافظة، بأن القرى التي تم اختيارها هي: أبوجلال والأحمدية والحصص والسعدية والسلام والشناوي والصبرية والضهرية والعوضية والعيادية وبساط كريم الدين وترعة غنيم ودنجواى ورأس الخليج وكفر أبوزاهر والعزب التابعة لها وكفر الأطرش وكفر الترعة الجديد وكفر الترعة القديم وكفر الحاج شربينى وكفر الحطبة وكفر الدبوسى وكفر الشيخ عطية وكفر الوكالة وكفر منشأة ناصر وكفر يوسف ومحلة إنجاق، وأشارت إلى إعداد تقارير متابعة دورية للمشروعات بالتعاون مع لجان التنمية على مستوى  كل قرية.

حصر دقيق للاحتياجات

فيمــا أكـــد المهـــندس طــــارق شــكـري، رئيس مركز ومدينة شربين، أنه تم حصر الاحتياجات الحقيقية للقرى الـ26 على أرض الواقع بالتنسيق مع أبنائها، لافتاً إلى أن معظم المشروعات يتركز في رفع كفاءة الصرف الصحي ومياه الشرب والإنارة وتوصيل الغاز والأبنية التعليمية والوحدات الصحية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأشار إلى أن المبادرة تستهدف أيضا تطوير مدينة شربين، وقد تم بالفعل الانتهاء  من أعمال الرصف ورفع الكفاءة لعدد من شوارع المدينة وجار استكمال باقي الشوارع تباعاً، فيما يتم تركيب بالوعات صرف مياه الأمطار واستكمال البنية الأساسية قبل البدء في تنفيذ أعمال الرصف سواء بالمدينة أو القرى التي تشملها المبادرة.