القصة الكاملة لأزمة «جورج قرداحي».. من تصريحات حرب اليمن إلى الاستقالة

جورج قرداحي
جورج قرداحي

 
ربما تكون استقالة وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، اليوم، بادرة أمل لحل الأزمة اللبنانية الخليجية، التي اندلعت في السابق على وقع تصريحات سابقة للمذيع الشهير حول حرب اليمن. 

الأزمة بدأت بعد تولي مذيع «من سيربح المليون» حقيبة الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي الجديدة، والتي تولت دفة الأمور في لبنان منتصف سبتمبر الماضي، حيث خرج تسجيل قديم لقرداحي وصف فيه حرب اليمن بأنها «عبثية»، ويجب إيقافها.

بعد الفيديو الذي انتشر بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي، استدعت وزارة الخارجية السعودية، السفير اللبناني لدى المملكة فوزي كبارة، احتجاجًا على تلك التصريحات، وسلمت سلطات المملكة، السفير، مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات قرداحي التي وصفتها بأنها مسيئة لجهود التحالف العربي الذي تقوده المملكة في اليمن دعمًا للحكومة المعترف بها دوليا، ومن هنا اشتعل فتيل أزمة دبلوماسية كبيرة بين الجانبين السعودي واللبناني، ما أدى في النهاية إلى سحب الرياض لسفيرها من لبنان. الموقف السعودي تلاه سحب عدد من الدول العربية لسفرائها من بيروت، ومنها الإمارات والبحرين والكويت، بينما استنكرت قطر تصريحات قرداحي.

حاولت الحكومة اللبنانية التدخل بتصريحات لتهدئة الموقف، حيث أبدى رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أسفه لقرار المملكة العربية السعودية بسحب سفيرها، وناشد القادة العرب العمل والمساعدة على تجاوز الأزمة من أجل الحفاظ على التماسك العربي، وأكد أنه سيواصل العمل بكل جهد لإصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته، وأعرب أن تصريحات جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني قالها قبل توليه مهامه الوزارية مشيراً أنها «لا تمثل رأي الحكومة»، لكن الدول الخليجية واصلت هجومها على لبنان.

وسط هذه المشكلات طالب عدد من الشخصيات السياسية البارزة في لبنان، جورج قرداحي، بالاستقالة لحل الأزمة، ومنهم ثلاثة رؤساء للحكومة وهم: فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام، وقالوا إن «آراء قرداحي ضربة للعلاقات الأخوية والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية، وتحديدا مع دول مجلس التعاون الخليجي»، وانضم إلى هؤلاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

ورد قرداحي على الساسة قائلاً إنه «ربما استقالتي قد تساعد على حلحلة الأزمة بين لبنان ودول خليجية على رأسها السعودية»، مضيفاً: «منذ اليوم الأول قلت إنه إذا كانت استقالتي تفيد فأنا جاهز لها».

ومع مرور الوقت هدأت الأمور نسبيًا حتى خرج قرداحي اليوم ليعلن استقالته، لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجاء في الاستقالة: «أتقدم إليكم بطلب استقالتي من منصبي كوزير للإعلام تقديما للصالح العام وأتمنى منكم قبول الطلب»، وأضاف وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، إن بلاده أمام تطورات جديدة بينها زيارة للرئيس الفرنسي إلى السعودية، والتي ربما تساعد في فتح حوارا مع المسؤولين بالمملكة. وأضاف قرداحي، في مؤتمر صحفي، أجراء اليوم، لإعلان استقالته، أنه لم يقصد بكلامه عن حرب اليمن الإساءة لأي أحد يكن. وتابع قرداحي بأن بقاءه في الحكومة أصبح عبثيًا لأنه مطالبًا بالاستقالة من رئيسها وعدد من الوزراء فيها. واسترسل بالقول: «الحملات ضدي أزعجتني لأنها تسببت في تحميل شعب بكامله مسؤولية كلام قلته بمحبة»

وذكرت مصادر أن إعلان قرداحي استقالته تمهد الطريق لحل محتمل للخلاف الدبلوماسي بين لبنان والسعودية والذي أثارته تصريحات الوزير.