حكايات| الرسم بالجرافيتي.. تحويل «الخرابات» لمشاهد جمالية بالدقهلية

 الرسم بالجرافيتي.. تحويل «الخرابات» لمشاهد جمالية بالدقهلية
الرسم بالجرافيتي.. تحويل «الخرابات» لمشاهد جمالية بالدقهلية

بات تغيير السلوك عن طريق الرسم بالجرافيتي عادة يومية في قرية طنامل بمحافظة الدقهلية؛ حيث شباب مثقف يعمل بشكل تطوعي، قائم على الحب والعلم والتغيير معًا.

 

فكرة جاءت لتغيير وضع غير لائق بالطريق الزراعي أسفل الكوبري العلوي بقرية طنامل، وهو إلقاء القمامة بشكل مستمر على الأرصفة بجانب لوحات الإعلانات التي انتشرت علي جدران الكوبري دون وجه حق، وأصبحت كل المخالفات حق مكتسب.

 

ومن هنا بدأ فريق سواعد الخير المتطوع من أساتذة الجامعات والأطباء وطلاب الكليات بالتوصل إلى فكرة وهي كيفية تغيير السلوك عن طريق «المقاومة بالحيلة» وهي عبارة عن استخدام فن الرسم الجرافيتي للتغلب على أمر ما والوصول إلى طريقة لتعديل بها السلوك النابع من أهالي القرية.

 

بالفعل أخذ القائمون على مبادرة لمسة وفاء رسم شهداء قرية طنامل على جدران الكوبري العلوي، ومفهوم الشهيد ليس فقط شهيد الحرب، وشهداء كورونا والغرق والأطفال الذين ماتوا حرقا.


 
ونجحت المبادرة في تحويل «مقالب القمامة والخرابات» إلى أماكن نظيفة ويوم بعد الآخر تلقى القائمون على المبادرة الدعم على حسب التكلفة الفعلية من أدوات وخامات فقط، وبدأت صور شهداء القرية تزين جدران الكوبري واحده تلو الأخرى.

 

ولم يجد الأهالي إلا أن يلقوا القمامة بعيدا عن صور أبناء القرية، وبدأ تفاعل بعد أصحاب المحلات بوضع بعض الأشجار الصغيرة أسفل تلك الرسومات، ويتحول المكان من مقلب للقمامة لألبوم صور من شهداء القرية تحكي كل صورة ذكرها ويتحاكى المارة بسيرتهم.

 

يقول الدكتور محمد أبو العلا إن لمسة وفاء هي مبادرة قامت علة التغيير «وبأيدينا نخليها جميلة»، وبالفعل كانت هي النتيجة؛ حيث قرر مجلس مدينة أجا الوقوف في نهاية الكوبري لجمع القمامة بشكل أسهل وأسرع عن ذي قبل، كما تم إزالة الكثير من الصور السلبية داخل القرية وتحويلها إلى صور إيجابية عن طريق المشاركة المجتمعية من دعاية انتخابية وإعلانات وغيرها.

 

الفنان أحمد هشام الذي يقوم بجميع الرسومات على الجدران، قال عن التجربة: «أنا سعيد جدا بهذا العمل وخاصة بعد أن انتهي منه واجد استحسان المارة، والتحدث عن الصورة التي أقوم برسمها».

 

 

هشام يروي أيضًا: «أقوم بتصميم الجدارية بعد أن يقوم الفريق بإعداد الجدارية وأقوم بالتقسيم؛ حيث يعتمد الجرافيتي على الرسم بالتشريح إلى أربع محاور.. التحديد ثم الملامح والظل وأخيراً الخلفية التي تظهر الصورة.. ببساطة الحب في التغيير هو أساس المبادرة».

 

ويحكي الدكتور محمد أبو العلا رئيس سواعد الخير بقرية طنامل: «مبادرة لمسة وفاء لم تكتف فقط بالشكل الجمالي للكوبري وتقليص مكان إلقاء القمامة بل كانت المحطة الثانية هي مقابر الشيخ شرف التي كانت شوارعها عبارة عن غابات من نبات البوص والحشائش ومخلفات تطهير الترع التي تسكنها الحيوانات البرية والحشرات الضارة، وكان الأهالي يقيمون بداخلها ثلاثة حظائر لتربية الحيوانات وبعض مخازن الأعلاف.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي